سورة الأعلى
مكيّة في قول الجمهور.
وقال الضحاك : مدنيّة ، وهي تسع عشرة آية ، واثنتان وسبعون كلمة ومائتان وأربعة وثمانون حرفا.
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (٢) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى (٣) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى (٤) فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى)(٥)
قوله تعالى : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى). يستحب للقارىء إذا قرأ : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) أن يقول عقيبه : «سبحان ربي الأعلى» كذا جاء في الحديث (١) ، وقال جماعة من الصحابة والتابعين وقال ابن عباس والسديّ : معنى «سبح اسم ربك الأعلى» أي : عظّم ربك الأعلى ، والاسم صلة ، قصد بها تعظيم المسمى (٢).
كقول لبيد : [الطويل]
٥١٧٥ ـ إلى الحول ثمّ اسم السّلام عليكما |
|
........... (٣) |
[وقيل : نزه ربك عن السوء ، وعما يقوله الملحدون ، وذكر الطبري أن المعنى : نزه اسم ربك الأعلى عن أن تسمي به أحدا سواه.
وقيل : المعنى : نزه تسمية ربك وذكرك إياه أن تذكره إلا وأنت خاشع معظّم لذكره ، وجعلوا الاسم بمعنى التسمية](٤).
__________________
(١) أخرجه أبو داود (١ / ٢٩٦) ، كتاب : الصلاة ، باب : الدعاء في الصلاة رقم (٨٨٣) ، وأحمد (١ / ٢٣٢) ، والبيهقي (٢ / ٣١٠) ، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٥٦٦) ، وزاد نسبته إلى ابن مردويه.
وقد ورد موقوفا عن ابن عباس من فعله ، أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٢ / ٥٤٢) ، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٥٦٦) ، وزاد نسبته إلى عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد.
(٢) ذكره الماوردي في «تفسيره» (٦ / ٢٥١) ، والبغوي (٤ / ٤٧٥) ، والقرطبي (٢٠ / ١١).
(٣) تقدم.
(٤) سقط من : ب.