بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وأحمده على أن خوّل جزيلَ الطّوْل ، وسدَّد للاصابة في الفعل
والقول ، وأرشد إلى مناهج الهدَى ، وأنقَذ من مدارج الرّدى ، حَمْدَ من وُفِّق
لإصلاح ما فَسد ، وتنفيق ما كسَد ، ورَقْعِ ما خرَقت أيدي التحريف ورَتْق ما فتقت
ألسُن التصحيف.
وأصلي على من
ذَرَّت له حَلوبة البلاغة ، وغزُرت في عهده أخلافُ الفصاحة ، حتى استَصفَى بعد
مَخْضها الزُّبَدَ . ونَفَى عن مَحْضها الزَّبد ، محمدٍ الموصوفِ بالبهجة ،
المخصوصِ بخُلوص اللهجة ، وعلى آله وأصحابه ذَوي الأوجُه الصّبِاح ، والألسُن
الفِصاح ، وأسلم تسليماً كثيراً ، وقبل وبعد :
فهذا ما سَبق به
الوعدُ من تهذيب مصنَّفي المترجَم «بالمُعْرِب» وتنميقه ، وترتيبه على حروف المعجم وتلفيقه. اختصرتُه لأهل
المعرفة ، من ذوي الحميّة والأنفَة من ارتكاب الكَلِم المحرَّفة ، بعد ما سرّحت الطَّرف في كُتبٍ لم يتعهَّدها
في تلك النَّوْبة نظَري ، فتقصَّيتُها
__________________