الغدير في الكتاب والسنّة والأدب - ج ٣

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب - ج ٣

المؤلف:

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي


المحقق: مركز الغدير للدّراسات الإسلاميّة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
المطبعة: باقري
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٧٦

استثقالاً. فقال : كذبوا ولكن خلّفتك لما ورائي». الحديث (١). وممّا صحَّ عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين أراد أن يغزو أنّه قال : «ولا بدَّ من أن أقيم أو تقيم». فخلّفه (٢).

إذا عرفت ذلك كلّه فلا يذهب عليك أنَ قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لا ينبغي أن أذهب إلاّ وأنت خليفتي». ليس له مغزى إلاّ خصوص هذه الواقعة ، وليس في لفظه عموم يستوعب كلّ ما غاب صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن المدينة ، فمن الباطل نقض الرجل باستخلاف غيره على المدينة في غير هذه الواقعة ، حيث لم تكن فيه ما أوعزنا إليه من الإرجاف ، وكانت حاجة الحرب أمسّ إلى وجود أمير المؤمنين عليه‌السلام حيث لم يكن غيره كمثله يكسر صولة الأبطال ، ويغير في وجوه الكتائب. فكان صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أخذ أمير المؤمنين معه إلى الحروب واستخلافه في مغيبه يتبع أقوى المصلحتين.

ثمّ إنّ الرجل حاول تصغيراً لصورة هذه الخلافة ، فقال : وعام تبوك ما كان الاستخلاف ... إلخ. غير أنَّ نظّارة التنقيب لا تزال مكبِّرة لها من شتّى النواحي :

الأولى : قوله : «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى؟». وهو يعطي إثبات كلِّ ما للنبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من رتبة ، وعمل ، ومقام ، ونهضة ، وحكم ، وإمارة ، وسيادة لأمير المؤمنين عدا ما أخرجه الاستثناء من النبوّة ، كما كان هارون من موسى كذلك. فهو خلافة عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وإنزال لعليٍّ عليه‌السلام منزلة نفسه لا محض استعمال كما يظنّه الظانّون ، فقد استعمل صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل هذه على البلاد أناساً ، وعلى المدينة آخرين ، وأمّر على السرايا رجالاً لم يقل في أحد منهم ما قاله في هذا الموقف ، فهي منقبةٌ تخصّ أمير المؤمنين فحسب.

__________________

(١) الرياض النضرة : ٢ / ١٦٢ [٣ / ١٠٥] ، الإمتاع للمقريزي : ص ٤٤٩ ، عيون الأثر : ٢ / ٢١٧ [٢ / ٢٥٤] ، السيرة الحلبية : ٣ / ١٤٨ [٣ / ١٣٢] ، شرح المواهب للزرقاني : ٣ / ٦٩ ، سيرة زيني دحلان : ٢ / ٣٣٨ [٢ / ١٢٦]. (المؤلف)

(٢) أخرجه الطبراني [في المعجم الكبير : ٥ / ٢٠٣ ح ٥٠٩٤] بطريق صحيح ، كما في مجمع الزوائد : ٩ / ١١١. (المؤلف)

٢٨١

الثانية : قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيما مرّ عن سعد بن أبي وقّاص : «كذبوا ولكن خلّفتك لِما ورائي». لمّا طعن رجال من المنافقين في إمرة عليٍّ عليه‌السلام ، ولا يوعز صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم به إلاّ إلى ما أشرنا إليه من خشية الإرجاف بالمدينة عند مغيبه ، وأنَّ إبقاءه كان لإبقاء بيضة الدين عن أن تنتهك ، وحذارَ أن يتّسع خرقها بهملجة المنافقين ، لو لا هناك من يطأ فورتهم بأخمص بأسه وحجاه ، فكان قد خلّفه لمهمّة لا ينوء بها غيره.

الثالثة : قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليّ عليه‌السلام في حديث البراء بن عازب وزيد بن أرقم ، قالا : قال حين أراد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يغزو : «إنّه لا بدَّ من أن أقيم أو تقيم» فخلّفه (١). وهو يدلّ على أنَّ بقاء أمير المؤمنين عليه‌السلام على حدٍّ بقاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في كلاءة بيضة الدين وإرحاض معرّة المفسدين ، فهو أمر واحد يقام بكلّ منهما على حدٍّ سواء ، وناهيك به من منزلة ومقام.

الرابعة : ما صحَّ عن سعد بن أبي وقّاص من قوله : والله لَأن يكون لي واحدة من خلاله الثلاث أحبُّ إليَّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس ، لَأن يكون قال لي ما قال له حين ردّه من تبوك : «أما ترضى أن تكون منّي بم نزلة هارون من موسى؟ إلاّ أنَّه لا نبيَّ بعدي». أحبّ إليَّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس (٢).

وقال المسعودي في المروج (٢ / ٦١) بعد ذكر الحديث : ووجدت في وجه آخر من الروايات ، وذلك في كتاب عليِّ بن محمد بن سليمان النوفلي في الأخبار عن ابن عائشة وغيره : أنَّ سعداً لمّا قال هذه المقالة لمعاوية ونهض ليقوم ضرط له معاوية!! وقال له : اقعد حتى تسمع جواب ما قلت ، ما كنتَ عندي قطُّ ألأم منك الآن ، فهلاّ

__________________

(١) أخرجه الطبراني [في المعجم الكبير : ٥ / ٢٠٣ ح ٥٠٩٤] بإسنادين : أحدهما رجاله رجال الصحيح إلاّ ميمون البصري ، وهو ثقة ، وثّقه ابن حبّان [في الثقات : ٥ / ٤١٨] كما في مجمع الزوائد : ٩ / ١١١ ، راجع ما مرّ في الجزء الأوّل : ص ٧١. (المؤلف)

(٢) خصائص النسائي : ص ٣٢ [خصائص أمير المؤمنين : ص ٣٧ ح ١١ ، وفي السنن الكبرى : ٥ / ١٠٧ ح ٨٣٩٩] ، مروج الذهب : ٢ / ٦١ [٣ / ٢٤]. (المؤلف)

٢٨٢

نصرته؟ ولِمَ قعدتَ عن بيعته؟ فإنّي لو سمعت من النبيِّ صلى الله عليه وسلم مثل الذي سمعت فيه ، لكنت خادماً لعليٍّ ما عشت! فقال سعد : والله إنّي لأحقّ بموضعك منك. فقال معاوية : يأبى عليك [ذلك] (١) بنو عذرة ، وكان سعد فيما يقال لرجل من بني عذرة.

وصحَّ عند الحفّاظ الأثبات أنَّ معاوية أمر سعداً فقال : ما منعك أن تسبَّ أبا تراب؟ قال : أمّا ما ذكرت ثلاثاً قالهنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبّه ، لَأن تكون لي واحدة منهنَّ أحبُّ إليَّ من حمر النعم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعليّ وخلفه في تبوك ، فقال له عليٌّ : «يا رسول الله تخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى؟ إلاّ أنّه لا نبيَّ بعدي» (٢).

