الغدير في الكتاب والسنّة والأدب - ج ٣

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب - ج ٣

المؤلف:

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي


المحقق: مركز الغدير للدّراسات الإسلاميّة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
المطبعة: باقري
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٧٦

الاستيعاب (٢ / ٤٥٩) ، عيون الأثر (١ / ٩٣) ، الكامل لابن الأثير (٢ / ٢٢) ، السيرة الحلبيّة (١ / ٢٨٨) (١).

١٥ ـ سلمان الفارسيّ ، قال : أوّل هذه الأمّة وروداً على نبيّها الحوض أوّلها إسلاماً عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه.

الاستيعاب (٢ / ٤٥٧) ، مجمع الزوائد (٩ / ١٠٢) وقال : رجاله ثقات. وعدّه الإسكافي في رسالته على العثمانية ، وأبو عمر في الاستيعاب ، والعراقيّ في شرح التقريب (١ / ٨٥) ، والقسطلاني في المواهب (١ / ٤٥) ممّن روى أنّ عليّا أوّل من أسلم (٢).

١٦ ـ أبو رافع ، قال : صلّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم أوّل يوم الإثنين ، وصلّت خديجة آخره ، وصلّى عليٌّ يوم الثلاثاء من الغد.

أخرجه (٣) الطبراني كما في شرح المواهب (١ / ٢٤٠) ، عيون الأثر (١ / ٩٢) ، وتجده وسابقه في الرياض النضرة (٢ / ١٥٨) ، شرح ابن أبي الحديد (٣ / ٢٥٨).

١٧ ـ أبو رافع ، قال : مكث عليٌّ يصلّي مستخفياً سبع سنين وأشهراً قبل أن يصلّي أحدٌ.

أخرجه (٤) الطبراني ، الهيثمي في المجمع (٩ / ١٠٣) ، الحمّوئي في الفرائد الباب ال (٤٧).

__________________

(١) خصائص أمير المؤمنين : ص ٢٣ ح ٦ ، وفي السنن الكبرى : ٥ / ١٠٦ ح ٨٣٩٤ ، تاريخ الأمم والملوك : ٢ / ٣١١ ، الرياض النضرة : ٣ / ١٠٠ ، الاستيعاب : القسم الثالث / ١٠٩٦ رقم ١٨٥٥ ، عيون الأثر : ١ / ١٢٥ ، الكامل في التاريخ : ١ / ٤٨٤ ، السيرة الحلبيّة : ١ / ٢٧٠.

(٢) الاستيعاب : القسم الثالث / ١٠٩٠ رقم ١٨٥٥ ، شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٢٩ خطبة ٢٣٨ ، المواهب اللدنيّة : ١ / ٢١٦.

(٣) المعجم الكبير : ١ / ٣٢٠ ح ٩٥٢ ، عيون الأثر : ١ / ١٢٤ ، الرياض النضرة : ٣ / ٩٩ ، شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٢٩ خطبة ٢٣٨.

(٤) المعجم الكبير : ١ / ٣٢٠ ح ٩٥٢ ، فرائد السمطين : ١ / ٢٤٣ ح ١٨٨.

٣٢١

١٨ ـ أبو ذرّ الغفاريّ ، عُدَّ ممّن روى أنّ عليّ بن أبي طالب أوّل من أسلم.

الاستيعاب (٢ / ٤٥٦) ، التقريب وشرحه (١ / ٨٥) ، المواهب اللدنيّة (١ / ٤٥) (١).

١٩ ـ خبّاب بن الأرتّ ، قال : رأيت عليّا يصلّي قبل الناس مع النبيِّ وهو يومئذٍ بالغٌ مستحكم البلوغ.

رسالة الإسكافي (٢) ، وعُدّ ممّن روى أنَّ عليّا أوّل من أسلم في الاستيعاب (٣) (٢ / ٤ ٥٦) ، والمواهب اللدنيّة (٤) (١ / ٤٥).

٢٠ ـ المقداد بن عمرو الكنديّ ، ممّن روى أنَّ عليّا أوّل من أسلم كما في الاستيعاب (٢ / ٤٥٦) ، والتقريب وشرحه (١ / ٨٥) ، والمواهب اللدنيّة (١ / ٤٥).

٢١ ـ جابر بن عبد الله الأنصاريّ ، قال : بُعث النبيُّ صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين ، وصلّى عليٌّ يوم الثلاثاء.

الطبري (٢ / ٢١١) ، الكامل لابن الأثير (٢ / ٢٢) ، شرح ابن أبي الحديد (٣ / ٢٥٨) ، وعدّه أبو عمر والعراقي والقسطلاني ممّن روى أنَّ عليّا أوّل من أسلم (٥).

٢٢ ـ أبو سعيد الخدريّ ، روى أنَّ عليَّ بن أبي طالب أوّل من أسلم.

الاستيعاب (٢ / ٤٥٦) ، شرح التقريب (١ / ٨٥) ، المواهب اللدنيّة (١ / ٤٥).

٢٣ ـ حذيفة بن اليمان ، قال : كنّا نعبد الحجارة ونشرب الخمر ، وعليٌّ من أبناء

__________________

(١) الاستيعاب : القسم الثالث / ١٠٩٠ رقم ١٨٥٥ ، المواهب اللدنيّة : ١ / ٢١٦.

(٢) شرح نهج البلاغة : ١٢ / ٢٣٤ ، خطبة ٢٣٨.

(٣) الاستيعاب : القسم الثالث / ١٠٩٠ رقم ١٨٥٥.

(٤) المواهب اللدنيّة : ١ / ٢١٦.

(٥) تاريخ الأمم والملوك : ٢ / ٣١٠ ، الكامل في التاريخ : ١ / ٤٨٤ ، شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٢٩ خطبة ٢٣٨ ، الاستيعاب : القسم الثالث / ١٠٩٠ رقم ١٨٥٥ ، طرح التثريب في شرح التقريب : ١ / ٨٥ ، المواهب اللدنيّة : ١ / ٢١٦.

٣٢٢

أربع عشرة سنة قائمٌ يصلّي مع النبيّ ليلاً ونهاراً ، وقريش يومئذٍ تسافه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يذبُّ عنه إلاّ عليٌّ. شرح ابن أبي الحديد (١) (٣ / ٢٦٠).

