سورة [النازعات](١)
مكية ، وهي ست وأربعون آية ، ومائة وسبعون كلمة ، وسبعمائة وثلاثون حرفا.
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً (١) وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً (٢) وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً (٣) فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً (٤) فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً)(٥)
قوله تعالى : (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً) يجوز في «غرقا» أن يكون مصدرا على حذف الزوائد ، بمعنى : «إغراقا» ، وانتصابه بما قبله لملاقاته في المعنى.
وإمّا على الحال ، أي : ذوات إغراق ، يقال : أغرق في الشيء يغرق فيه إذا أوغل ، وبلغ أقصى غايته ، ومنه أغرق النازع في القوس أي : بلغ غاية المد والاستغراق والاستيعاب.
فصل في المراد بالنازعات
أقسم الله تعالى بهذه الأسماء الخمسة على أن القيامة حق.
و «النّازعات» قيل : هي الملائكة التي تنزع أرواح الكفّار ، قاله علي ، وابن مسعود ، ومسروق ، ومجاهد (٢).
قال ابن مسعود : يريد أنفس الكفار ينزعها ملك الموت من أجسادهم ، من تحت كل شعرة ، ومن تحت الأظافير ، وأصول القدمين نزعا ، كالسّفّود ينزع من الصوف الرّطب ، ثم يغرقها ، أي : يرجعها إلى أجسادهم ، ثم ينزعها ، فهذا عمله في الكفّار (٣).
وقال سعيد بن جبير : نزعت أرواحهم ، ثم غرقت ، ثم حرقت ، ثم قذف بها في النار (٤).
__________________
(١) في أ : الساهرة.
(٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٢ / ٤٢٠) ، عن ابن مسعود وابن عباس ومسروق وسعيد بن جبير.
(٣) ذكره البغوي في «تفسيره» (٤ / ٤٤١) ، والقرطبي (١٩ / ١٢٤).
(٤) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٢ / ٤٢٠).