أراد : وللجنوب مصارع ، فاستجاز حذف اللام ، وبها ترتفع المصارع إذ لم تحل بينهما بشىء. فلو قلت : (ومصارع الجنوب) لم يجز وأنت تريد إضمار اللام.
وقال الآخر (١) :
أوعدنى بالسجن والأداهم |
|
رجلى ورجلى شثنة المناسم |
أراد : أوعد رجلى بالأداهم.
وقوله : (فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ) (٢) والوجه رفع يعقوب. ومن نصب (٣) نوى به النصب ، ولم يجز الخفض إلا بإعادة الباء : ومن وراء إسحاق بيعقوب.
وكلّ شيئين اجتمعا قد تقدّم [أحدهما] (٤) قبل المخفوض الذي ترى أن الإضمار فيه يجوز على هذا. ولا تبال أن تفرق بينهما بفاعل أو مفعول به أو بصفة. فمن ذلك أن تقول : مررت بزيد وبعمرو ومحمد [أو] (٥) وعمرو ومحمد. ولا يجوز مررت بزيد وعمرو وفى الدار محمد ، حتى تقول : بمحمد. وكذلك : أمرت لأخيك بالعبيد ولأبيك بالورق. ولا يجوز : لأبيك الورق. وكذلك : مرّ بعبد الله موثقا ومطلقا زيد ، وأنت تريد : ومطلقا بزيد. وإن قلت : وزيد مطلقا جاز ذلك على شبيه بالنسق إذا لم تحل بينهما بشىء.
__________________
(١) هو العديل بن الفرخ العجلىّ. كان الحجاج قد توعده ففرّ إلى قيصر ملك الروم. والأداهم جمع الأدهم وهو القيد ، وشثنة أي غليظة خشنة. والمناسم جمع المنسم ، وهو فى الأصل طرف خف البعير ، استعاره لأسفل رجله. وانظر شرح شواهد الهمع ٢ / ١٦٤
(٢) آية ٧١ سورة هود.
(٣) يريد أن من فتح «يعقوب» فهو منصوب لا مخفوض بالفتحة لامتناعه من الصرف للعلمية والعجمة. ونصبه على تقدير ناصب يوحى به المعنى ، أي وهبنا له من وراء إسحاق يعقوب. وانظر اللسان فى عقب.
(٤ ، ٥) زيادة اقتضاها الساق.