وورد في حديث أنَّ سعداً دخل على معاوية فقال له : مالك لم تقاتل معنا؟ فقال : إنّي مرّت بي ريح مظلمة فقلت : أخ أخ. فأنخت راحلتي حتى انجلت عنّي ، ثمَّ عرفت الطريق فسرت. فقال معاوية : ليس في كتاب الله أخ أخ ، ولكن قال الله تعالى : (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ) (٣). فو الله ما كنت مع الباغية على العادلة ، ولا مع العادلة على الباغية. فقال سعد : ما كنت لأقاتل رجلاً قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنَّه لا نبيَّ بعدي».

فقال معاوية : من سمع هذا معك؟ فقال : فلان وفلان وأمّ سلمة. فقال معاوية :

__________________

(١) الزيادة من المصدر.

(٢) جامع الترمذي : ٢ / ٢١٣ [٥ / ٥٩٦ ح ٣٧٢٤] ، مستدرك الحاكم : ٣ / ١٠٨ [٣ / ١١٧ ح ٤٥٧٥] وصحّحه وأقرّه الذهبي ، وأخرجه باللفظ المذكور مسلم في صحيحه [٥ / ٢٣ ح ٣٢ كتاب فضائل الصحابة] ، ونقله عنه الحافظ الكنجي في الكفاية : ص ٢٨ [ص ٨٥ باب ١٠] ، والبَدَخشاني في نُزُل الأبرار : ص ١٥ [ص ٤٧] عن مسلم والترمذي ، وذكره بهذا اللفظ ابن حجر في الإصابة : ٢ / ٥٠٩ [رقم ٥٦٨٨] عن الترمذي ، والميرزا مخدوم الجرجاني ، في الفصل الثاني من ـ نواقض الروافض ـ نقلاً عن مسلم والترمذي. (المؤلف)

(٣) الحجرات : ٩.

٢٨٣

أما إنّي لو سمعته منه صلى الله عليه وسلم لما قاتلت عليّا. تاريخ ابن كثير (١) (٨ / ٧٧)

فإنَّ هذا الذي كان يستعظمه سعدٌ في عداد حديث الراية والتزويج بالصدّيقة الطاهرة بوحي من الله العزيز اللذين هما من أربى الفضائل ، ويراه معاوية : لو كان سمعه فيه لما قاتل عليّا ، ولكان يخدم عليّا ما عاش ، لا بدَّ وأن يكون على حدِّ ما وصفناه حتى يتسنّى لسعد تفضيله على ما طلعت عليه الشمس ، أو حُمر النعم ، ولمعاوية إيجاب الخدمة له ، دون الاستخلاف على العائلة لينهض بشؤون حياتها كما هو شأن الخدم ، أو يُنصب عيناً على المنافقين فحسب ليتجسّس أخبارهم ، كما هو وظيفة الطبقة الواطئة من مستخدمي الحكومات.

الخامسة : قول سعيد بن المسيّب ، بعد ما سمع الحديث عن إبراهيم أو عامر ابني سعد بن أبي وقّاص : فلم أرض فأحببت أن أشافه بذلك سعداً ، فأتيته فقلت : ما حديث حدّثني به ابنك عامر؟ فأدخل إصبعيه في أذنيه وقال : سمعت من رسول الله وإلاّ فاستكّتا (٢). فما ذا كان سعيد يستعظمه من الحديث حتى طفق يستحفي خبره من نفس سعد بعد ما سمعه من ابنه ، فأكّد له سعد ذلك التأكيد ، غير أنَّه فهم من مؤدّاه ما ذكرناه من العظمة؟

السادسة : قول الإمام أبي بسطام شعبة بن الحجّاج في الحديث : كان هارون أفضل أمّة موسى عليه‌السلام فوجب أن يكون عليٌّ عليه‌السلام أفضل من كلِّ أمّة محمد صلى الله عليه وسلم صيانةً لهذا النصّ الصحيح الصريح ، كما قال موسى لأخيه هارون : (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ) (٣) (٤).

__________________

(١) البداية والنهاية : ٨ / ٨٣ حوادث سنة ٥٥ ه‍.

(٢) أخرجه النسائي في الخصائص بعدّة طرق : ص ١٥ [خصائص أمير المؤمنين : ص ٧٠ ـ ٧٢ ح ٤٩ ـ ٥١ ، وفي السنن الكبرى : ٥ / ١٢١ ـ ١٢٢ ح ٨٤٣٤ ـ ٨٤٣٦]. (المؤلف)

(٣) الأعراف : ١٤٢.

(٤) أخرجه الحافظ الكنجي في الكفاية : ص ١٥٠ [ص ٢٨٣ باب ٧٠]. (المؤلف)

٢٨٤

السابعة : قال الطيبي : (منّي) خبر المبتدأ ، و (من) اتِّصاليّة ، ومتعلّق الخبر خاصّ والباء زائدة ، كما في قوله تعالى : (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ) (١) ، أي فإن آمنوا إيماناً مثل إيمانكم ، يعني أنت متّصل ونازل منّي بمنزلة هارون من موسى ، وفيه تشبيه ، ووجه الشَبَه مبهم بيّنه بقوله : «إلاّ أنَّه لا نبيَّ بعدي». فعرف أنَّ الاتّصال المذكور بينهما ليس من جهة النبوّة بل من جهة ما دونها وهي الخلافة (٢).

وممّا كذّبه الرجل من الحديث قول : وسدّ الأبواب إلاّ باب عليٍّ ، وقال : فإنَّ هذا ممّا وضعته الشيعة على طريق المقابلة ....

الجواب : لا أجد لنسبة وضع هذا الحديث إلى الشيعة دافعاً إلاّ القحّة والصلف ، ودفع الحقائق الثابتة بالجلبة والسخب ، فإنَّ نصب عيني الرجل كتب الأئمّة من قومه وفيها مسند إمام مذهبه أحمد قد أخرجوه فيها بأسانيد جمّة صحاح وحسان ، عن جمع من الصحابة تربو عدّتهم على عدد ما يحصل به التواتر عندهم ، منهم :

١ ـ زيد بن أرقم ، قال : كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبوابٌ شارعة في المسجد ، قال : فقال يوماً : «سدّوا هذه الأبواب إلاّ باب عليٍّ». قال : فتكلّم في ذلك الناس! قال : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ، ثمَّ قال :

«أمّا بعد : فإنّي أُمرت بسدّ هذه الأبواب غير باب عليّ ، فقال فيه قائلكم! وإنّي ما سددت شيئاً ولا فتحته ، ولكنّي أُمرت بشيءٍ فاتّبعته».

سند الحديث في مسند الإمام أحمد (٣) (٤ / ٣٦٩):

حدّثنا محمد بن جعفر ، حدّثنا عوف ، عن ميمون أبي عبد الله ، عن زيد بن

__________________

(١) البقرة : ١٣٧.