٢٤ ـ عمر بن الخطّاب ، قال عبد الله بن عبّاس : سمعت عمر وعنده جماعةٌ ، فتذاكروا السابقين إلى الإسلام ، فقال عمر : أمّا عليّ فسمعت رسول الله يقول فيه ثلاث خصال ، لوددت أن تكون لي واحدة منهنَّ ، وكانت أحبَّ إليَّ ممّا طلعت عليه الشمس ، كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من أصحابه إذ ضرب النبيُّ صلى الله عليه وسلم على منكب عليٍّ رضى الله عنه فقال له : «يا عليُّ ، أنت أوّل المؤمنين إيماناً ، وأوّل المسلمين إسلاماً ، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى».

رسالة الإسكافي ، مناقب الخوارزمي (٢) ، شرح ابن أبي الحديد (٣) (٣ / ٢٥٨).

٢٥ ـ عبد الله بن مسعود ، قال : أوّل حديث علمته من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّي قدمت مكّة مع عمومة لي. وذكر مثل حديث عفيف المذكور (ص ٢٢٦). رسالة الإسكافي (٤).

٢٦ ـ أبو أيّوب الأنصاريّ ، أخرج الطبراني عنه أنَّه قال : أوّل الناس إسلاماً عليُّ بن أبي طالب.

شرح التقريب (١ / ٨٥) ، شرح الزرقاني (١ / ٢٤٢).

٢٧ ـ أبو مرازم يعلى بن مرّة ، عدّه الزرقاني في شرح المواهب (١ / ٢٤٢) ممّن قال : إنَّ عليّا أوّل الناس إسلاماً.

٢٨ ـ هاشم بن عتبة المرقال ، قال : أنت يا أمير المؤمنين أقرب الناس من

__________________

(١) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٣٤ خطبة ٢٣٨.

(٢) المناقب : ص ٥٥.

(٣) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٣٠ خطبة ٢٣٨.

(٤) شرح نهج البلاغة : ص ٢٢٥.

٣٢٣

رسول الله رحماً ، وأفضل الناس سابقة وقدماً.

كتاب نصر (١) (ص ١٢٥) ، جمهرة الخطب (٢) (١ / ١٥١).

٢٩ ـ في كلام لهاشم بن عتبة يوم صفِّين : إنَّ صاحبنا هو أوّل من صلّى مع رسول الله ، وأفقهه في دين الله ، وأولاه برسول الله.

كتاب نصر (ص ٤٠٣) ، تاريخ الطبري (٦ / ٢٤) ، الكامل لابن الأثير (٣ / ١٣٥) (٣). وقال هاشم يوم صفِّين :

مع ابنِ عمّ أحمدَ المعلّى

فيه الرسول بالهدى استهلاّ

أوّلُ من صدّقه وصلّى

فجاهدَ الكفّارَ حتى أبلى (٤)

٣٠ ـ مالك بن الحارث الأشتر ، قال في خطبة له : معنا ابن عمّ نبيِّنا ، وسيفٌ من سيوف الله عليُّ بن أبي طالب ، صلّى مع رسول الله ولم يسبقه إلى الصلاة ذَكَر ، حتى كان شيخاً لم يكن له صبوة ولا نبوة ولا هفوة ، فقيه في دين الله ، عالم بحدود الله.

كتاب نصر (ص ٢٦٨) ، شرح ابن أبي الحديد (١ / ٤٨٤) ، جمهرة الخطب (١ / ١٨٣) (٥).

٣١ ـ عديّ بن حاتم ، قال في خطبة له مخاطباً معاوية : ندعوك إلى أفضل الأمّة سابقة ، وأحسنها في الإسلام آثاراً.

__________________

(١) وقعة صفّين : ص ١١٢.

(٢) جمهرة خطب العرب : ١ / ٣٢٣ رقم ٢١٢.

(٣) وقعة صفّين : ص ٣٥٥ ، تاريخ الأمم والملوك : ٥ / ٤٤ حوادث سنة ٣٧ ه‍ ، الكامل في التاريخ : ٢ / ٣٨٤ حوادث سنة ٣٧ ه‍.

(٤) كتاب صفّين لابن مزاحم : ص ٣٧١ [ص ٣٢٧] طبع مصر. (المؤلف)

(٥) وقعة صفّين : ص ٢٣٨ ، شرح نهج البلاغة : ٥ / ١٩٠ خطبة ٦٥ ، جمهرة خطب العرب : ١ / ٣٥٩ رقم ٢٤٧.

٣٢٤

كتاب نصر (ص ٢٢١) ، تاريخ الطبري (٦ / ٢) ، شرح ابن أبي الحديد (١ / ٣٤٤) (١). وفي لفظ ابن الأثير في الكامل (٢) (٣ / ١٢٤) : إنَّ ابن عمِّك سيِّد المسلمين أفضلها سابقةً.

٣٢ ـ عديّ بن حاتم ، قال في خطبة أخرى له : إن كان له ـ لعليٍّ ـ عليكم فضلٌ فليس لكم مثله ، فسلّموا وإلاّ فنازعوا عليه ، والله لئن كان إلى العلم بالكتاب والسنّة ، إنَّه لأعلم الناس بهما ، ولئن كان إلى الإسلام ، إنّه لأخو نبيِّ الله والرأس في الإسلام.

الإمامة والسياسة (٣) (١ / ١٠٣).

٣٣ ـ محمد بن الحنفيّة ، قال سالم بن أبي الجعد : قلت له : أبو بكر كان أوّلهم إسلاماً؟ قال : لا. الاستيعاب (٤) (٢ / ٤٥٨).

إذا ثبت أنَّ أبا بكر لم يكن أوّل الناس إسلاماً فعليٌّ عليه‌السلام هو المتعيِّن سبق إسلامه.

٣٤ ـ طارق بن شهاب الأحمسيّ ـ في كلام له ـ : ثمَّ قلت : أَأَدَعُ عليّا وهو أوّل المؤمنين إيماناً بالله ، وابن عمّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووصيّه؟! هذا أعظم.

شرح ابن أبي الحديد (٥) (١ / ٧٦).

٣٥ ـ عبد الله بن هاشم المرقال ، قال في خطبة له : يا أيّها الناس ، إنّ هاشماً جاهد في طاعة ابن عمّ رسول الله ، وأوّلِ من آمن به ، وأفقهِهم في دين الله.

كتاب نصر (٦) (ص ٤٠٥).

