الغدير في الكتاب والسنّة والأدب - ج ١

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب - ج ١

المؤلف:

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي


المحقق: مركز الغدير للدّراسات الإسلاميّة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
المطبعة: قلم
الطبعة: ١
الصفحات: ٧١٦
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب ـ العلّامة الأميني

١
 &

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب ـ العلّامة الأميني

٢
 &

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب ـ العلّامة الأميني

٣
 &

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب ـ العلّامة الأميني

٤
 &

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب ـ العلّامة الأميني

٥
 &

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب ـ العلّامة الأميني

٦
 &

کلمة المرکز

بِسْمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِیِم

الحمد الله ربّ العالمین والصلاة والسلام علیٰ سیّد المرسلین محمد وآله الطاهرین.

( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )

( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ).

صدق الله العلي العظیم

بین یديك أیّها القارئ الکریم موسوعة علمیة نادرة ، هي موسوعة الغدیر لمؤلّفها الشیخ عبد الحسین أحمد الأمیني النجفي . وهذه الموسوعة کما عرفها أرباب العلم والاختصاص من خبراء البحث والتحقیق التاریخي والروائي والتحلیل الموضوعي ، هي بحث علمي وتحقیق نادر یدور حول مسألة من أهم مسائل التاریخ البشري بصورة عامة والتاریخ الإسلامي بصورة خاصة ، وهو موضوع الإمامة والخلافة والولایة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فقد سجّل المؤرخون محطّتین بارزتین علی امتداد تاریخ الأمة الإسلامیة ، وهما ( بیعة الغدیر ) و ( بیعة السقیفة ) ، فکان لهذین الحدثین أثرهما وامتدادهما الفکري والسیاسي والحضاري في مسار الأمة ، فمنهما انطلق خطّان فکریّان واتجاهان

٧
 &

سیاسیّان : خطّ أهل البیت عليهم‌السلام والمشایعین لهم ، وخطّ آخر التزمه فریق ثانٍ من المسلمین ، فانطلق الخطّ الأوّل من الغدیر ( غدیر خم ) لیجري في عمق الحیاة الإسلامیة ، واندفع الثاني من السقیفة لیسیر إلی جنبه یهادنه تارة ویتقاطع معه تارة أخریٰ ، فتشهد الأُمّة حالات الصراع الفکري والسیاسي حیناً والدموي المؤسف حیناً آخر ، بل لم یشهد المسلمون مسألة أفرزت من الصراعات الفکریة والسیاسیة والعسکریة الداخلیة أکثر من مسألة الصراع بین نظریّتي السقیفة والغدیر .

السقیفة اصطلح علیها المنظّرون والباحثون فیما بعد بنظریة ( الشوریٰ ) ، وهي التي ولدت في السقیفة ، وانتهت إلی الرضا بالملك الوراثي وانتزاع السلطة بالقهر والغلبة ، ونظریّة ( النصّ ) التي صاغها البیان النبوي یوم الغدیر لتکون التفسیر الشرعي لاستحقاق الإمامة والولایة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وحوادث السقیفة ووقائعها لم تنلها محاولات التحریف والإخفاء من حیث وقوعها والنتائج التي خرج بها المجتمعون تحت ذلك السقف ، فقد دعمتها السلطة علیٰ تعاقب أجیالها ، وحتیٰ حین تحوّلت من الشوریٰ إلی الوراثة في عهد معاویة استفادت منها کأساس لمواجهة تیّار الغدیر الذي تحوّل إلیٰ معارض فکري وسیاسي لحالات الانحراف والتسلّط التي حلّت بالمسیرة الإسلامية .

أما ( بیعة الغدیر ) فقد واجهت مشکلتین أساسیتین هما :

مشکلة الإخفاء والتعتیم علیها من قبل البعض ، ومشکلة تفسیرها تفسیراً لا یتطابق وما حوته هذه الحادثة التاریخیة الخالدة من دلالة النصّ والقرینة . وفي ما ورد من أحادیث ومواقف نبویة في مناسبات متعددة نجد بیاناً وافیاً لإیضاح معنی الولایة الواردة في هذا الحدیث ، أنّها ولایة أمر الأمة ولیس النصرة والمحبة ، کحدیث الدار ، وحدیث المنزلة ، وحدیث : « لا یؤدّي عنّي إلّا عليّ » .

