حتى اغتال معاوية
الإمام الحسن بالسمّ ، وكذلك استشهد أخوه الإمام الحسين سيّد الشهداء بصورة مروّعة
في صعيد كربلاء ومعه أهل بيته نجوم الأرض ، والصفوة الممجّدة من أصحابه ، فقد حصدت
رءوسهم البغاة من شرطة يزيد بن معاوية.
ابن ملجم يصف ضربته للإمام :
ووصف الشقي ابن
ملجم ضربته الغادرة للإمام بقوله : أمّا أنا فقد أرهفت السيف ، وطردت الخوف ، وحثثت
الأمل ... وضربته ضربة لو كانت بأهل عكاظ قتلتهم ... .
ولم يعلم الأثيم
أنّ ضربته التي قدّت جبهة الإمام قد شقّت جبهة رسول الله صلىاللهعليهوآله لأنّه نفسه وأخوه
وباب مدينة علمه وأبو سبطيه.
تجسّس الأشعث على الإمام :
وطار الخبيث
الأشعث بن قيس فرحا وسرورا بضربة الإمام ، فقد تمّت بوارق آماله وأحلامه للاتّصال
بمعاوية ، وبعث ولده للاطّلاع على حال الإمام ، فقال له :
انظر كيف أصبح
الرجل ، وكيف تراه؟
وانطلق ابنه إلى
منزل الإمام ، فرآه مثقلا حاله ، فقفل راجعا إلى أبيه فأخبره بحالته قائلا :
رأيت عينيه
داخلتين في رأسه ...
فصاح الأشعث ، وقد
غمرته موجات من السرور :
عينا دميغ وربّ
الكعبة .
__________________