المال ، يقال : رجل مسيك لبخله ، والمسك : الجلد لإمساكه ما فيه ، والماسكة : التي أخطأت خافضتها فأصابت من مسكها غير موضع الختان ، والمسكة : سوار من قرن أو عاج لتماسكه والمسكة ـ بضم الميم ـ : الشّيء القليل ، يقال : ما له مسكة ، أي : عقل.
قوله تعالى : (وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ). التّنافس : المغالبة في الشيء النفيس ، يقال : نفسته به نفاسة ، أي : بخلت به ، وأصله من النّفس لعزتها.
قال الواحديّ : نفست الشيء أنفسه نفاسة : بخلت به.
وقال البغوي (١) : وأصله من الشيء النّفيس أي : تحرص عليه نفوس النّاس ، ويريده كل واحد لنفسه ، وينفس به على غيره أي : يضنّ ، والمعنى : وفي ذلك فليرغب الراغبون بالمبادرة إلى طاعة الله تعالى.
وقال مجاهد : فليعمل العاملون (٢) ، كقوله تعالى : (لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ) [الصافات : ٦١].
وقال عطاء : فليستبق المستبقون (٣).
وقال مقاتل بن سليمان : فليتنازع المتنازعون (٤).
قوله : (وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ) ، التسنيم : علم لعين في الجنّة.
فصل في المراد بالتسنيم
قال الزمخشريّ (٥) : «التسنيم» علم لعين بعينها ، سميت بالتسنيم الذي هو مصدر سنّمه ، إذا رفعه.
قال شهاب الدّين (٦) : وفيه نظر ؛ لأنه كان من حقه أن يمنع الصّرف للعلمية والتأنيث ، وإن كان مجازيا ، ولا يقدح في ذلك كونه مذكر الأصل ؛ لأن العبرة بحال العلمية ، ألا ترى أنهم نصّوا على أنّه لو سمي ب «زيد» امرأة وجب المنع ، وإن كان في «هند» وجهان ، اللهم إلا أن يقول : ذهب بها مذهب النهر ، ونحوه ، فيكون ك «واسط ، ودانق».
فصل في معنى التسنيم
التسنيم : شراب ينصبّ عليهم من علوّ في غرفهم ومنازلهم.
وقيل : يجري في الهواء منسما فينصبّ في أوانيهم فيملأها.
__________________
(١) ينظر : معالم التنزيل (٤ / ٤٦١).
(٢) ينظر المصدر السابق وذكره الماوردي في «تفسيره» (٦ / ٢٣١).
(٣) ينظر المصدر السابق.
(٤) ينظر المصدر السابق.
(٥) ينظر : الكشاف (٤ / ٧٢٣).
(٦) ينظر : الدر المصون ٦ / ٤٩٤.