لذا فإنّ الباحث في بیعة الغدیر علیه أن ینهض بمهمّتین أساسیتین نهوضاً علمیاً

٨
 &

وهما : مهمّة الإثبات ، ومهمّة ماذا یعني البیان النبوي المبلّغ یوم الغدیر ؟

ولقد جری الباحث المحقّق الشیخ الأمیني ؛ علیٰ منهج البحث العلمي المتّفق علیه لدیٰ علماء الإسلام جمیعاً في إثبات ما یراد إثباته وفهم معناه من السنّة المطهّرة ، جریٰ علیٰ هذا المنهج في إثبات صحّة ما جاء من بیان نبويّ یوم الغدیر ، کما قام ببیان الدلالة والمقصود بهذا البیان ، فقام باستقراء مصادر النصّ المثبت لبیعة الغدیر ، والتحقیق الواسع العمیق والاستقراء الموضوعي الشامل الذي لم یلُذ في زوایا المصادر عنه إلّا التزر الیسیر من المؤیّدات لأدلّة الإثبات التي استوفاها في بحثه وتحقیقه .

إنّ الجهد العلمي الذي حوته موسوعة الغدیر شاهد علیٰ قدرة المؤلف وعلمیّة منهجه ، فقد تتبّع حادثة الغدیر والنصّ النبويّ الملقیٰ في جمع الحجیج من قبل النبيّ الکریم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منذ ساعة الإدلاء بادئاً باستقراء رواة الغدیر منذ جیل الصحابة ثم التابعین ، ثم تابع النقل عن طریق طبقات الرواة والحفّاظ وأئمّة الحدیث المتّصلة بعصر التابعین جمیلاً بعد جیل وقرناً بعد قرن ، معرّفاً برجال السند وموثّقاً بحثه بأدلّة الإثبات المجمع علیها وموظّفاً شهادات علماء الرجال وأئمة الحدیث من غیر الشیعة للاستدلال علی تواتر حدیث الغدیر وبلوغه أعلیٰ مراحل التواتر المعتبرة في اصطلاح علماء الحدیث .

وکما استوفی البحث أدلّة الإثبات وإقامة الشهود علیٰ صدق بیعة الغدیر ، قام بتحلیل محتوی النصّ وتفسیر دلالة المقام النبوي ، مستعیناً بمنهج البحث العلمي المعتمد لدی الفقهاء وعلماء أصول الفقه في دراسة النصّ وتحلیله لغویاً وتعضید الفهم والتحلیل بالعدید من القرائن المفسّرة لإثبات المراد النبوي من عبارة : « من کنت مولاه فعليّ مولاه » بعد أن تحوّل النزاع عند من لم يستطع نفي البیان النبوي ، تحوّل إلی نزاع حول دلالة الحدیث ، فَفُسِّر بالنصرة والمحبّة ولیس بولایة الأمر التي تعني الإمامة والخلافة .

٩
 &

وفیما عرضه الباحث من تحلیل ونقاش واستدلال ما یخرج إجمال اللفظ إلیٰ مُبَیَّن الدلالة المساوقة لدلالة النصّ بالوضع اللغوي علیٰ مراد الرسول الهادي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فاستطاع بما بذل من جهد علمي واستدلال موضوعي أن یقدّم إقناعاً للقارئ مؤهّلاً لتطویق ما جریٰ في السقیفة من بیعة وامتداد فکري وسیاسي ، سواءً استند علیٰ دعویٰ غیاب النصّ أو الاجتهاد في فهم الدلالة ، مستدلّاً بفهم الإمام عليّ ابن أبي طالب عليه‌السلام وطلیعة من الصحابة ، واحتجاجه بذلك الفهم ومطالبته بالخلافة ومناشدته شهود الغدیر للإدلاء بشهاداتهم .