(٢) شرح المواهب للعلاّمة الزرقاني : ٣ / ٧٠. (المؤلف)

(٣) مسند أحمد : ٥ / ٤٩٦ ح ١٨٨٠١.

٢٨٥

أرقم. رجاله رجال الصحيح ، غير أبي عبد الله ميمون وهو ثقةٌ ، فالحديث بنصِّ الحفّاظ صحيح رجاله ثقات.

وأخرجه النسائي في السنن الكبرى والخصائص (١) (ص ١٣) عن الحافظ محمد ابن بشّار بندار الذي انعقد الإجماع على الاحتجاج به.

قاله الذهبي بالإسناد المذكور ، والحاكم في المستدرك (٣ / ١٢٥) وصحّحه ، والضياء المقدسي في المختارة ممّا ليس في الصحيحين ، والكلاباذي في معاني الأخبار كما في القول المسدَّد (ص ١٧) ، وسعيد بن منصور في سننه ، ومحبّ الدين الطبري في الرياض (٢ / ١٩٢) ، والخطيب البغدادي من طريق الحافظ محمد بن بشّار ، والكنجي في الكفاية (ص ٨٨) ، وسبط ابن الجوزي في التذكرة (ص ٢٤) ، وابن أبي الحديد في شرحه (٢ / ٤٥١) ، وابن كثير في تاريخه (٧ / ٣٤٢) ، وابن حجر في القول المسدَّد (ص ١٧) وقال : أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق النسائي وأعلّه بميمون ، وأخطأ في ذلك خطأً ظاهراً ، وميمون وثّقه غير واحد وتكلّم بعضهم في حفظه ، وقد صحّح له الترمذي حديثاً غير هذا.

ورواه في فتح الباري (٧ / ١٢) وقال : رجاله ثقات ، والسيوطي في جمع الجوامع كما في الكنز (٦ / ١٥٢ ، ١٥٧) ، والهيثمي في مجمع الزوائد (٩ / ١١٤) ، والعيني في عمدة القاري (٧ / ٥٩٢) ، والبَدَخشي في نُزُل الأبرار ، وقال : أخرجه أحمد والنسائي والحاكم والضياء بإسناد رجاله ثقات (٢).

__________________

(١) السنن الكبرى : ٥ / ١١٨ ح ٨٤٢٣ ، وفي خصائص أمير المؤمنين : ص ٥٩ ح ٣٨.

(٢) ميزان الاعتدال : ٣ / ٤٩٠ رقم ٧٢٦٩ ، المستدرك على الصحيحين : ٣ / ١٣٥ ح ٤٦٣١ ، القول المسدّد : ص ٢١ ، الرياض النضرة : ٣ / ١٣٩ ، كفاية الطالب : ص ٢٠٣ باب ٥٠ ، تذكرة الخواص : ص ٤١ ، شرح نهج البلاغة : ٩ / ١٧٣ خطبة ١٥٤ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٧٩ حوادث سنة ٤٠ ه‍ ، القول المسدّد : ص ٢٠ ، ٢١ ، الموضوعات : ١ / ٣٦٣ ، فتح الباري : ٧ / ١٤ ، كنز العمّال : ١١ / ٥٩٨ ح ٣٢٨٧٧ ، ص ٦١٨ ح ٣٣٠٠٤ ، عمدة القاري : ١٦ / ١٧٦ ، نُزُل الأبرار : ص ٧١.

٢٨٦

٢ ـ عبد الله بن عمر بن الخطّاب ، قال : لقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال ، لَأَن تكون لي واحدة منهنَّ أحبُّ إليَّ من حمر النعم : زوّجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته فولدت له ، وسدّ الأبواب إلاّ بابه في المسجد ، وأعطاه الراية يوم خيبر.

سند الحديث في مسند أحمد (١) (٢ / ٢٦):

حدّثنا وكيع ، عن هشام بن سعد ، عن عمر بن أسيد ، عن ابن عمر.

قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (٩ / ١٢٠) : رواه أحمد وأبو يعلى (٢) ، ورجالهما رجال الصحيح.

وأخرجه (٣) ابن أبي شيبة ، وأبو نعيم ، ومحبّ الدين في الرياض (٢ / ١٩٢) ، وشيخ الإسلام الحمّوئي في الفرائد في الباب ال (٤١) ، وابن حجر في فتح الباري (٧ / ١٢) ، والصواعق (ص ٧٦) ، وصحّحه في القول المسدَّد (ص ٢٠) وقال : حديث ابن عمر أعلّه ابن الجوزي به شام بن سعد من رجال مسلم ، صدوق تكلّموا في حفظه ، وحديثه يقوى بالشواهد.

ورواه النسائي بسند صحيح ، والسيوطي في جمع الجوامع كما في الكنز (٤) (٦ / ٣٩١). والبَدَخشي في نُزُل الأبرار (٥) (ص ٣٥) وقال : إسناد جيِّد.

٣ ـ عبد الله بن عمر بن الخطّاب ، قال له العلاء بن عرار : أخبرني عن عليٍّ وعثمان. قال : أمّا عليٌّ فلا تسأل عنه أحداً ، وانظر إلى منزله من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنَّه

__________________

(١) مسند أحمد : ٢ / ١٠٤ ح ٤٧٨٢.

(٢) مسند أبي يعلى : ٩ / ٤٥٢ ح ٥٦٠١.

(٣) المصنّف : ١٢ / ٧٠ ح ١٢١٤٨ ، ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم الأصفهاني : ٢ / ٢١٠ ، الرياض النضرة : ٣ / ١٣٩ ، فرائد السمطين : ١ / ٢٠٨ ح ١٦٣ ، فتح الباري : ٧ / ١٥ ، الصواعق المحرقة : ص ١٢٧ ، القول المسدّد : ص ٢٥.

(٤) كنز العمّال : ١٣ / ١١٠ ح ٣٦٣٥٩.

(٥) نُزُل الأبرار : ص ٧٢.

٢٨٧

سدَّ أبوابنا في المسجد وأقرَّ بابه.

أخرجه الحافظ النسائي (١) ، من طريق أبي إسحاق السبيعي ، قال ابن حجر في القول المسدَّد (٢) (ص ١٨) وفتح الباري (٧ / ١٢) : سند صحيح ، ورجاله رجال الصحيح ، إلاّ العلاء وهو ثقة ، وثّقه يحيى بن معين وغيره.

وأخرجه الكلاباذي في معاني الأخبار كما في القول المسدَّد (ص ١٨) ، والهيثمي في مجمع الزوائد (٩ / ١١٥) ، والسيوطي في اللآلئ (٣) (١ / ١٨١) عن ابن حجر ، مع تصحيحه وكلامه المذكور ، والبَدَخشي في نُزُل الأبرار (٤) (ص ٣٥) وصحّحه مثل ما مرَّ عن ابن حجر.

