الإطراد علامة الحقيقة
ومنها الإطراد ، وقد جعله جماعة من الاصحاب علامة للحقيقة (١) ،.
وملخص القول فيه : انه ان كان المراد منه كثرة استعمال اللفظ في معنى مخصوص ، فهو حاصل في المجاز لانه إذا صح استعمال لفظ في معنى مرة صح استعماله فيه مرارا بعين ذلك الملاك. هذا من حيث صحة الاستعمال ، واما من حيث نفسه فربما يكون الاستعمال في المعنى المجازى كثيرا ، كما انه ربما يكون في المعنى الحقيقي قليلا لقلة الابتلاء به.
وكذلك ان كان المراد منه صدق المعنى على تمام افراده في الخارج. وبعبارة اخرى. اريد من الإطراد التكرار في التطبيق لا الاستعمال.
فانه وان توهم المحقق الأصفهاني (٢) ان ذلك يختص بالمعنى الحقيقي فانه الذي يصح استعماله في جميع موارد وجود ذلك المعنى كالانسان الذي يطلق على زيد بلحاظ كونه حيوانا ناطقا فانه يصح اطلاقه على جميع افراد الحيوان
__________________
(١) كما في هداية المسترشدين ص ٥٢ / تقريرات المجدد الشيرازي ج ١ ص ١٢٥ / بدائع الأفكار ص ٨٤.
(٢) نهاية الدراية ج ١ ص ٥١ (الإطراد وعدمه) إلى أن قال : فإذا وجد صحة الإطلاق مطرداً باعتبار ذلك الكلي كشف من كونه من المعاني الحقيقية فنفس الإطراد دليل على الحقيقة وإن لم يعلم وجه الاستعمال على الحقيقة ... الخ.