سورة الإخلاص
مكية في قول ابن مسعود ، والحسن وعطاء وعكرمة وجابر ، ومدنية في أحد قولي ابن عبّاس وقتادة والضحاك ، والسدي ، وهي أربع آيات (١) ، وخمس عشرة كلمة ، وسبعة وأربعون حرفا.
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (١) اللهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) (٤)
قوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ). في «هو» وجهان :
أحدهما : أنه ضمير عائد على ما يفهم من السياق ، فإنه يروى في سبب النزول أنهم قالوا : صف لنا ربّك وانسبه.
وقيل : قالوا له : أنحاس هو أم حديد؟ فنزلت.
وحينئذ يجوز أن يكون «الله» مبتدأ ، و «أحد» خبره ، والجملة خبر الأول ، ويجوز أن يكون «الله» بدلا ، و «أحد» الخبر ، ويجوز أن يكون «الله» خبرا أولا ، و «أحد» خبرا ثانيا ، ويجوز أن يكون «أحد» خبرا لمبتدأ محذوف ، أي «هو أحد» ، والثاني : ضمير الشأن ؛ لأنه موضع تعظيم ، والجملة بعد خبره مفسرة.
وهمزة «أحد» بدل من واو ؛ لأنه من الوحدة ، وإبدال الهمزة من الواو المفتوحة قليل ، منه : امرأة أناة من الونى ، وهو الفتور ، وتقدم الفرق بين «أحد» هذا ، و «أحد» المراد به العموم ، فإن همزة ذاك أصل بنفسها.
ونقل أبو البقاء (٢) : أن همزة «أحد» هذا غير مقلوبة ، بل أصلها بنفسها ، فالمراد به العموم. والأول هو المعروف.
وفرق ثعلب بين «أحد» و «واحد» بأنّ الواحد يدخله العدد والجمع والاثنان
__________________
(١) ينظر تفسير الماوردي (٦ / ٣٦٩).
(٢) ينظر : الإملاء ٢ / ٢٩٧.