٤ ـ البراء بن عازب ، رواه بلفظ زيد بن أرقم المذكور ، قال أحمد (٥) : رواه أبو الأشهب جعفر بن حيّان البصري عن عوف ، عن ميمون أبي عبد الله ، عن البراء. راجع تاريخ ابن كثير (٦) (٧ / ٣٤٢) ، والإسناد صحيح ، رجاله كلّهم ثقات.

٥ ـ عمر بن الخطّاب ، قال أبو هريرة : قال عمر : لقد أُعطي عليُّ بن أبي طالب ثلاث خصال ، لَأن تكون لي خصلة منها أحبّ إليَّ من أن أُعطى حمر النعم.

قيل : وما هنَّ يا أمير المؤمنين؟

قال : تزوّجه فاطمة بنت رسول الله ، وسكناه المسجد مع رسول الله يحلُّ له فيه ما يحلُّ له ، والراية يوم خيبر.

__________________

(١) خصائص أمير المؤمنين : ص ١٢٣ ح ١٠٦ ، وفي السنن الكبرى : ٥ / ١٣٨ ح ٨٤٩١.

(٢) القول المسدّد : ص ٢٣.

(٣) اللآلئ المصنوعة : ١ / ٣٤٩.

(٤) نُزُل الأبرار : ص ٧٣.

(٥) مناقب عليّ لأحمد بن حنبل : ص ٧٢ ح ١٠٩.

(٦) البداية والنهاية : ٧ / ٣٧٩ حوادث سنة ٤٠ ه‍.

٢٨٨

أخرجه (١) الحاكم في المستدرك (٣ / ١٢٥) وصحّحه ، وأبو يعلى في الكبير ، وابن السمّان في الموافقة ، والجزري في أسنى المطالب (ص ١٢) من طريق الحاكم ، وذكر تصحيحه له ، ومحبّ الدين في الرياض (٢ / ١٩٢) ، والخوارزمي في المناقب (ص ٢٦١) ، والهيثمي في مجمع الزوائد (٩ / ١٢٠) ، والسيوطي في تاريخ الخلفاء (ص ١١٦) ، والخصائص الكبرى (٢ / ٢٤٣) ، وابن حجر في الصواعق (ص ٧٦).

٦ ـ عبد الله بن عبّاس ، قال : إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أمر بسدِّ الأبواب فسُدّت إلاّ باب عليٍّ. وفي لفظ له : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبواب المسجد فسُدّت إلاّ باب عليٍّ.

أخرجه الترمذي في جامعه (٢) (٢ / ٢١٤) عن محمد بن حميد وإبراهيم بن المختار ، كلاهما عن شعبة ، عن أبي بلج يحيى بن سليم ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عبّاس. والإسناد صحيح ، رجاله كلّهم ثقات.

وأخرجه (٣) النسائي في الخصائص (ص ١٣) ، أبو نعيم في الحلية (٤ / ١٥٣) بطريقين ، محبّ الدين في الرياض (٢ / ١٩٢) ، الكنجي في الكفاية (ص ٨٧) وقال : حديث حسن عال ، سبط ابن الجوزي في تذكرته (ص ٢٥) ، ابن حجر في القول المسدَّد (ص ١٧) ، وفي فتح الباري (٧ / ١٢) وقال : رجاله ثقات ، الحلبي في السيرة (٣ / ٣٧٣) ، البدخشي في نُزُل الأبرار (ص ٣٥) وقال : أخرجه أحمد والنسائي

__________________

(١) المستدرك على الصحيحين : ٣ / ١٣٥ ح ٤٦٣٢ ، أسنى المطالب : ص ٦٥ ، الرياض النضرة : ٣ / ١٣٩ ، المناقب : ص ٣٣٢ ح ٣٥٤ ، تاريخ الخلفاء : ص ١٦١ ، الخصائص الكبرى : ٢ / ٤٢٤ ، الصواعق المحرقة : ص ١٢٧. وانظر أيضاً فضائل الصحابة لأحمد : ح ١١٢٠ وفي مناقب عليّ له : ح ٢٤٥ من زيادات القطيعي ، البداية والنهاية ٧ / ٢٤١ وقال : وقد روي عن عمر من غير وجه.

(٢) سنن الترمذي : ٥ / ٥٩٩ ح ٣٧٣٢.

(٣) خصائص أمير المؤمنين : ص ٦٣ ح ٤٢ ، وفي السنن الكبرى : ٥ / ١١٩ ح ٨٤٢٧ ، الرياض النضرة : ٣ / ١٣٩ ، كفاية الطالب : ص ٢٠٢ باب ٥٠ ، تذكرة الخواص : ص ٤١ ، القول المسدّد : ص ٢١ ، فتح الباري : ٧ / ١٥ ، السيرة الحلبية : ٣ / ٣٤٦ ، نُزُل الأبرار : ص ٧١.

٢٨٩

بإسناد رجاله ثقات.

٧ ـ عبد الله بن عبّاس ، قال : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسدِّ أبواب المسجد غير باب عليٍّ ، فكان يدخل المسجد وهو جُنبٌ ليس له طريقٌ غيره.

أخرجه النسائي في الخصائص (١) (ص ١٤) قال : أخبرنا محمد بن المثنّى ، قال : حدّثنا يحيى بن حماد ، قال : حدّثنا أبو وضّاح (٢) ، قال : أخبرنا يحيى ، حدّثنا عمر وابن ميمون ، قال : قال ابن عبّاس : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. إلخ. والإسناد صحيح ، رجاله كلّهم ثقات.

ورواه ابن حجر في فتح الباري (٣) (٧ / ١٢) وقال : رجاله ثقات ، والقسطلاني في إرشاد الساري (٤) (٦ / ٨١) عن أحمد والنسائي ووثّق رجاله. ويوجد في نُزُل الأبرار (٥) (ص ٣٥).

وفي لفظ لابن عبّاس : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «سدّوا أبواب المسجد كلّها إلاّ باب عليّ». أخرجه الكلاباذي في معاني الأخبار ، وأبو نعيم وغيرهما.

٨ ـ عبد الله بن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعليٍّ : «إنَّ موسى سأل ربّه أن يطهِّر مسجده لهارون وذرّيته ، وإنّي سألت الله أن يطهِّر لك ولذرّيتك من بعدك» ، ثمَّ أرسل إلى أبي بكر : أن سدّ بابك ، فاسترجع وقال : سمعاً وطاعة ، فسدَّ بابه. ثمَّ إلى عمر كذلك. ثمَّ صعد المنبر فقال : «ما أنا سددت أبوابكم ولا فتحت باب عليٍّ ولكنّ

__________________

(١) خصائص أمير المؤمنين : ص ٦٤ ح ٤٣ ، وفي السنن الكبرى : ٥ / ١١٩ ح ٨٤٢٨.

