بِنداء يُسمَع ، وإنّما كلامه سبحانه فِعْلٌ منه أنشأه وَمَثَّلَهُ ، لم يكن من قبل ذلك كائناً ، ولو كان قديماً لكان إلهاً ثانياً ». (١)
وقد نقل عنه عليهالسلام أنّه قال مبيّناً عظمة خلقة الإنسان :
أتزعم أنّك جرمٌ صغيرٌ |
|
وفيكَ انطوى العالمُ الأكبرُ |
وأنت الكتابُ المبينُ الذي |
|
بأحرُفِهِ يَظهَرُ المُضْمَرُ |
فكلّ ما في صحيفة الكون من الموجودات الإمكانية كلماته ، وتخبر عمّا في المبدأ من كمال وجمال وعلم وقدرة.
وإلى ذلك يشير المحقّق السبزواري في منظومته بقوله :
لسالك نهج البلاغة
انَتَهَج |
|
كلامه سبحانه
الفعل خَرَج |
إنّ تَدْرِ هذا ،
حمدَ الأشيا تعرِف |
|
إن كلماتُه إليها
تُضف (٢) |
إلى هنا تمّ البحث عن النقطة الرابعة ، وحان البحث عن النقطة الخامسة وهي موقفنا من اتحاد الطلب والإرادة.
قد عرفت أنّ المحقّق الخراساني ذهب إلى اتّحاد الطلب والإرادة في المـراحـل الثلاث ، أي مفهوماً وإنشاءً ومصداقاً ، ولكن مقتضى التحقيق خلاف ما أفاد.
أمّا المرحلة الأُولى أي وحدتهما مفهوماً فهو غير تام للفرق بينهما بوجوه :
١. المفهوم من الطلب ، غير المفهوم من الإرادة ، بدليل عدم صحّة استعمال الطلب مكان الإرادة وبالعكس يقول سبحانه : ( يُريدُ اللّهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلا يُريدُ
__________________
١ ـ نهج البلاغة ، الخطبة ١٧٩ ، ج٢ ، ص ١٢٢ ، ط عبده.
٢ ـ شرح منظومة السبزواري ، لناظمها ، ص ١٩٠.