__________________

(١) وقعة صفّين : ص ١٩٧ ، تاريخ الأمم والملوك : ٥ / ٥ حوادث سنة ٣٧ ه‍ ، شرح نهج البلاغة : ٤ / ٢١ خطبة ٥٤.

(٢) الكامل في التاريخ : ٢ / ٣٦٧ حوادث سنة ٣٧ ه‍.

(٣) الإمامة والسياسة : ١ / ١٠٦.

(٤) الاستيعاب : القسم الثالث / ١٠٩٥ رقم ١٨٥٥.

(٥) شرح نهج البلاغة : ١ / ٢٢٦ خطبة ٦.

(٦) وقعة صفّين : ص ٣٥٦.

٣٢٥

٣٦ ـ عبد الله بن حجل ، قال : يا أمير المؤمنين ، أنت أوّلنا إيماناً ، وآخرنا بنبيِّ الله عهداً.

الإمامة والسياسة (١) (١ / ١٠٣) ، كتاب نصر.

٣٧ ـ أبو عمرة بشير بن محصن ، قال في جمع من أصحاب عليٍّ ومعاوية : إنَّ صاحبي أحقُّ البريّة كلّها بهذا الأمر ، في الفضل والدين والسابقة في الإسلام والقرابة من رسول الله.

كتاب نصر (٢) (ص ٢١٠).

٣٨ ـ عبد الله بن خبّاب بن الأرتّ ، قال ابن قتيبة : إنّ الخارجة التي خرجت على عليٍّ ، بينما هم يسيرون ، فإذا هم برجل يسوق امرأته على حمار له ، فعبروا إليه الفرات ، فقالوا له : من أنت؟ قال : أنا رجلٌ مؤمنٌ ، قالوا : فما تقول في عليِّ بن أبي طالب؟ قال : أقول : إنَّه أمير المؤمنين ، وأوّل المسلمين إيماناً بالله ورسوله. قالوا : فما اسمك؟ قال : وأنا عبد الله بن خبّاب بن الأرتّ صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الإمامة والسياسة (٣) (١ / ١٢٢).

٣٩ ـ عبد الله بن بريدة ، قال : أوّل الرجال إسلاماً عليُّ بن أبي طالب ، ثمّ الرهط الثلاث : أبو ذرّ ، وبريدة ، وابن عمّ لأبي ذرّ.

أخرجه محمد بن إسحاق المدني في الجزء الأوّل من المغازي (٤).

٤٠ ـ محمد بن أبي بكر ، كتب إلى معاوية كتاباً ، منه : فكان أوّل من أجاب وأناب ، وصدّق ووافق ، وأسلم وسلّم ، أخوه وابن عمِّه عليُّ بن أبي طالب ـ إلى أن

__________________

(١) الإمامة والسياسة : ١ / ١٠٧.

(٢) وقعة صفّين : ص ١٨٧.

(٣) الإمامة والسياسة : ١ / ١٢٦.

(٤) سيرة ابن إسحاق : ص ١٣٨.

٣٢٦

قال ـ : أوّل الناس إسلاماً ، وأصدق الناس نيّة ـ إلى قوله ـ يا لك الويل ، تعدل نفسك بعليٍّ وهو وارث رسول الله ، ووصيّه وأبو ولده ، وأوّل الناس له اتِّباعاً ، وآخرهم به عهداً ، يخبره بسرِّه ، ويشركه في أمره.

نصر في كتاب صفِّين (١) (ص ١٣٣).

٤١ ـ عمرو بن الحمق ، قال لعليٍّ : أحببتك لخصال خمس : إنَّك ابن عمِّ رسول الله ، وأوّل من آمن به ـ وفي لفظ : وأسبق الناس إلى الإسلام ـ ، وأبو الذرّية التي بقيت فينا من رسول الله ، وأعظم رجل من المهاجرين سهماً في الجهاد.

كتاب صفِّين (٢) (ص ١١٥) ، جمهرة الخطب (٣) (١ / ١٤٩).

٤٢ ـ سعيد بن قيس الهمدانيّ ، يرتجز في صفِّين بقوله (٤) :

هذا عليٌّ وابن عمِّ المصطفى

أوّل من أجابه ممّن دعا

هذا الإمام لا يبالي من غوى

٤٣ ـ عبد الله بن أبي سفيان ، قال مجيباً الوليد :

وإنَّ وليَّ الأمرِ بعدَ محمدٍ

عليٌّ وفي كلِّ المواطن صاحبهُ

وصيُّ رسول الله حقّا وصنوه

وأوّل من صلّى ومن لان جانبهُ

رسالة الإسكافي (٥) ، وذكرهما الحافظ الكنجي في الكفاية (٦) (ص ٤٨) للفضل

__________________

(١) وقعة صفّين : ص ١١٨.

(٢) وقعة صفّين : ص ١٠٣.

(٣) جمهرة خطب العرب : ١ / ٣٢١ رقم ٢١٠.

(٤) رسالة الإسكافي ، كما في شرح ابن أبي الحديد : ٣ / ٢٥٩ [١٣ / ٢٣٢ خطبة ٢٣٨] ، وذكره غيره لقيس بن سعد بن عبادة. (المؤلف)

(٥) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٣١ خطبة ٢٣٨.

(٦) كفاية الطالب : ص ١٢٧ باب ٢٥.

٣٢٧

ابن العبّاس.

٤٤ ـ خزيمة بن ثابت الأنصاريّ ، عدّه العراقي في شرح التقريب (١ / ٨٥) ، والزرقاني في شرح المواهب (١ / ٢٤٢) ممّن قال : بأنَّ عليّا أوّل الناس إسلاماً. وقالا : أنشد المرزباني له في عليٍّ :

أليس أوّلَ من صلّى لقبلتكم

وأعلمَ الناس بالقرآن والسننِ

وذكر له الإسكافي في رسالته كما في شرح ابن أبي الحديد (١) (٣ / ٢٥٩):

وصيُّ رسول الله من دونِ أهلِهِ

وفارسُهُ مذ كان في سالفِ الزمنْ

وأوّل من صلّى من الناس كلّهم

سوى خيرة النسوان والله ذو المننْ

وذكرهما له الحاكم في المستدرك (٢) (٣ / ١١٤) ، وذكر قبلهما :

إذا نحن بايعنا عليّا فحسبُنا

أبو حسنٍ ممّا نخافُ من الفتنْ

وجدناه أولى الناسِ بالناسِ إنَّه

أطبّ قريش بالكتاب وبالسننْ (٣)

٤٥ ـ كعب بن زهير ، ذكر الزرقاني في شرح المواهب (١ / ٢٤٢) له من قصيدة يمدح بها أمير المؤمنين عليه‌السلام :

إنّ عليّا لميمونٌ نقيبتُهُ (٤)

بالصالحاتِ من الأفعالِ مشهورُ

صِهرُ النبيِّ وخيرُ الناس كلِّهمُ

فكلُّ من رامَهُ بالفخر مفخورُ

صلّى الصلاةَ مع الأمِّي أوّلهمْ

قبل العباد وربُّ الناس مكفورُ (٥)

__________________

(١) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٣١ خطبة ٢٣٨.