(٢) كذا في النسخة ، والصحيح : أبو عوانة وضّاح [كما في الطبعات المحقّقة] ، وثّقه أحمد [أنظر تذكرة الحفّاظ : ١ / ٢٣٦ رقم ٢٢٣] وأبو حاتم [في الجرح والتعديل : ٩ / ٤٠ رقم ١٧٣]. راجع : ١ / ٧٨. (المؤلف)

(٣) فتح الباري : ٧ / ١٥.

(٤) إرشاد الساري : ٨ / ١٦٧.

(٥) نُزُل الأبرار : ص ٧٢.

٢٩٠

الله سدَّ أبوابكم وفتح باب عليٍّ». أخرجه النسائي كما ذكره السيوطي (١).

٩ ـ عبد الله بن عبّاس ، قال : لمّا أخرج أهل المسجد وترك عليّا ، قال الناس في ذلك! فبلغ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال : «ما أنا أخرجتكم من قِبَل نفسي ولا أنا تركته ، ولكنّ الله أخرجكم وتركه ، إنّما أنا عبد مأمور ، ما أُمرت به فعلتُ ، إن اتّبع إلاّ ما يوحى إليَّ».

أخرجه الطبراني (٢) ، والهيثمي في المجمع (٩ / ١١٥) ، والحلبي في السيرة (٣) (٣ / ٣٧٤).

١٠ ـ أبو سعيد الخدريّ سعد بن مالك ، قال عبد الله بن الرقيم الكناني : خرجنا إلى المدينة زمن الجمل ، فلقينا سعد بن مالك بها ، فقال : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسدِّ الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب عليٍّ.

أخرجه الإمام أحمد (٤) ، عن حجّاج ، عن فطر ، عن عبد الله بن الرقيم.

قال الهيثمي في المجمع (٩ / ١١٤) : إسناد أحمد حسن ، ورواه أبو يعلى والبزّار والطبراني في الأوسط وزاد : قالوا : يا رسول الله سددت أبوابنا كلّها إلاّ باب عليٍّ. قال : «ما أنا سددت أبوابكم ولكنّ الله سدّها».

١١ ـ سعد بن مالك أبو سعيد الخدريّ ، قال : إنَّ عليَّ بن أبي طالب أُعطي ثلاثاً لَأن أكون أُعطيت إحداهنَّ أحبُ إليَّ من الدنيا وما فيها ، لقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خمّ بعد حمد الله والثناء عليه ـ إلى أن قال ـ : جيء به يوم خيبر وهو أرمد ما يبصر ، ـ إلى أن قال ـ : وأخرج رسول الله عمّه العبّاس وغيره من المسجد ، فقال له العبّاس : تخرجنا ونحن عصبتك وعمومتك وتُسكن عليّا؟! فقال : «ما أنا أخرجتكم

__________________

(١) جامع الأحاديث : ١٦ / ٢٧٤ ح ٧٩٣١.

(٢) المعجم الكبير : ١٢ / ١١٤ ح ١٢٧٢٢.

(٣) السيرة الحلبية : ٣ / ٣٤٦.

(٤) مسند أحمد : ١ / ٢٨٥ ح ١٥١٤.

٢٩١

وأسكنته ، ولكنَّ الله أخرجكم وأسكنه».

أخرجه الحاكم في المستدرك (١) (٣ / ١١٧).

١٢ ـ أبو حازم الأشجعيّ ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنَّ الله أمر موسى أن يبني مسجداً طاهراً لا يسكنه إلاّ هو وهارون ، وإنَّ الله أمرني أن أبني مسجداً طاهراً لا يسكنه إلاّ أنا وعليّ وابنا عليّ».

رواه السيوطي في الخصائص (٢) (٢ / ٢٤٣).

١٣ ـ جابر بن عبد الله ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «سدّوا الأبواب كلّها إلاّ باب عليّ» ، وأومأ بيده إلى باب عليٍّ.

أخرجه (٣) الخطيب البغدادي في تاريخه (٧ / ٢٠٥) ، ابن عساكر في تاريخه ، الكنجي في الكفاية (ص ٨٧) ، السيوطي في الجمع كما في ترتيبه (٦ / ٣٩٨).

١٤ ـ جابر بن سمرة ، قال : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسدِّ الأبواب كلّها غير باب عليٍّ. فقال العبّاس : يا رسول الله قدر ما أدخل أنا وحدي وأخرج. قال : «ما أُمِرت بشيء من ذلك». فسدّها غير باب عليٍّ. قال : وربّما مرَّ وهو جُنبٌ.

أخرجه (٤) الحافظ الطبراني في الكبير ، عن إبراهيم بن نائلة الأصبهاني ، عن إسماعيل بن عمرو البجلي ، عن ناصح ، عن سماك بن حرب ، عن جابر. والإسناد حسن إن لم يكن صحيحاً لمكان ناصح. والهيثمي في مجمع الزوائد (٩ / ١١٥) ، وابن

__________________

(١) المستدرك على الصحيحين : ٣ / ١٢٦ ح ٤٦٠١.

(٢) الخصائص الكبرى : ٢ / ٤٢٤.

(٣) تاريخ مدينة دمشق : ١٢ / ١٨٤ ، كفاية الطالب : ص ٢٠١ باب ٥٠ ، كنز العمّال : ١٣ / ١٣٧ ح ٣٦٤٣٢.

(٤) المعجم الكبير : ٢ / ٢٤٦ ح ٢٠٣١ ، القول المسدّد : ص ٢٣ ، فتح الباري : ٧ / ١٥ ، إرشاد الساري : ٨ / ١٦٧ ، السيرة الحلبية : ٣ / ٣٤٦ ، نُزُل الأبرار : ص ٧٢.

٢٩٢

حجر في القول المسدَّد (ص ١٨) ، وفتح الباري (٧ / ١٢) ، والقسطلاني في إرشاد الساري (٦ / ٨١) ، والحلبي في السيرة (٣ / ٣٧٤) ، والبَدَخشي في نُزُل الأبرار (ص ٣٥).

١٥ ـ سعد بن أبي وقّاص ، قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسدِّ الأبواب الشارعة في المسجد ، وترك باب عليٍّ.

أخرجه أحمد في المسند (١) (١ / ١٧٥) ، وقال ابن حجر في فتح الباري (٢) (٧ / ١١) : أخرجه أحمد والنسائي وإسناده قويّ. وذكره العيني في عمدة القاري (٣) (٧ / ٥٩٢) وقوّى إسناده.

١٦ ـ سعد بن أبي وقّاص ، قال : إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سدَّ أبواب المسجد وفتح باب عليٍّ ، فقال الناس في ذلك! فقال : «ما أنا فتحته ولكنَّ الله فتحه»

أخرجه أبو يعلى (٤) ، قال : حدّثنا موسى بن محمد بن حسّان ، حدّثنا محمد بن إسماعيل بن جعفر بن الطحّان ، حدّثنا غسّان بن بُسر الكاهلي ، عن مسلم ، عن خيثمة ، عن سعد. حكاه عنه ابن كثير في تاريخه (٥) (٧ / ٣٤٢) من دون غمز في الإسناد.

