تحبسه ..
« ليس له جناية ، خلّيا سبيل الرّجل » (١).
ولم يشاهد الناس مثل هذه الحرية في جميع مراحل التأريخ ، فلم يحاسب الإمام الناس على ما يقولون وإنّما تركهم وشأنهم ، فلم يفرض عليهم رقابة تحول بينهم وبين حرّيتهم.
ومنح الإمام الحرية الواسعة لنقد حكمه ، ولم يتعرّض للناقدين له بسوء ، وكان ابن الكوّاء من ألدّ أعدائه ، فقد اعترض عليه وقال له :
( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ) ، فردّ عليه عليهالسلام :
( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ )، ولم يتّخذ الإمام ضدّه أي إجراء وإنّما عفا عنه وخلّى سبيله.
ولم يفرض الإمام عليهالسلام الإقامة الجبرية على أي أحد من الصحابة وغيرهم كما فرضها عمر بن الخطّاب ، وقد سمح الإمام لطلحة والزبير بالخروج من المدينة مع علمه أنّهما يريدان الغدرة لا العمرة.
هذه بعض مظاهر الحرية التي منحها الإمام عليهالسلام للمواطنين ، وقد حقّقت العدل بين الناس بجميع رحابه ومفاهيمه.
الإمام عليهالسلام أوّل خليفة في الإسلام قام بالرقابة على السوق ، وكان يتجوّل بين
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ـ ابن أبي الحديد ٣ : ٧٣.