لا بد وأن يوجد بارادته وإلا لزم التصرف في سلطان المولى ، فيمتنع وجودها ان لم تكن إرادته تعالى متعلقة بها ، فجميع أفعال العباد انما توجد بارادة الله فيجب وجودها وليس للعبد اختيار في الفعل.
توضيح كلام المحقق الخراساني
وأجاب عنه المحقق الخراسان (ره) في الكفاية (١) ـ بعد ما وجه تكليف العصاة بأن إرادته تعالى هو العلم بالصلاح ، فان كان المعلوم ما هو صلاح بحسب النظام الكلى فنفس هذا العلم من دون حالة منتظرة علة للتكوين ، وان المعلوم ما هو صلاح بحسب بعض الاشخاص لا بحسب النظام التام فهو علة لاعلام ذلك الشخص بما هو صلاحه ، وفيه المصلحة والمفسدة ، وما لا محيص عنه في الأفعال الاختيارية المتعلقة للتكاليف هو الثاني دون الأول.
نعم إذا توافقا لا بد من الاطاعة والايمان ، وان تخالفا لا محيص عن اختيار الكفر والعصيان.
وأورد على نفسه : بأنه إذا كان الكفر والعصيان والاطاعة والايمان بارادة الله تعالى التكوينية التي لا تتخلف عن المراد ، فلا يصح أن يتعلق بها التكليف لكونها خارجة عن الاختيار المعتبر فيه عقلا. بما حاصله بتوضيح منا :
ان إرادة الله تعالى لو كانت متعلقة بفعل العبد وان لم يرد لكان ذلك
__________________
(١) راجع كفاية الأصول ص ٦٧ (إشكال ودفع).