١٧ ـ سعد بن أبي وقّاص ، قال الحارث بن مالك : أتيت مكّة فلقيت سعد بن أبي وقّاص ، فقلت : هل سمعت لعليِّ بن أبي طالب منقبة؟ قال : كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودي فينا ليلاً : ليخرج من في المسجد إلاّ آل رسول الله. فلمّا أصبح أتاه عمّه ، فقال : يا رسول الله ، أخرجت أصحابك وأعمامك وأسكنت هذا الغلام! فقال : «ما أنا الذي أمرت بإخراجكم ولا بإسكان هذا الغلام ، إنَّ الله هو أمر به».

__________________

(١) مسند أحمد : ١ / ٢٨٥ ح ١٥١٤.

(٢) فتح الباري : ٧ / ١٤.

(٣) عمدة القاري : ١٦ / ١٧٦.

(٤) مسند أبي يعلى : ٢ / ٦١ ح ٧٠٣.

(٥) البداية والنهاية : ٧ / ٣٧٩ حوادث سنة ٤٠ ه‍.

٢٩٣

أخرجه النسائي في الخصائص (١) (ص ١٣) ، وأخرج بإسناد آخر عنه وفيه : إنَّ العبّاس أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال : سددتَ أبوابنا إلاّ باب عليّ! فقال : «ما أنا فتحتها ولا أنا سددتها».

١٨ ـ سعد بن أبي وقّاص ، قال : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسدِّ الأبواب إلاّ باب عليٍّ ، فقالوا : يا رسول الله سددت أبوابنا كلّها إلاّ باب عليّ. فقال : «ما أنا سددت أبوابكم ولكنَّ الله تعالى سدّها».

أخرجه أحمد ، والنسائي ، والطبراني في الأوسط (٢) ، عن معاوية بن الميسر بن شريج ، عن الحكم بن عتيبة ، عن مصعب بن سعد ، عن أبيه. والإسناد صحيح ، رجاله كلّهم ثقات.

راجع (٣) : القول المسدّد (ص ١٨) ، فتح الباري (٧ / ١١) وقال : رجال الرواية ثقاتٌ ، إرشاد الساري (٦ / ٨١) وقال : وقع عند أحمد والنسائي إسنادٌ قويٌّ ، وفي رواية الطبراني برجال ثقات ، نُزُل الأبرار (ص ٣٤) وقال : أخرجه أحمد والنسائي والطبراني بأسانيد قويّة ، عمدة القاري (٧ / ٥٩٢).

١٩ ـ أنس بن مالك ، قال : لمّا سدَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أبواب المسجد أتته قريشٌ فعاتبوه ، فقالوا : سددتَ أبوابنا وتركتَ باب عليٍّ. فقال : «ما بأمري سددتها ولا بأمري فتحتها».

أخرجه الحافظ العقيلي (٤) ، عن محمد بن عبدوس ، عن محمد بن حميد ، عن تميم ابن عبد المؤمن ، عن هلال بن سويد ، عن أنس.

__________________

(١) خصائص أمير المؤمنين : ص ٦٢ ح ٤٠ ، وفي السنن الكبرى : ٥ / ١١٨ ح ٨٤٢٥.

(٢) المعجم الأوسط : ٤ / ٥٥٣ ح ٣٩٤٢.

(٣) القول المسدّد : ص ٢٢ ، فتح الباري : ٧ / ١٤ ، إرشاد الساري : ٨ / ١٦٧ ، نُزُل الأبرار : ص ٧١ ، عمدة القاري : ١٦ / ١٧٦.

(٤) الضعفاء الكبير : ٤ / ٣٤٦ رقم ١٩٥٣.

٢٩٤

٢٠ ـ بُريدة الأسلميّ ، قال : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسدِّ الأبواب ، فشقَّ ذلك على أصحابه ، فلمّا بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا الصلاة جامعة ، حتى إذا اجتمعوا صعد المنبر ولمن سمع لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحميداً وتعظيماً في خطبة مثل يومئذٍ ، فقال : «يا أيّها الناس ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها بل الله فتحها وسدّها» ثمَّ قرأ : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى * ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى * وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى) (١).

فقال رجلٌ : دع لي كوّةً في المسجد. فأبى وترك باب عليٍّ مفتوحاً ، فكان يدخل ويخرج منه وهو جُنب. أخرجه أبو نعيم في فضائل الصحابة.

٢١ ـ أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : «لمّا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسدِّ الأبواب التي في المسجد ، خرج حمزة يجرُّ قطيفة حمراء وعيناه تذرفان يبكي ، فقال : ما أنا أخرجتك وما أنا أسكنته ولكنَّ الله أسكنه». أخرجه الحافظ أبو نعيم في فضائل الصحابة.

٢٢ ـ أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : «أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي ، فقال : إنَّ موسى سأل ربّه أن يطهِّر مسجده بهارون ، وإنّي سألت ربّي أن يطهِّر مسجدي بك وبذرّيتك ، ثمَّ أرسل إلى أبي بكر : أن سدّ بابك. فاسترجع ، ثمَّ قال : سمعاً وطاعة. فسدَّ بابه ، ثمَّ أرسل إلى عمر ، ثمَّ أرسل إلى العبّاس بمثل ذلك ، ثمَّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب عليٍّ ، ولكنَّ الله فتح باب عليٍّ وسدَّ أبوابكم».

أخرجه الحافظ البزّار (٢). راجع : مجمع الزوائد (٩ / ١١٥) ، كنز العمّال (٣) (٦ / ٤٠٨) ، السيرة الحلبيّة (٤) (٣ / ٣٧٤).

٢٣ ـ أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انطلق فمرهم فليسدّوا

__________________

(١) النجم : ١ ـ ٤.

(٢) مسند البزّار : ٢ / ١٤٤ ح ٥٠٦.

(٣) كنز العمّال : ١٣ / ١٧٥ ح ٣٦٥٢١.

(٤) السيرة الحلبيّة : ٣ / ٣٤٦.

٢٩٥

أبوابهم. فانطلقت ، فقلت لهم ففعلوا إلاّ حمزة ، فقلت : يا رسول الله ، فعلوا إلاّ حمزة. فقال رسول الله : قل لحمزة : فليحوِّل بابه. فقلت : إنَّ رسول الله يأمرك أن تحوِّل بابك. فحوّله ، فرجعت إليه وهو قائمٌ يصلّي ، فقال : ارجع إلى بيتك».

أخرجه البزّار (١) بإسناد رجاله ثقات. ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (٩ / ١١٥) ، والسيوطي في جمع الجوامع كما في الكنز (٢) (٦ / ٤٠٨) وضعّفه لمكان حبّة العرني ، وقد مرَّ (١ / ٢٤) : أنَّه ثقةٌ ، والحلبي في السيرة (٣ / ٣٧٤).

