(عَلَيْهِمْ) و (عَلَيْهِمْ) وهما لغتان ؛ لكل لغة مذهب فى العربية.
فأما من رفع الهاء فإنه يقول : أصلها رفع فى نصبها وخفضها ورفعها ؛ فأما الرفع فقولهم : «هم قالوا ذاك» ، فى الابتداء ؛ ألا ترى أنها مرفوعة لا يجوز فتحها ولا كسرها. والنصب فى قولك : «ضربهم» مرفوعة (١) لا يجوز فتحها ولا كسرها ؛ فتركت فى (عَلَيْهِمْ) على جهتها الأولى.
وأما من قال : (عَلَيْهِمْ) فإنه استثقل الضمّة فى الهاء وقبلها ياء ساكنة ، فقال : (عَلَيْهِمْ) لكثرة دور المكنى (٢) فى الكلام. وكذلك يفعلون بها إذا اتصلت بحرف مكسور مثل «بهم» و «بهم» ، يجوز فيه الوجهان مع الكسرة والياء (٣) الساكنة. ولا تبال أن تكون الياء مفتوحا ما قبلها أو مكسورا ؛ فإذا انفتح ما قبل الياء فصارت ألفا فى اللفظ لم يجز فى «هم» إلا الرفع ؛ مثل قوله تبارك وتعالى : (وَرُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ) (٤) ولا يجوز : «مولاهم الحقّ» ، وقوله (فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) (٥) لا يجوز : (فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ).
ومثله مما قالوا فيه بالوجهين إذا وليته (٦) ياء ساكنة أو كسرة ، قوله : (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ) (٧) و (حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّها رَسُولاً) (٨) يجوز رفع الألف من «أمّ» و «أمها» وكسرها فى الحرفين جميعا لمكان الياء. والكسرة مثل قوله تبارك وتعالى : (فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ) (٩) ، وقول من روى عن النبىّ صلىاللهعليهوسلم : (أوصى امرأ بأمّه). فمن رفع قال : الرفع هو الأصل فى الأمّ
__________________
(١) كأن الأصل : «هى مرفوعة» فحذف المبتدأ للعلم به. والحديث عن الهاء.
(٢) يريد بالمكنى : الضمير.
(٣) أي فى «عليهم».
(٤) آية ٣٠ سورة يونس.
(٥) آية ٩٠ سورة الأنعام.
(٦) كذا فى الأصول. والولي : القرب والاتصال من قبل ومن بعد ، وإن اشتهر فيما يجىء بعد. فقوله : «وليته» أي اتصلت به ، والمقام يقضى أنها اتصلت به قبله.
(٧) آية ٤ من سورة الزخرف.
(٨) آية ٥٩ سورة القصص.
(٩) آية ١١ سورة النساء.