قيس ، والمغيرة بن شعبة ، وعمرو بن العاص وأمثالهم من الذين لا يرجون لله وقارا.
إنّ الإيمان الخالص بحقّ الله وحقّ الناس لم ينته إلاّ للقلّة المؤمنة من أصحاب الإمام وخاصّته وحواريه أمثال حجر بن عدي ومالك الأشتر وميثم التمّار وعدي بن حاتم وعمّار بن ياسر وأمثالهم ممّن تغذّوا بهدي الإمام ، أمّا الأكثرية الساحقة من جيش الإمام وشعبه فإنّهم لا يفقهون أي شيء من مثل الإمام وسياسته ، فلذا ابتعدوا عنه ، وانضمّوا إلى معاوية وحزبه حزب الشيطان.
وعلى أي حال فإنّ الإمام عليهالسلام قد أخضع سياسته للقيم الدينية فبسط العدل ، وأشاع الحقّ ، ولم يعد أي ظلّ للظلم والحرمان ، ولذا هبّت في وجهه الاسر القرشية التي كانت تعتبر السواد بستانا لها ، فأشعلت نار الحرب عليه ، ورفعت شعارا لتمرّدها وهو المطالبة بدم عثمان عميد الاسرة الأموية ، فأغرقت البلاد بالدماء ، ونشرت الحزن والحداد في بيوت المسلمين ، وقد وقف عملاق العدالة الإسلامية ملتاعا حزينا ، قد احتوشته ذئاب الأثرة والاستغلال ، فأفسدت عليه جيشه وشعبه ولم يعد باستطاعته أن يسيطر على الأوضاع الراهنة في جيشه إذ لم يكن له ركن شديد يأوي إليه.
وشيء بالغ الأهمّيّة في مآسي الإمام هو فقده للصفوة الطاهرة من أعلام أصحابه الذين قرءوا القرآن فأحكموه ، وتدبّروا الفرض فأقاموه وأحيوا السنّة ، وأماتوا البدعة أمثال الشهيد الخالد عمّار بن ياسر ، وابن التّيهان ، وذي الشهادتين ، ونظرائهم من الذين مضوا على الحقّ ، فقد استشهدوا في ميادين صفّين وابرد برءوسهم إلى الفسقة الفجرة معاوية وحزبه ، وقد كان فقدهم قد هدّ في ركن الإمام ، وأضعفه إلى حدّ بعيد.
وعلى أي حال فإنّا نلقي نظرة سريعة على شهادة الإمام عليهالسلام وما رافقها من أحداث.