(٢) المستدرك على الصحيحين : ٣ / ١٢٤ ح ٤٥٩٥.

(٣) ولهذه الأبيات بقيّة توجد في الفصول المختارة : ٢ / ٦٧ [ص ٢١٦]. (المؤلف)

(٤) رجل ميمون النقيبة : مبارك النفس مظفّر بما يحاول.

(٥) في النسخة تصحيف ، ذكرناها صحيحة. (المؤلف)

٣٢٨

٤٦ ـ ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب ، ذكر جمع من الأعلام له أبياتاً وذكرها آخرون لغيره ، وهي :

ما كنت أحسبُ أنّ الأمر منصرفٌ

عن هاشمٍ ثمَّ منها عن أبي حسنِ

أليس أوّلَ من صلّى لقبلتهمْ

وأعلمَ الناسِ بالآياتِ والسننِ

وآخرَ الناسِ عهداً بالنبيِّ ومن

جبريلُ عونٌ له في الغُسْلِ والكَفَنِ

من فيه ما فيهمُ ما تمترون بهِ

وليس في القوم ما فيهِ من الحَسَنِ

ما ذا الذي ردّكم عنهُ فنعلمَهُ

ها إنّ بيعتَكمْ من أوّل الفتنِ

وذكر الإسكافي في رسالته البيتين الأوّلين منها ، ونسبهما إلى أبي سليمان بن حرب بن أميّة بن عبد شمس حين بويع أبو بكر. شرح ابن أبي الحديد (١) (٣ / ٢٥٩).

٤٧ ـ الفضل بن أبي لهب ، قال ردّا على قصيدة الوليد بن عقبة :

ألا إنّ خيرَ الناس بعد محمدٍ

مهيمنه التاليه في العُرفِ والنكرِ

وخيرتُه في خيبرٍ ورسولهُ

بنبْذِ عهودِ الشركِ فوق أبي بكرِ

وأوّلُ من صلّى وصنوُ نبيِّهِ

وأوّلُ من أردى الغُواةَ لدى بدرِ

فذاك عليُّ الخير من ذا يفوقُهُ

أبو حسنٍ حلفُ القرابةِ والصهرِ

٤٨ ـ مالك بن عبادة الغافقيّ حليف حمزة بن عبد المطّلب ، قال :

رأيتُ عليّا لا يلبّثُ قِرْنهُ

إذا ما دعاه حاسراً أو مُسْربَلا

فهذا وفي الإسلام أوّلُ مسلمٍ

وأوّلُ من صلّى وصام وهلّلا

٤٩ ـ أبو الأسود الدؤليّ ، يهدِّد طلحة والزبير بقوله :

وإنّ عليّا لكمُ مصحرٌ

يماثله الأسدُ الأسودُ

__________________

(١) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٣٢ خطبة ٢٣٨.

٣٢٩

أما إنّه أوّلُ العابدين

بمكّةَ واللهُ لا يُعبدُ (١)

٥٠ ـ جندب بن زهير ، كان يرتجز يوم صفِّين بقوله :

هذا عليٌّ والهدى حقّا مَعَهْ

يا ربّ فاحفظْهُ ولا تضيِّعَهْ

فإنّه يخشاكَ ربّي فارفعَهْ

نحن نصرناهُ على من نازعَهْ

صهرُ النبيِّ المصطفى قد طاوعَهْ

أوّل من بايَعَهُ وتابعَهْ (٢)

٥١ ـ زُفَر بن يزيد (٣) بن حذيفة الأسديّ ، قال :

فحوطوا عليّا وانصروه فإنّه

وصيٌّ وفي الإسلامِ أوّلُ أوّلُ

وإن تخذلوهْ والحوادثُ جمّةٌ

فليس لكمْ عن أرضكم مُتَحوّلُ (٤)

٥٢ ـ النجاشي بن الحارث بن كعب ، قال :

فقل للمضلّلِ من وائلٍ

ومن جعلَ الغَثَّ يوماً سمينا

جعلتَ ابنَ هندٍ وأشياعَهُ

نظيرَ عليٍّ أما تستحونا

إلى أوّل الناسِ بعد الرسول

أجابَ النبيَّ من العالمينا

وصهرِ الرسولِ ومنْ مثلُه

إذا كان يومٌ يشيبُ القرونا (٥)

٥٣ ـ جرير بن عبد الله البجليّ ، قال :

فصلّى الإلهُ على أحمدٍ

رسولِ المليكِ تمامَ النعَمْ

وصلّى على الطهرِ من بعدِهِ

خليفتنا القائم المُدَّعمْ

__________________

(١) رسالة الإسكافي ، كما في شرح ابن أبي الحديد : ٣ / ٢٥٩ [١٣ / ٢٣٢ خطبة ٢٣٨ ، وفيه نسبة البيتين إلى أبي سفيان بن حرب]. (المؤلف)

(٢) كتاب نصر بن مزاحم : ص ٤٥٣ [ص ٣٩٨]. (المؤلف)

(٣) في بعض المصادر : زفير بن زيد. (المؤلف)

(٤) رسالة الإسكافي ، كما في شرح ابن أبي الحديد : ٣ / ٢٥٩ [١٣ / ٢٣٢ خطبة ٢٣٨]. (المؤلف)

(٥) كتاب صفّين لنصر بن مزاحم : ص ٦٦ [ص ٥٩]. (المؤلف)

٣٣٠

عليّا عنيتُ وصيَّ النبيِ

يجالدُ عنه غُواةَ الأممْ

له الفضلُ والسبْقُ والمكرُما

تُ وبيتُ النبوّةِ لا المهتضمْ

٥٤ ـ عبد الله بن حكيم التميميّ ، قال :

