السامع ، لينتقل ذهنه إلى المستعمل فيه. وفي المقام ، لا مورد للانتقال الثاني. فلا يكون من الاستعمال في شيء مع ان الدال ، انما هو ذات الشيء لا بقيد انه لفظ صادر.
وبعبارة اخرى : هذه الحيثية الاعتبارية ليست دخيلة في الدلالة كي توجب التعدد.
وقد ذكر المحقق الأصفهاني (ره) (١) في وجه تصحيح كلام المحقق الخراساني وجها دقيقا لا يخلو ايراده عن فائدة ، وحاصله يتوقف على مقدمات :
الاولى : ان الشوق ، يستحيل تحققه مطلقا وبلا متعلق. ولا بد في تحققه من تعلقه بمتعلق. ولا يعقل تعلقه بالموجود الخارجي. إذ الخارج عن افق النفس ، لا يعقل ان يكون مقوما لما في النفس. ولا الموجود الذهني. إذ الشوق والعلم ، صفتان متباينتان وفعليتان ، ويستحيل تقوم فعلية بفعلي آخر.
فان كل فعليَّة تأبى عن فعليَّة اخرى ، مع ان الشوق ليس متعلقا بالموجود الذهني بالوجدان. فلا بد وان يتعلق بالماهية المعراة عن الوجود الخارجي والموجود الذهني. وبتعلق الشوق بها ، تكون الماهية موجودة بالوجود الشوقي. كما توجد في الخارج بالوجود الخارجي ، وفي الذهن بالوجود الذهني.
الثانية : ان استعمال كل لفظ في معناه ، يتقوم بارادتين :
__________________
(١) نهاية الدراية ج ١ ص ٣٧ (في صحة اطلاق اللفظ وإرادة شخصه) نقله المصنف حفظه المولى بتصرف.