سورة الزلزلة
مدنية (١) في قول ابن عباس وقتادة ، ومكية في قول ابن مسعود وعطاء وجابر (٢) ، وهي ثمان آيات ، وخمس وثلاثون كلمة ، ومائة وتسع وأربعون حرفا.
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها (١) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها (٢) وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها (٣) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها (٤) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها)(٥)
قوله تعالى : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها). «إذا» شرط ، وجوابه «تحدّث» ، وهو النّاصب لها عند الجمهور.
وجوّز أبو البقاء (٣) أن يكون العامل فيها مصدرا.
وغيره يجعل العامل فيها ما بعدها ، وإن كان معمولا لها بالإضافة تقديرا ، واختاره مكي ، وجعل ذلك نظير «من وما» ، يعني أنهما يعملان فيما بعدهما الجزم ، وما بعدهما يعمل فيهما النصب ، ولو مثل ب «أي» لكان أوضح.
وقيل : العامل فيها مقدر ، أي : يحشرون.
وقيل : اذكر ، وحينئذ يخرج عن الظرفية والشرط.
فصل في المناسبة بين أول هذه السورة وآخر السورة المتقدمة
وجه المناسبة بين أول هذه السّورة وآخر السورة المتقدمة ، أنه تعالى لما قال : (جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ) فكأن المكلف قال : ومتى يكون ذلك؟.
فقيل له : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ) فالعاملون كلهم يكونون في الخوف ، وأنت في ذلك الوقت تنال جزاءك ، وتكون آمنا ، لقوله تعالى : (وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) [النمل : ٨٩].
وقيل : لما ذكر في السّورة المتقدمة وعيد الكافر ووعد المؤمن أراد أن يزيد في
__________________
(١) في أ : مكية.
(٢) ينظر تفسير الماوردي (٦ / ٣١٨).
(٣) ينظر الإملاء ٢ / ٢٩٢.