دعانا الزبيرُ إلى بيعةٍ

وطلحةُ من بعد أن أثقلا

فقلنا : صَفَقْنا بأَيْمانِنا

فإن شئتما فخُذا الأشملا

نكثتم عليّا على بيعةٍ

وإسلامُهُ فيكمُ أوّلا

٥٥ ـ عبد الرحمن بن حنبل ـ جعل ـ الجمحيّ حليف بني جُمَح ، قال :

لَعمري لئن بايعتمُ ذا حفيظةٍ

على الدينِ معروفَ العفافِ موفَّقا

عفيفاً عن الفحشاءِ أبيضَ ماجداً

صدوقاً وللجبّارِ قِدماً مُصدِّقا

أبا حسنٍ فارضَوا به وتبايعوا

فليس كمَنْ فيهِ يرى العيب منطقا

عليٌّ وصيُّ المصطفى ووزيرُهُ

وأوّلُ من صلّى لذي العرش واتّقى (١)

٥٦ ـ أبو عمرو عامر الشعبيّ الكوفيّ ، قال : أوّل من أسلم من الرجال عليُّ بن أبي طالب وهو ابن تسع سنين.

رسالة الإسكافي كما في شرح ابن أبي الحديد (٢) (٣ / ٢٦٠).

٥٧ ـ أبو سعيد الحسن البصريّ ، قال : عليٌّ أوّل من أسلم بعد خديجة.

أخرجه أحمد (٣) عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ، عنه. ورواه الإسكافي في رسالته ، عن عبد الرزاق كما في شرح ابن أبي الحديد (٤) (٣ / ٢٦٠).

__________________

(١) كفاية الطالب للحافظ الكنجي : ص ٤٨ [ص ١٢٧ باب ٢٥]. (المؤلف)

(٢) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٣٥ خطبة ٢٣٨.

(٣) فضائل الصحابة : ٢ / ٥٨٩ ح ٩٩٨.

(٤) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٣٤ خطبة ٢٣٨.

٣٣١

وقال الحجّاج للحسن ـ وعنده جماعةٌ من التابعين ، وذكر عليّ بن أبي طالب ـ : ما تقول أنت يا حسن؟ فقال : ما أقول؟ هو : أوّل من صلّى إلى القبلة ، وأجاب دعوة رسول الله ، وإنَّ لعليٍّ منزلةً من ربِّه وقرابةً من رسوله ، وقد سبقت له سوابق لا يستطيع ردّها أحدٌ. فغضب الحجّاج غضباً شديداً ، وقام عن سريره فدخل بعض البيوت.

وقال رجل للحسن : ما لنا لا نراك تثني على عليٍّ وتقرظه؟ قال : كيف وسيف الحجّاج يقطر دماً؟ إنَّه أوّل من أسلم ، وحسبكم بذلك. رسالة الإسكافي كما في شرح ابن أبي الحديد (١) (٣ / ٢٥٨).

٥٨ ـ الإمام محمد بن عليّ الباقر عليه‌السلام ، قال : «أوّل من آمن بالله عليٌّ بن أبي طالب ، وهو ابن إحدى عشرة سنة». شرح ابن أبي الحديد (٢) (٣ / ٢٦٠).

٥٩ ـ قتادة بن دعامة الأكمه البصريّ ، قال : عليٌّ أوّل من أسلم بعد خديجة.

أخرجه أحمد كما سمعت ، والقسطلاني عدّه ممّن قال به في المواهب (٣) (١ / ٤٥) ، وأقرّه الزرقاني في شرحه (١ / ٢٤٢).

٦٠ ـ محمد بن مسلم المعروف بابن شهاب (٤) [الزُّهْريّ] ، عدّه القسطلاني في المواهب (١ / ٤٥) ، وأقرّه الزرقاني في شرحه (١ / ٢٤٢) من القائلين بأنَّ عليّا أوّل من أسلم.

٦١ ـ أبو عبد الله محمد بن المنكدر (٥) المدنيّ ، قال : عليٌّ أوّل من أسلم.

__________________

(١) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٣١ خطبة ٢٣٨.

(٢) شرح نهج البلاغة : ص ٢٣٥.

(٣) المواهب اللدنيّة : ١ / ٢١٦.

(٤) نسبة إلى جدّ جدّه. (المؤلف)

(٥) في الكامل لابن الأثير : ابن المنذر.

٣٣٢

تاريخ الطبري (١) (٢ / ٢١٣) ، الكامل لابن الأثير (٢) (٢ / ٢٢).

٦٢ ـ أبو حازم سلمة بن دينار المدنيّ ، قال : عليٌّ أوّل من أسلم.

تاريخ الطبري (٢ / ٢١٣) ، الكامل لابن الأثير (٢ / ٢٢).

٦٣ ـ أبو عثمان ربيعة بن أبي عبد الرحمن المدنيّ ، قال : عليٌّ أوّل من أسلم.

تاريخ الطبري (٢ / ٢١٣) ، الكامل لابن الأثير (٢ / ٢٢).

٦٤ ـ أبو النضر محمد بن السائب الكلبيّ ، قال : عليٌّ أوّل من أسلم ، أسلم وهو ابن تسع سنين.

تاريخ الطبري (٢ / ٢١٣) ، الكامل لابن الأثير (٢ / ٢٢).

٦٥ ـ محمد بن إسحاق ، قال : كان أوّل ذَكَر آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وصلّى معه وصدّقه بما جاءه من عند الله عليُّ بن أبي طالب ، وهو يومئذٍ ابن عشر سنين (٣) ، وكان ممّا أنعم الله به على عليِّ بن أبي طالب أنَّه كان في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام.

وقال : وذكر بعض أهل العلم أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكّة ، وخرج معه عليُّ بن أبي طالب ، مستخفياً من عمِّه أبي طالب وجميع أعمامه وسائر قومه ، فيصلّيان الصلوات فيها ، فإذا أمسيا رجعا فمكثا كذلك ما شاء الله أن يمكثا ، ثمَّ إنَّ أبا طالب عثر عليهما يوماً وهما يصلِّيان ، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا ابن أخي ما هذا الدين؟ ....

تاريخ الطبري (٢ / ٢١٣) ، سيرة ابن هشام (١ / ٢٦٤ ، ٢٦٥) ، سيرة ابن سيِّد

__________________

(١) تاريخ الأمم والملوك : ٢ / ٣١٢.

(٢) الكامل في التاريخ : ١ / ٤٨٤.

