برمتها مقدمة واحدة ، فصار ذلك سبباً لتوهم اجتماع وجوبين متماثلين أحدهما غيري والآخر نفسي.
وأمّا على ما قلنا من أنّ هناك مقدّمات لا مقدّمة واحدة ، فمعروض الوجوب الغيري هو الجزء ، ومعروض الوجوب النفسي هو الكل ، فالموضوعان متغايران.
وبذلك يظهر الاستغناء عن بقية كلام المحقّق الخراساني حيث طرح إشكالاً وأجاب عنه فانّهما مبنيان على مختاره من أنّ المقدمة هي الاجزاء ، وعلى ما ذكرنا من أنّ المقدمة هي الجزء فالإشكال والجواب ساقطان من رأس.
ثمّ إنّ المحقّق النائيني حاول أن يجيب عن اجتماع المثلين بالبيان التالي ، وحاصله : انّ اجتماع الحكمين المذكورين في شيء واحد ، لا يؤدي إلى اجتماع المثلين ، بل يؤدي إلى اندكاك أحدهما في الآخر ، فيصيران حكماً واحداً مؤكداً ، كما في كلّ واجب نفسي وقع مقدمة لواجب آخر ، كصلاة الظهر بالاضافة إلى صلاة العصر ، حيث إنّها واجب نفسي وفي الوقت نفسه واجب غيري باعتبار كونها مقدمة لصلاة العصر ، ومثله ما لو نذر إقامة النافلة في المسجد ، فالوجوب الآتي من قبل النذر يندك في الاستحباب النفسي. (١)
يلاحظ عليه أوّلاً : بأنّ الاندكاك فرع إمكان التعلّق ، فإذا كان التعلّق غير ممكن لاستلزامه اجتماع المثلين فلا تصل النوبة إلى الاندكاك.
وبعبارة أُخرى : الاندكاك مرحلة العلاج ، فلابدّ من تصحيح الاجتماع أوّلاً ثم معالجته.
ثانياً : ما ذكره من الأمثلة ليس فيها أي اندكاك.
__________________
١ ـ المحاضرات : ٢ / ٢٩٩ ـ ٣٠١.لاحظ أجود التقريرات : ١ / ٢١٦.