أحدهما : ما عن الجبريين على الاطلاق ، منهم جهم بن صفوان (١) واتباعه ، وهو أن أفعال العباد غير اختيارية لهم وهم مقهورون في أفعالهم وليس لارادتهم دخل فيها ولا كسب. ولا فرق عندهم بين مشى زيد وحركة يد المرتعش ، ولابين الصاعد إلى السطح والساقط منه.
الثاني : ما ذهب إليه جماعة منهم أبو الحسن الاشعري (٢) وأتباعه وهم
__________________
(١) جهم بن صفوان الترمذي وقد عُرف أتباعه بالجهمية ، ويكنى أبا محرز وقد نشأ في سمرقند بخراسان وقضى فترة من حياته في ترمذ وهو مذموم السيرة ، وفي سير أعلام النبلاء ج ٧ ص ٣١١ قال : قد اطبق السلف على ذمِّه بسبب تغاليه في التنزيه وانكار صفات الله. واخرج الخطيب البغدادي في كتابه تاريخ بغداد ج ٣ ص ١٦٥ عن اسحاق بن ابراهيم الحنظلي يقول : أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لهم في الدنيا نظير يعني في البدعة والكذب : جهم بن صفوان ، وعمرو بن صبيح ، ومقاتل بن سلمان. وفي الجزء ١٣ منه ص ٣٧٣ ح ٢٤ عن الرحمن الحماني عن ابيه سمعت أبا حنيفة يقول جهم بن صفوان كافر .. الخ وقد قتل جهم في أواخر ملك بني امية ، قتله سلم بن أحوز المازني لما ظهر منه. اللباب ج ١ ص ٣١٧ او حاسية تاريخ مدينة دمشق ج ٥ ص ٣١٨ هامش رقم ١. وفي ميزان الاعتدال ج ١ ص ٤٢٦ رقم ١٥٨٤ قال جهم بن صفوان أبو محرز السمرقندي الضال المبتدع رأس الجهمية .. ما علمته روى شيئا ، لكنه زرع شرا عظيما وفي سير اعلام النبلاء رقم ٨ ج ٦ انه اس الضلالة وكان صاحب ذكاء وجدال .. الخ.
(٢) البصري سكن بغداد وتوفي فيها حوالي سنة ٣٢٤ كما في تاريخ بغداد ج ١١ ص ٣٤٦ وذكر عن ابي بكر بن الصيرفي أنه قال : كانت المعتزلة قد رفعوا رءوسهم حتى أظهر الله تعالى الاشعري فجحرهم في اقماع السمسم ، وعلى أي حال فهو عمدة مذهب الاشاعرة المعروف.