(٣) في الكامل لابن الأثير : ٢ / ٢٢ : إحدى عشرة سنة. نقلاً عن ابن إسحاق. (المؤلف)

٣٣٣

الناس (١ / ٩٣) ، الكامل لابن الأثير (٢ / ٢٢) ، شرح ابن أبي الحديد (٣ / ٢٦٠) ، السيرة الحلبيّة (١ / ٢٨٧) (١).

٦٦ ـ جُنيد بن عبد الرحمن ، قال : أتيت من حوران إلى دمشق لآخذ عطائي ، فصلّيت الجمعة ثمَّ خرجت من باب الدرج ، فإذا عليه شيخٌ يقال له أبو شيبة القاصّ يقصُّ على الناس ، فرغّب فرغبنا ، وخوّف فبكينا ، فلمّا انقضى حديثه قال : اختموا مجلسنا بلعن أبي تراب. فلعنوا أبا تراب عليه‌السلام فالتفت إليَّ مَن على يميني ، فقلت له : فمن أبو تراب؟ فقال : عليُّ بن أبي طالب ، ابن عمِّ رسول الله ، وزوج ابنته ، وأوّل الناس إسلاماً ، وأبو الحسن والحسين ، فقلت : ما أصاب هذا القاصّ؟! فقمت إليه وكان ذا وفرة ، فأخذت وفرته بيدي ، وجعلت ألطم وجهه وأنطح برأسه الحائط ، فصاح فاجتمع أعوان المسجد ، فوضعوا ردائي في رقبتي وساقوني حتى أدخلوني على هشام ابن عبد الملك وأبو شيبة يقدمني ، فصاح يا أمير المؤمنين قاصّك وقاصّ آبائك وأجدادك أتى إليه اليوم أمرٌ عظيمٌ. قال : من فعل بك؟ فقال : هذا.

فالتفت إليَّ هشام وعنده أشراف الناس ، فقال : يا أبا يحيى متى قدمت؟ فقلت : أمس ، وأنا على المصير إلى أمير المؤمنين فأدركتني صلاة الجمعة فصلّيت وخرجت إلى باب الدرج ، فإذا هذا الشيخ قائمٌ يقصّ ، فجلست إليه فقرأ فسمعنا ، فرغّب من رغّب ، وخوّف من خوّف ؛ ودعا فأمّنا ، وقال في آخر كلامه : اختموا مجلسنا بلعن أبي تراب ، فسألت : مَن أبو تراب؟ فقيل : عليُّ بن أبي طالب ، أوّل الناس إسلاماً ، وابن عمِّ رسول الله ، وأبو الحسن والحسين ، وزوج بنت رسول الله. فو الله يا أمير المؤمنين لو ذكر هذا قرابة لك بمثل هذا الذكر ولعنه بمثل هذا اللعن لأحللت به الذي أحللت ، فكيف لا أغضب لصهر رسول الله وزوج ابنته؟ فقال هشام : بئس ما صنع.

__________________

(١) السيرة النبويّة : ١ / ٢٦٢ ، ٢٦٣ ، عيون الأثر : ١ / ١٢٥ ، شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٣٥ خطبة ٢٣٨ ، السيرة الحلبية : ١ / ٢٧٠.

٣٣٤

تاريخ ابن عساكر (١) (٣ / ٤٠٧).

هذه جملةٌ من النصوص النبويّة والكلم المأثورة عن أمير المؤمنين والصحابة والتابعين ، في أنّ عليّا أوّل من أسلم ، وهي تربو على مائة كلمة ، أضف إليها ما مرَّ [في] (٢ / ٣٠٦) من أنَّ أمير المؤمنين سبّاق هذه الأمّة ، وأشفع الجميع بما أسلفناه [في] (٢ / ٣١٢) من أنَّه ـ صلوات الله عليه ـ صدِّيق هذه الأمّة ، وهو الصدِّيق الأكبر.

فهل تجد عندئذٍ مساغاً لمكابرة ابن كثير تجاه هذه الحقيقة الراهنة ، وقوله : وهذا لا يصحّ من أيّ وجه كان روي فيه؟ وهل ترى مقيلاً من الصدق في قوله : وقد ورد في أنَّه أوّل من أسلم .. إلخ؟ فإذا لا يصحُّ مثل هذه ، فما الذي يصحّ؟ وإن كان لا يصحّ شيءٌ منها ، فما قيمة تلك الكتب المشحونة بها؟

(كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (٢).

وأنت ترى الرجل يزيّف هذه الكلم والنصوص الكثيرة الصحيحة بحكم الحفّاظ الأثبات بكلمة واحدة قارصة ، ويعتمد في إثبات أيِّ أمرٍ يروقه في تاريخه على المراسيل والمقاطيع والآحاد ، ونقل المجاهيل وأفناء الناس.

تذييل

قال المأمون في حديث احتجاجه على أربعين فقيهاً ومناظرته إيّاهم في أنّ أمير المؤمنين أولى الناس بالخلافة : يا إسحاق أيُّ الأعمال كان أفضل يوم بعث الله رسوله؟ قلت : الإخلاص بالشهادة. قال : أليس السبق إلى الإسلام؟ قلت : نعم. قال : اقرأ ذلك في كتاب الله يقول : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ* أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (٣) إنّما

__________________

(١) تاريخ مدينة دمشق : ٤ / ٢٧ ، وفي مختصر تاريخ دمشق : ٦ / ١١٧.

(٢) المؤمنون : ١٠٠.

(٣) الواقعة : ١٠ ـ ١١.

