سورة التين
مكية ، وقال ابن عباس وقتادة : مدنية ، وهي ثمان آيات ، وأربع وثلاثون كلمة ومائة وخمسون حرفا (١).
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ (٢) وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (٣) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (٤) ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ (٥) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٦) فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (٧) أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ)(٨)
قوله تعالى : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ).
قال ابن عباس والحسن ومجاهد وعكرمة وإبراهيم النخعي وعطاء بن أبي رباح وجابر بن زيد ومقاتل والكلبيّ : هو تينكم الذي تأكلون ، وزيتونكم الذي تعصرون منه الزيت قال تعالى : (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ)(٢) [المؤمنون : ٢٠] ومن خواص التين : أنه غذاء وفاكهة ، وهو سريع الهضم لا يمكث في المعدة ، ويقلل البلغم ، ويطهر الكليتين ، ويزيل ما في المثانة من الرمل ، ويسمن البدن ، ويفتح مسام الكبد والطحال.
وروى أبو ذر ـ رضي الله عنه ـ قال : أهدي للنبي صلىاللهعليهوسلم سلّ من تين ، فقال : «كلوا» وأكل منه ، ثمّ قال لأصحابه : «كلوا ؛ لو قلت : إنّ فاكهة نزلت من الجنّة ، لقلت : هذه ، لأنّ فاكهة الجنّة بلا عجم ، فكلوها ، فإنّها تقطع البواسير ، وتنفع من النقرس» (٣).
__________________
(١) ذكره الماوردي في «تفسيره» (٦ / ٣٠٠).
(٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٢ / ٦٣١ ـ ٦٣٢) ، عن الحسن ومجاهد وعكرمة وإبراهيم وقتادة والكلبي. وأخرجه الحاكم (٢ / ٥٢٨) ، عن ابن عباس وقال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٦٢٠) ، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم.
(٣) ذكره السيوطي في «الطب النبوي» ص ١٧٣ وعزاه إلى ابن السني وأبي نعيم في الطب والديلمي في «مسند الفردوس» قال ابن القيم في «الزاد» (٣ / ٢١٤) : في ثبوته نظر. وذكره ابن حجر في «تخريج الكشاف» (٤ / ٧٧٣) ، وعزاه إلى أبي نعيم في «الطب» والثعلبي وقال : وفي إسناده من لا يعرف.