قتال
الإمام للمارقين :
وخاف أصحاب الإمام من السير لحرب معاوية
، ويتركوا الخوارج من ورائهم يستبيحون أموالهم وأعراضهم من
بعدهم ، فانكشفت نواياهم التخريبية بقتلهم عبد الله بن خبّاب وزوجته ، فطلبوا من
الإمام مناجزتهم فإذا فرغوا منهم ساروا لحرب معاوية ، فأجابهم الإمام إلى ذلك ،
وسار بجيشه حتّى انتهى إلى النهروان حيث كانوا يقيمون فيه ، فأرسل إليهم أن
يمكّنوه من قتلة عبد الله بن خبّاب ليقتصّ منهم ، ويمضي إلى قتال معاوية فأجابوه
جميعا بلهجة واحدة :
ليس
بيننا وبينك إلاّ السيف إلاّ أن تقرّ بالكفر ، وتتوب كما تبنا ...
فردّ
عليهم الإمام قائلا :
«
أصابكم حاصب ، ولا بقي منكم آبر .
أبعد إيماني بالله ، وجهادي مع رسول الله صلّى الله عليه ، أشهد على نفسي بالكفر! ( قَدْ
ضَلَلْتُ إِذاً وَما أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ) ! فأوبوا شرّ مآب ، وارجعوا على أثر الأعقاب.
أما
إنّكم ستلقون بعدي ذلاّ شاملا ، وسيفا قاطعا ، وأثرة يتّخذها الظّالمون فيكم سنّة
» .
وأخذ الإمام عليهالسلام يعظهم تارة ،
ويراسلهم اخرى ، فجعل كثير منهم يتسلّلون ويعودون إلى الكوفة ، وقسم منهم التحق
بجيش الإمام ، وفريق آخر اعتزل الحرب ، ولم يبق منهم إلاّ ذو الثفنات عبد الله بن
وهب الراسبي زعيمهم ومعه ثلاثة آلاف.
__________________