٣٣٥

عنى من سبق إلى الإسلام ، فهل علمت أحداً سبق عليّا إلى الإسلام؟ قلت : يا أمير المؤمنين إنَّ عليّا أسلم وهو حديث السنِّ لا يجوز عليه الحكم ، وأبو بكر أسلم وهو مستكملٌ يجوز عليه الحكم. قال : أخبرني أيّهما أسلم قبلُ ، ثمَّ أناظرك من بعده في الحداثة والكمال. قلت : عليٌّ أسلم قبل أبي بكر على هذه الشريطة. فقال : نعم ، فأخبرني عن إسلام عليٍّ حين أسلم ، لا يخلو من أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه إلى الإسلام أو يكون إلهاماً من الله. قال : فأطرقت ، فقال لي : يا إسحاق لا تقل إلهاماً فتقدِّمه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأنَّ رسول الله لم يعرف الإسلام حتى أتاه جبريل عن الله تعالى. قلت : أجل بل دعاه رسول الله إلى الإسلام. قال : يا إسحاق ، فهل يخلو رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دعاه إلى الإسلام من أن يكون دعاه بأمر الله أو تكلّف ذلك من نفسه؟ قال : فأطرقت. فقال : يا إسحاق لا تنسب رسول الله إلى التكلّف ؛ فإنَّ الله يقول : (وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) (١) ، قلت : أجل يا أمير المؤمنين ، بل دعاه بأمر الله. قال : فهل من صفة الجبّار ـ جلَّ ذكره ـ أن يكلّف رسله دعاء من لا يجوز عليه حكمٌ؟ قلت : أعوذ بالله. فقال : أفَتَراه في قياس قولك يا إسحاق : أنّ عليّا أسلم صبيّا لا يجوز عليه الحكم ، قد تكلّف رسول الله صلى الله عليه وسلم من دعاء الصبيان ما لا يطيقون؟ فهل يدعوهم الساعة ويرتدّون بعد ساعة ، فلا يجب عليهم في ارتدادهم شيءٌ ، ولا يجوز عليهم حكم الرسول عليه‌السلام؟ أترى هذا جائزاً عندك أن تنسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت : أعوذ بالله.

العقد الفريد (٢) (٣ / ٤٣).

وقال أبو جعفر الإسكافيّ المعتزليّ : المتوفّى (٢٤٠) في رسالته (٣) : قد روى الناس كافّة افتخار عليّ عليه‌السلام بالسبق إلى الإسلام ، وأنَّ النبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم استُنبئ يوم الإثنين وأسلم عليٌّ يوم الثلاثاء ، وأنَّه كان يقول : «صلّيت قبل الناس سبع سنين» ، وأنَّه

__________________

(١) سورة ص : ٨٦.

(٢) العقد الفريد : ٥ / ٥٨.

(٣) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٤٤ خطبة ٢٣٨.

٣٣٦

ما زال يقول : «أنا أوّل من أسلم». ويفتخر بذلك ويفتخر له به أولياؤه ومادحوه وشيعته في عصره وبعد وفاته ، والأمر في ذلك أشهر من كلِّ شهير ، وقد قدّمنا منه طرفاً وما علمنا أحداً من الناس فيما خلا استخفَّ بإسلام عليٍّ عليه‌السلام ولا تهاون به ، ولا زعم أنَّه أسلم إسلام حدث غرير وطفل صغير ، ومن العجب أن يكون مثل العبّاس وحمزة ينتظران أبا طالب وفعله ليصدرا عن رأيه ، ثمَّ يخالفه عليٌّ ابنه لغير رغبة ولا رهبة ، يؤثر القلّة على الكثرة ، والذلَّ على العزّة ، من غير علم ولا معرفة بالعاقبة ، وكيف ينكر الجاحظ والعثمانيّة أنَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دعاه إلى الإسلام وكلّفه التصديق؟

ورُوي في الخبر الصحيح (١) أنَّه كلّفه في مبدأ الدعوة قبل ظهور كلمة الإسلام وانتشارها بمكّة أن يصنع له طعاماً ، وأن يدعو له بني عبدا لمطّلب. فصنع له الطعام ودعاهم له ، فخرجوا ذلك اليوم ولم ينذرهم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لكلمة قالها عمّه أبو لهب ، فكلّفه اليوم الثاني أن يصنع مثل ذلك الطعام ، وأن يدعوهم ثانية. فصنعه ودعاهم ، فأكلوا ثمَّ كلّمهم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فدعاهم إلى الدين ودعاه معهم لأنّه من بني عبد المطّلب ، ثمَّ ضمن لمن يوازره منهم وينصره على قوله أن يجعله أخاه في الدين ، ووصيّه بعد موته ، وخليفته من بعده ، فأمسكوا كلّهم وأجابه هو وحده ، وقال : «أنا أنصرك على ما جئت به ، وأوازرك وأبايعك».

فقال لهم لمّا رأى منهم الخذلان ومنه النصر ، وشاهد منهم المعصية ومنه الطاعة ، وعاين منهم الإباء ومنه الإجابة : «هذا أخي ووصيّي وخليفتي من بعدي». فقاموا يسخرون ويضحكون ، ويقولون لأبي طالب : أطع ابنك فقد أمّره عليك.

فهل يكلّف عمل الطعام ودعاء القوم صغيرٌ غير مميِّز ، وغرٌّ غير عاقل؟ وهل يؤتمن على سرِّ النبوّة طفلٌ ابن خمس سنين أو ابن سبع؟ وهل يُدعى في جملة الشيوخ والكهول إلاّ عاقلٌ لبيبٌ؟ وهل يضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في يده ويعطيه صفقة يمينه

__________________

(١) مرّ هذا الحديث الصحيح بألفاظه وطرقه في : ٢ / ٢٧٨ ـ ٢٨٤. (المؤلف)

٣٣٧

بالأخوّة والوصيّة والخلافة ، إلاّ وهو أهلٌ لذلك ، بالغٌ حدَّ التكليف ، ومحتملٌ لولاية الله وعداوة أعدائه؟ (١)

وقال الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك على الصحيحين في كتاب المعرفة (ص ٢٢) : ولا أعلم خلافاً بين أصحاب التواريخ أنّ عليَّ بن أبي طالب رضى الله عنه أوّلهم إسلاماً ، وإنّما اختلفوا في بلوغه.

وقال ابن عبد البرّ في الاستيعاب (٢) (٢ / ٤٥٧) : اتّفقوا على أنَّ خديجة أوّل من آمن بالله ورسوله ، وصدّقه فيما جاء به ثمَّ عليٌّ بعدها.

وقال المقريزي في الإمتاع (ص ١٦) ما ملخّصه : وأمّا عليُّ بن أبي طالب فلم يشرك بالله قطُّ ، وذلك أنَّ الله تعالى أراد به الخير فجعله في كفالة ابن عمّه سيّد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ، فعند ما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحيُ ، وأخبر خديجة وصدّقت ، كانت هي وعليّ بن أبي طالب وزيد بن حارثة يصلّون معه ـ إلى أن قال ـ : فلم يحتج عليٌّ رضى الله عنه أن يُدعى ، ولا كان مشركاً حتى يوحِّد فيقال : أسلم ، بل كان عندما أوحى الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم عمره ثماني سنين ، وقيل : سبع ، وقيل : إحدى عشرة سنة ، وكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزله بين أهله كأحد أولاده ، يتبعه في جميع أحواله .. إلخ.

