يدخلا فيما خرجا
منه ولم يرجعا إلى طاعتك وما كانا عليه لنلحقنّهما بابن عفّان ... ».
عرض الإمام عليهالسلام في خطابه الرائع
إلى الأمور التالية :
١ ـ تحدّث الإمام عليهالسلام عن البعثة
النبوية التي هي أعظم حدث تاريخي في العالم ، فقد غيّر النبيّ صلىاللهعليهوآله مجرى التأريخ
وطوّر الحياة العامّة من واقعها البائس القاتم إلى عالم مشرق بالحضارة والنور ،
فألّف ما بين القلوب المتنافرة ، وجمع الكلمة ، وأقام صروح الفضيلة في الأرض.
٢ ـ حكى خطاب
الإمام ما عاناه من الخطوب والكوارث بعد وفاة أخيه وابن عمّه الرسول صلىاللهعليهوآله ، فقد دفع عن حقّه
وتجاهل القوم مكانته من رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وعظيم جهاده ، وما أسداه على الأمّة من عوائد لا تنسى ،
فقد عمد القوم إلى جحد فضائله والغضّ من شأنه ومعاملته معاملة عادية ، وقد عرضنا
إلى ذلك في بعض بحوث هذا الكتاب.
٣ ـ عرض الإمام عليهالسلام إلى حكومة عثمان
بن عفّان عميد الأسرة الأموية ، وما قام به من أحداث مؤسفة أدّت إلى سخط المسلمين
، وقيامهم بقتله وإسقاط حكومته.
٤ ـ أعرب الإمام عليهالسلام عن تدافع
الجماهير على مبايعته بعد مقتل عثمان ، وامتناعه من إجابتهم لأنّه كان كارها للحكم
، وذلك لما يترتّب عليه من المسئوليات أمام الله تعالى ، وبالإضافة لذلك فقد خاف
من قتل المسلمين بعضهم لبعض إن لم يستجب لهم ، ويتولّى شئونهم ، فقبل ببيعتهم له
على كراهية منه لخلافتهم.
٥ ـ تناول الإمام
في خطابه تمرّد طلحة والزبير على حكومته ، فقد بايعاه أمام ملأ من الناس ، ثمّ
نكثا بيعتهما ، وخرجا إلى مكّة يريدان الغدرة لا العمرة ـ كما يقول الإمام عليهالسلام ـ وقد خفّا إلى
عائشة فوجدا عندها تجاوبا فكريا معهما ، فانضمّت إليهما كما انضمّ إليهما أبناء
الطلقاء من الأمويّين وآل بني معيط وغيرهما من الأسر القرشية