فقال : جبليّة ، فأنّث لتأنيث اسم الحيّة ، ثم ذكّر إذ قال : إذا ما عضّ ولم يقل : عضّت. فذهب إلى تذكير المعنى. وقال الآخر (١) :
تجوب بنا الفلاة إلى سعيد |
|
إذا ما الشّاة فى الأرطاة قالا |
ولا يجوز هذا النحو إلا فى الاسم الذي لا يقع عليه فلان ؛ مثل (٢) الدابّة والذرّية والخليفة ؛ فإذا سميت رجلا بشىء من ذلك فكان فى معنى فلان لم يجز تأنيث فعله ولا نعته. فتقول فى ذلك : حدّثنا المغيرة الضّبىّ ، ولا يجوز الضّبيّة. ولا يجوز أن تقول : حدّثتنا ؛ لأنه فى معنى فلان وليس فى معنى فلانة. وأمّا قوله (٣) :
وعنترة الفلحاء جاء ملّأما |
|
كأنّه فند من عماية أسود |
فإنه قال : الفلحاء (٤) فنعته بشفته. قال : وسمعت أبا ثروان يقول لرجل من ضبّة وكان عظيم العينين : هذا عينان قد جاء ، جعله كالنعت له. وقال بعض الأعراب لرجل أقصم (٥) الثنيّة : قد جاءتكم القصماء ، ذهب إلى سنّه.
__________________
(١) هو الفرزدق. والشاة هنا الثور الوحشىّ. والأرطاة شجرة عظيمة. وقال من القيلولة. وانظر اللسان (شوه).
(٢) فى ج : «من».
(٣) هو شريح بن بجير الثعلبىّ ، كان وقع بينه وبين بنى فزارة وعبس حرب فأعانه قومه. وقبل البيت :
ولو أن قومى قوم سوء أذلة |
|
لأخرجنى عوف بن عمرو وعصيد |
وعوف وعصيد من فزارة ، وعنترة من عبس. و «ملأما» : لابسا اللأمة وهى الدرع. والفند : القطعة العظيمة الشخص من الجبل. وعماية : جبل عظيم بنجد. وقوله (كأنه) يقرأ باختلاس ضم الهاء.
وفى ج ، ش : «كأنك» فإن صح هذا كان من باب الالتفات من الغيبة إلى الحطاب. وانظر اللسان (فلح).
(٤) هو وصف المؤنث من الفلح ، وهو الشق فى الشفة السفلى ، فأما الشق فى الشفة العليا فهو العلم.
(٥) هو وصف من القصم ، وهو تكسر الثنية من النصف.