وأنت تجد أوّلية أمير المؤمنين في الإسلام في شعر كثير من السلف ، مثل قول مسلم بن الوليد الأنصاري :

أذكرتَ سيفَ رسول الله سنّته

وسيفَ أوّلِ من صلّى ومن صاما

قال أبو الفلاح الحنبلي ، في شذراته (٣) (١ / ٣٠٨) : يعني عليّا رضى الله عنه إذ كان هو الضرّاب به ـ بسيف النبيِّ.

__________________

(١) مرّت جملة من بقيّة الكلام : ٢ / ٢٨٧. (المؤلف)

(٢) الاستيعاب : القسم الثالث / ١٠٩٢ رقم ١٨٥٥.

(٣) شذرات الذهب : ٢ / ٣٨٤ حوادث سنة ١٨٥ ه‍.

٣٣٨

هذا ما اقتضته المسالمة مع القوم في تحديد مبدأ إسلامه عليه‌السلام ، وأمّا نحن فلا نقول : إنّه أوّل من أسلم بالمعنى الذي يحاول ابن كثير وقومه ؛ لأنَّ البدأة به تستدعي سبقاً من الكفر ، ومتى كفر أمير المؤمنين حتى يسلم؟ ومتى أشرك بالله حتى يؤمن؟ وقد انعقدت نطفته على الحنيفيّة البيضاء ، واحتضنه حِجْر الرسالة ، وغذّته يد النبوّة ، وهذّبه الخُلُق النبويُّ العظيم ، فلم يزل مقتصّا أثر الرسول قبل أن يصدع بالدين الحنيف وبعده ، فلم يكن له هوىً غير هواه ، ولا نزعة غير نزعته ، وكيف يمكن الخصم أن يقذفه بكفر قبل الدعوة؟ وهو يقول ـ وإن لم نر صحّة ما يقول ـ : إنَّه كان يمنع أمّه من السجود للصنم وهو حملٌ (١).

أيكون إمام الأمّة هكذا في عالم الأجنّة ، ثمّ يدنِّسه درن الكفر في عالم التكليف؟ فلقد كان ـ صلوات الله عليه ـ مؤمناً : جنيناً ، ورضيعاً ، وفطيماً ، ويافعاً ، وغلاماً ، وكهلاً ، وخليفةً.

ولولا أبو طالبٍ وابنُهُ

لما مَثُلَ الدينُ شخصاً وقاما

بل نحن نقول : إنَّ المراد من إسلامه وإيمانه وأوّليّته فيهما وسبقه إلى النبيِّ في الإسلام هو المعنى المراد من قوله تعالى عن إبراهيم الخليل عليه‌السلام : (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (٢). وفيما قال سبحانه عنه : (إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) (٣). وفيما قال سبحانه عن موسى عليه‌السلام : (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) (٤) : وفيما قال تعالى عن نبيِّه الأعظم : (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ) (٥). وفيما قال : (قُلْ إِنِّي

__________________

(١) ذكر حديثه في السيرة الحلبيّة : ١ / ٢٨٥ [١ / ٢٦٨] ، سيرة زيني دحلان [١ / ٩١] ، نور الأبصار : ص ٧٦ [ص ١٥٦] ، نزهة المجالس : ٢ / ٢١٠. (المؤلف)

(٢) الأنعام : ١٦٣.

(٣) البقرة : ١٣١.

(٤) الأعراف : ١٤٣.

(٥) البقرة : ٢٨٥.

٣٣٩

أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ) (١)) وفي قوله : (وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) (٢).

وفي وسع الباحث أن يتّخذ دروساً راقية حول ما نرتئيه من خطبةٍ لأمير المؤمنين عليه‌السلام وقد ذكرها الشريف الرضي في نهج البلاغة (٣) (١ / ٣٩٢) ألا وهي :

«أنا وضعت في الصغر بكلا كل العربِ ، وكسرت نواجم قرون ربيعة ومضر ، وقد علمتم موضعي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالقرابة القريبة ، والمنزلة الخصيصة ، وضعني في حِجره وأنا وليد ، يضمّني إلى صدره ، ويَكنُفُني في فراشه ، ويُمسُّني جسدَه ، ويُشمّني عَرفه ، وكان يمضغ الشيء ثمَّ يُلقِمُنيه ، وما وجد لي كَذْبَةً في قول ، ولا خَطلةً في فعل ، ولقد قرن الله به صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من لدن أن كان فطيماً ، أعظمَ مَلَكٍ من ملائكته ، يسلُكُ به طريق المكارم ، ومحاسن أخلاق العالَم ، ليله ونهاره ، ولقد كنتُ أتّبعه اتِّباع الفصيل أَثَر أمِّه ، يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه عَلَماً ، ويأمرني بالاقتداء به ، ولقد كان يجاور في كلِّ سنة بحِراء ، فأراهُ ولا يراه غيري ، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخديجة وأنا ثالثهما ، أرى نور الوحي والرسالة ، وأشمُّ ريحَ النبوّة ، ولقد سمعت رَنّة الشيطان حين نزل الوحي عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقلت : يا رسول الله ما هذه الرنّة؟ فقال : هذا الشيطان قد أيس من عبادته ، إنَّك تسمع ما أسمع ، وترى ما أرى ، إلاّ أنَّكَ لستَ بنبيٍّ ، ولكنَّك لَوزيرٌ ؛ وإنَّك لعلى خيرٍ».

وأمّا الكلام في إسلام أبي بكر فلا يسعني أن أحوم حول هذا الموضوع ، وبين يديَّ صحيحة محمد بن سعد بن أبي وقّاص التي أخرجها الطبري في تاريخه (٤) (٢ / ٢١٥) بإسناد صحيح رجاله ثقات ، قال ابن سعد : قلت لأبي : أكان أبو بكر أوّلكم إسلاماً؟ فقال : لا. ولقد أسلم قبله أكثر من خمسين ، ولكن كان أفضلنا إسلاماً.

__________________

(١) الأنعام : ١٤.

(٢) غافر : ٦٦.

(٣) نهج البلاغة : ص ٣٠٠ خطبة ١٩٢.

(٤) تاريخ الأمم والملوك : ٢ / ٣١٦.

٣٤٠