وأنت إذا أحطتَ خُبراً بهذه الأحاديث وإخراج الأئمّة لها بتلك الطرق الصحيحة ، وشفعتها بقول ابن حجر في فتح الباري (٣) ، والقسطلاني في إرشاد الساري (٤) (٦ / ٨١) من : أنَّ كلَّ طريق منها صالحٌ للاحتجاج فضلاً عن مجموعها. فهل تجد مساغاً لما يحسبه ابن تيميّة من أنَّ الحديث من موضوعات الشيعة؟ فهل في هؤلاء أحد من الشيعة؟ أو أنَّ من المحتمل الجائز الذي يرتضيه أصحاب الرجل أن يكون في هذه الكتب شيء من موضوعات الشيعة؟ وهل ينقم على الشيعة موافقتهم للقوم في إخراجهم الحديث بطرقهم المختصّة بهم؟

وأنا لا أحتمل أنَّ الرجل لم يقف على هذه كلّها ، غير أنّ الحنق قد أخذ بخناقه فلم يدع له سبيلاً إلاّ قذف الحديث بما قذف غير مكترث لما سيلحقه من جرّاء ذلك الإفك من نقد ومناقشة ، والمساءلة غداً عند الله أشدّ وأخزى. وتبعه تلميذه المغفّل ابن كثير في تفسيره (١ / ٥٠١) فقال بعد ذكر ـ سدّوا كلَّ خوخة في المسجد إلاّ خوخة أبي بكر ـ : ومن روى إلاّ باب عليّ ـ كما في بعض السنن ـ فهو خطأ ، والصواب ما ثبت في الصحيح.

__________________

(١) مسند البزّار : ٢ / ٣١٨ ح ٧٥٠.

(٢) كنز العمّال : ١٣ / ١٧٥ ح ٣٦٥٢٢.

(٣) فتح الباري : ٧ / ١٥.

(٤) إرشاد الساري : ٨ / ١٦٧.

٢٩٦

وقد بلغ من إخبات العلماء إلى حديث سدِّ الأبواب أنَّهم تحرّوا (١) وجه الجمع ـ وإن لم يكن مرضيّا عندنا ـ بينه وبين الحديث الذي أورده في أبي بكر ، ولم يقذفه أحد غير ابن الجوزي ـ شقيق ابن تيميّة في المخاريق ـ بمثل ما قذفه ابن تيميّة.

وهناك لأئمّة القوم وحفّاظهم كلمات ضافية حول الحديث وصحّته والبخوع له ، لا يسعنا ذكر الجميع ، غير أنّا نقتصر منها على كلمات الحافظ ابن حجر. قال في فتح الباري (٢) (٧ / ١٢) ـ بعد ذكر ستّة من الأحاديث المذكورة ـ : هذه الأحاديث يقوّي بعضها بعضاً ، وكلُّ طريق منها صالحة للاحتجاج فضلاً عن مجموعها ، وقد أورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات ، أخرجه من حديث سعد بن أبي وقّاص ، وزيد ابن أرقم ، وابن عمر ، مقتصراً على بعض طرقه عنهم ، وأعلّه ببعض من تكلّم فيه من رواته وليس ذلك بقادح لما ذكرت من كثرة الطرق ، وأعلّه أيضاً بأنّه مخالف للأحاديث الصحيحة الثابتة في باب أبي بكر ، وزعم أنّه من وضع الرافضة قابلوا به الحديث الصحيح في باب أبي بكر. انتهى. وأخطأ في ذلك خطأً شنيعاً ، فإنَّه سلك في ذلك ردَّ الأحاديث الصحيحة بتوهّمه المعارضة ـ بينها وبين ما ورد في أبي بكر ـ ، مع أنَّ الجمع بين القصّتين ممكن ، وقد أشار إلى ذلك البزّار في مسنده ، فقال : ورد من روايات أهل الكوفة بأسانيد حسان في قصّة عليٍّ ، وورد من روايات أهل المدينة في قصّة أبي بكر ، فإن ثبتت روايات أهل الكوفة فالجمع بينهما بما دلَّ عليه حديث أبي سعيد الخدري (٣) ، يعني الذي أخرجه الترمذي (٤) : أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : «لا يحلُّ لأحد أن يطرق هذا المسجد جُنباً غيري وغيرك». والمعنى : أنَّ باب عليٍّ كان إلى جهة

__________________

(١) منهم : أبو جعفر الطحاوي في مشكل الآثار ، ابن كثير في تاريخه [٧ / ٣٧٩ حوادث سنة ٤٠ ه‍] ، ابن حجر في غير واحد من كتبه [فتح الباري : ٧ / ١٥] ، السيوطي في اللآلئ [١ / ٣٤٦ ـ ٣٥١] ، القسطلاني في إرشاد الساري [٨ / ١٦٧] ، العيني في عمدة القاري [١٦ / ١٧٦]. (المؤلف)

(٢) فتح الباري : ٧ / ١٥.

(٣) مسند البزّار : ٤ / ٣٦ ح ١١٩٧.

(٤) سنن الترمذي : ٥ / ٥٩٧ ح ٣٧٢٧.

٢٩٧

المسجد ولم يكن لبيته بابٌ غيره ، فلذلك لم يُؤمر بسدِّه ، ويؤيِّد ذلك ما أخرجه إسماعيل القاضي في أحكام القرآن ، من طريق المطّلب بن عبد الله بن حنطب : أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يأذن لأحد أن يمرَّ في المسجد وهو جُنبٌ إلاّ لعليِّ بن أبي طالب ، لأنَّ بيته كان في المسجد.

ومحصَّل الجمع : أنَّ الأمر بسدِّ الأبواب وقع مرّتين : ففي الأولى استُثني عليٌّ لما ذُكر ، وفي الأخرى استُثني أبو بكر ، ولكن لا يتمّ ذلك إلاّ بأن يُحمل ما في قصّة عليٍّ على الباب الحقيقيِّ ، وما في قصّة أبي بكر على الباب المجازي ، والمراد به الخوخة كما صرّح به في بعض طرقه ، وكأنَّهم لمّا أُمروا بسدِّ الأبواب سدّوها وأحدثوا خوخاً يستقربون الدخول إلى المسجد منها ، فأُمروا بعد ذلك بسدِّها ، فهذه طريقةٌ لا بأس بها في الجمع بين الحديثين ؛ وبها جمع بين الحديثين المذكورين : أبو جعفر الطحاويّ في مشكل الآثار ، وهو في أوائل الثلث الثالث منه ، وأبو بكر الكلاباذي في معاني الأخبار ، وصرّح بأنَّ بيت أبي بكر كان له بابٌ من خارج المسجد وخوخة إلى داخل المسجد ، وبيت عليٍّ لم يكن له بابٌ إلاّ من داخل المسجد. والله أعلم.

