قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

معاني القرآن [ ج ١ ]

معاني القرآن [ ج ١ ]

436/509
*

وقوله : (الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً) (٣٦)

يقول : جميعا. والكافّة لا تكون مذكّرة ولا مجموعة على عدد الرجال فتقول : كافّين ، أو كافّات للنسوة ، ولكنها (كافّة) بالهاء والتوحيد (١) فى كل جهة ؛ لأنها وإن كانت على لفظ (فاعلة) فإنها فى مذهب مصدر ؛ مثل الخاصّة ، والعاقبة ، والعافية. ولذلك لم تدخل فيها العرب الألف واللام لأنها آخر الكلام مع معنى المصدر. وهى فى مذهب قولك : قاموا معا وقاموا جميعا ؛ ألا ترى أن الألف واللام قد رفضت فى قولك : قاموا معا ، وقاموا جميعا ، كما رفضوها فى أجمعين وأكتعين وكلهم إذ كانت فى ذلك المعنى. فإن قلت : فإن العرب قد تدخل الألف واللام فى الجميع ، فينبغى لها أن تدخل فى كافة وما أشبهها ، قلت : لأن الجميع على مذهبين ، أحدهما مصدر ، والآخر اسم ، فهو الذي شبّه عليك. فإذا أردت الجميع الذي فى معنى الاسم جمعته وأدخلت فيه الألف واللام ؛ مثل قوله : (وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ) (٢) ، وقوله : (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) (٣) وأما الذي فى معنى معا وكافّة فقولك للرجلين : قاما جميعا ، وللقوم : قاموا جميعا ، وللنسوة : قمن جميعا ، فهذا فى معنى كلّ وأجمعين ، فلا تدخله ألفا ولا ما كما لم تدخل فى أجمعين.

وقوله : (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ) (٣٧)

كانت العرب فى الجاهلية إذا أرادوا الصدر عن منّى قام (٤) رجل من بنى كنانة يقال له (نعيم بن ثعلبة) وكان رئيس الموسم ، فيقول : أنا الذي لا أعاب ولا أجاب ولا يردّ لى قضاء. فيقولون : صدقت ، أنسئنا شهرا ، يريدون : أخّر عنّا حرمة المحرم

__________________

(١) كذا فى ش ، ج. وفى أ : «على».

(٢) آية ٥٦ سورة الشعراء.

(٣) آية ٤٥ سورة القمر.

(٤) كذا فى أ. وفى ش ، ج : «قدم».