(الدم) فتحوّلت عيونهم وأنهارهم دما حتى موّتت الأبكار ، فضاقوا بذلك وسألوه أن يكشفه عنهم فيؤمنوا ، فلم يفعلوا ، وكان العذاب يمكث عليهم سبتا ، وبين العذاب إلى العذاب شهر ، فذلك قوله (آياتٍ مُفَصَّلاتٍ) ثم وعد الله موسى أن يغرق فرعون ، فسار موسى من مصر ليلا. وبلغ ذلك فرعون فأتبعه ـ يقال فى ألف ألف ومائة ألف سوى كتيبته التي هو فيها ، ومجنّبتيه (١) ـ فأدركهم هو وأصحابه مع طلوع الشمس. فضرب موسى البحر بعصاه فانفرج له فيه اثنا عشر طريقا. فلمّا خرجوا تبعه فرعون وأصحابه فى طريقه ، فلما كان أوّلهم يهمّ بالخروج وآخرهم فى البحر أطبقه الله تبارك وتعالى عليهم فغرّقهم. ثم سأل موسى أصحابه أن يخرج فرعون ليعاينوه ، فأخرج هو وأصحابه ، فأخذوا من الأمتعة والسلاح ما اتخذوا به العجل.
وقوله : (عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ) (١٤٨)
كان جسدا مجوّفا. وجاء فى التفسير أنه خار مرة واحدة.
وقوله : (وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ) (١٤٩)
من الندامة. ويقال : أسقط لغة. و (سقط فى أيديهم) أكثر وأجود. قالوا لئن لم ترحمنا ربّنا نصب (٢) بالدعاء (لئن لم ترحمنا ربنا) ويقرأ (لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا) والنصب أحبّ إلىّ ؛ لأنها فى مصحف عبد الله (قالوا ربّنا لئن لم ترحمنا).
وقوله : (أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ) (١٥٠)
تقول : عجلت الشيء : سبقته ، وأعجلته استحثثته (٣).
__________________
(١) تثنية مجنبة. وهى فرقة من الجيش ، تكون فى إحدى جانبيه ، وللجيش مجنبتان : اليمنى واليسرى.
(٢) وهى قراءة حمزة والكسائىّ وخلف.
(٣) فى ش ، ج : «استحيته» وهو مصحف عما أثبتنا.