وقال في القول المسدَّد (١) (ص ١٦) : قول ابن الجوزي في هذا الحديث : إنَّه باطلٌ وإنَّه موضوعٌ دعوى لم يستدلّ عليها إلاّ بمخالفة الحديث الذي في الصحيحين ، وهذا إقدامٌ على ردِّ الأحاديث الصحيحة بمجرّد التوهّم ، ولا ينبغي الإقدام على الحكم بالوضع إلاّ عند عدم إمكان الجمع ، ولا يلزم من تعذّر الجمع في الحال أنَّه لا يمكن بعد ذلك ، إذ فوق كلّ ذي علم عليم ، وطريق الورع مثل هذا أن لا يُحكم على الحديث بالبطلان ، بل يُتوقّف فيه إلى أن يظهر لغيره ما لم يظهر له.

وهذا الحديث من هذا الباب هو حديث مشهور ، له طرق متعدِّدة ، كلُّ طريق منها على انفراده لا تقصر عن رتبة الحسن ، ومجموعها ممّا يُقطع بصحّته على طريقة

__________________

(١) القول المسدّد : ص ١٩ و ٢٣ ، ٢٤.

٢٩٨

كثير من أهل الحديث ، وأمّا كونه معارضاً لما في الصحيحين فغير مسلّم ، ليس بينهما معارضة.

وقال في (ص ١٩) : هذه الطرق المتظافرة بروايات الثقات تدلُّ على أنَّ الحديث صحيح دلالة قويّة ، وهذه غاية نظر المحدِّث.

وقال في (ص ١٩) بعد الجمع بين القصّتين : وظهر بهذا الجمع أن لا تعارض ، فكيف يُدَّعى الوضع على الأحاديث الصحيحة بمجرّد هذا التوهّم؟ ولو فُتح الباب لردِّ الأحاديث لادُّعي في كثير من الأحاديث الصحيحة البطلان ، لكن يأبى الله ذلك والمؤمنون. انتهى.

وأمّا ما استصحّه من حديث الخلّة والخوخة فهو موضوعٌ تجاه هذا الحديث كما قال ابن أبي الحديد في شرحه (١) (٣ / ١٧) : إنَّ سدَّ الأبواب كان لعليٍّ عليه‌السلام فقلبته البكريّة إلى أبي بكر ، وآثارالوضع فيه لائحةٌ لا تخفى على المنقِّب.

منها : أنَّ الأخذ بمجامع هذه الأحاديث يعطي خُبراً بأنَّ سدَّ الأبواب الشارعة في المسجد كان لتطهيره عن الأدناس الظاهريّة والمعنويّة ، فلا يمرُّ به أحدٌ جُنباً ولا يجنب فيه أحدٌ.

وأمّا ترك بابه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وباب أمير المؤمنين عليه‌السلام فلطهارتهما عن كلِّ رجس ودنس بنصِّ آية التطهير ، حتى إنَّ الجنابة لا تحدث فيهما من الخبث المعنويِّ ما تحدث في غيرهما ، كما يعطي ذلك التنظير بمسجد موسى الذي سأل ربّه أن يطهِّره لهارون وذرّيته ، أو أنَّ ربّه أمره أن يبني مسجداً طاهراً لا يسكنه إلاّ هو وهارون ، وليس المراد تطهيره من الأخباث فحسب ، فإنَّه حكم كلِّ مسجد.

ويعطيك خبراً بما ذكرناه ما مرَّ في الأحاديث من : أنَّ أمير المؤمنين عليه‌السلام كان

__________________

(١) شرح نهج البلاغة : ١١ / ٤٩ خطبة ٢٠٣.

٢٩٩

يدخل المسجد وهو جُنب (١) ، وربما مرَّ وهو جُنبٌ (٢) ، وكان يدخل ويخرج منه وهو جُنبٌ (٣) ، وما ورد عن أبي سعيد الخدري من قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لا يحلُّ لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك» (٤).

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ألا إنَّ مسجدي حرامٌ على كلِّ حائض من النساء ، وكلِّ جُنُبٍ من الرجال ، إلاّ على محمد وأهل بيته : عليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين» (٥).

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ألا لا يحلُّ هذا المسجد لجُنب ولا لحائض إلاّ لرسول الله ، وعليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، ألا قد بيّنت لكم الأسماء أن لا تضلّوا». سنن البيهقي (٧ / ٦٥).

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليٍّ : «أمّا أنت فإنَّه يحلُّ لك في مسجدي ما يحلُّ لي ، ويحرم عليك ما يحرم عليَّ». فقال له حمزة بن عبد المطّلب : يا رسول الله أنا عمّك وأنا أقرب إليك من عليٍّ. قال : «صدقت يا عمّ ، إنَّه والله ما هو عنّي ، إنَّما هو عن الله تعالى» (٦).

__________________

(١) راجع حديث ابن عباس : ص ٢٠٥. (المؤلف)

(٢) راجع لفظ جابر بن سمرة : ص ٢٠٦. (المؤلف)

(٣) راجع ما مرّ من بريدة الأسلمي : ص ٢٠٨. (المؤلف)

(٤) أخرجه الترمذي في جامعه : ٢ / ٢١٤ [٥ / ٥٩٧ ح ٣٧٢٧] ، البيهقي في سننه : ٧ / ٦٦ ، البزّار [في مسنده : ٤ / ٣٦ ح ١١٩٧] ، ابن مردويه ، ابن منيع في مسنده ، البغوي في المصابيح : ٢ / ٢٦٧ [٤ / ١٧٥ ح ٤٧٧٤] ، ابن عساكر في تاريخه [١٢ / ١٨٥ ، وفي ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ـ الطبعة المحقّقة ـ : رقم ٣٣١] ، محبّ الدين في الرياض : ٢ / ١٩٣ [٣ / ١٤٠] ، ابن كثير في تاريخه : ٧ / ٣٤٢ [٧ / ٣٧٩ حوادث سنة ٤٠ ه‍] ، سبط ابن الجوزي في التذكرة : ص ٢٥ [ص ٤٢] ، ابن حجر في الصواعق [ص ١٢٣] ، ابن حجر في فتح الباري : ٧ / ١٢ [٧ / ١٥] ، السيوطي في تاريخ الخلفاء : ص ١١٥ [ص ١٦١] ، البَدَخشي في نُزُل الأبرار : ص ٣٧ [ص ٧٤] ، الحلبي في السيرة : ٣ / ٣٧٤ [٣ / ٣٤٧]. (المؤلف)

(٥) البيهقي في سننه : ٧ / ٦٥ ، الحلبي في السيرة : ٣ / ٣٧٥ [٣ / ٣٤٧]. (المؤلف)

(٦) أخرجه أبو نعيم في فضائل الصحابة ، ومن طريقه الحمّوئي في الفرائد [١ / ٢٠٦ ح ١٦١] في الباب ٤١. (المؤلف)

٣٠٠