وفي فصول الکتاب نقرأ الحوار والمناقشة العقیدیة والدفاع عن الفکر الشیعي ومواجهة التهم والشبهات المتراکمة عبر قرون من الصراع الفکري والسیاسي ، ولما حوته هذه الموسوعة العلمیة من ثقافة الفکر والتراث والأدب استطاعت أن تحتلّ مکانتها بین مراجع الفکر والثقافة والمعرفة الإسلامیة .

ومرکز الغدیر الذي أُسِّسَ بقرار وتبنٍّ من قِبل سماحة آیة الله المجاهد قائد الأمّة الإسلامیة وولي أمرها السید علي الحسیني الخامنئي ـ حفظه الله تعالی ـ لینهض بمهمة التعریف بمنهج أئمة أهل البیت عليهم‌السلام وعلومهم ومعارفهم الإسلامیة ، وتسلیط الأضواء علی المساحات المعتمة من مواطن الخلاف بین الفرق والمذاهب الإسلامیة ، لیُسجِّل کلمة الشکر والتقدیر الفائقین لعنایة سماحته وأمره بإعادة طبع وتحقیق وضبط ومراجعة هذا السِفر القیِّم نظراً لما حوی من بحث علمي ومنهجیة موضوعیة واستدلال رصین وحوار موثّق جعل منه مصدراً علمیاً مؤهّلاً لخدمة الحقیقة وتوفیر رؤیة علمیة مشترکة بین المسلمین لأخطر قضیة واجهتها الأمّة الإسلامیة عبر تأریخها المریر.

عمل المرکز في موسوعة الغدیر :

لقد ترکز جهد العاملین في هذه الموسوعة علی المجالات الآتیة :

١ ـ معالجة لنصّ الکتاب وتقویمه من النواحي اللغویة والنحویة والإملائیة

١٠
 &

والعروضیة ، وإصلاح الأخطاء والسقطات الطباعیة ، أو تلك التي سها عنها القلم الشریف للمؤلف قدس‌سره .

٢ ـ شرح المفردات اللغویة التي رأینا أنها تحتاج إلی إیضاح .

٣ ـ إعادة تقطیع النصّ ووضع علامات ترقیم جدیدة في بعض الموارد التي رأینا أنّها بحاجة إلیٰ ذلك ، کالفارزة المنقوطة قبل الجمل التعلیلیّة والمفسَّرة .

٤ ـ تخریج وتوثیق المعلومات والنصوص والروایات الواردة في الکتاب ، وذکر الطبعات الجدیدة والمتداولة للمصادر التي اعتمدها المؤلف .

٥ ـ مقابلة نصوص الکتاب علی ما وردت في مصادرها من أجل ضبطها ، والتعلیق في الموارد التي تحتاج إلیٰ ذلك .

منهج العمل :

١ ـ أدمجنا هوامشنا مع هوامش المؤلف قدس‌سره مع التنبیه علی هوامش المؤلف بکلمة ( المؤلف ) وترکنا هوامشنا بدون علامة .

٢ ـ ذکرنا الطبعات الجدیدة للمصادر المعتمدة في الکتاب ، وإذا لم یکن متداولاً ـ حسب اطلاعنا ـ سوی الطبعات القدیمة التي اعتمدها المؤلف فلا یشار إلیها إلّا في الحالات التي أوردها المؤلف دون ذکر الجزء والصحیفة .

٣ ـ حصرنا الإضافات التي ذکرناها علی متن الغدیر بین معقوفین [ ] مع الإشارة إلیٰ مصدرها أو سببها . وحصرنا النصوص المنقولة عن المعصومین عليهم‌السلام بین قوسین صغیرین « » والآیات القرآنیة بین قوسین مزهّرین ( ) ، وترکنا النصوص الأخری المنقولة بدون تعلیم .

٤ ـ أصلحنا الأخطاء والاشتباهات الواردة في نقل النصوص في محلّها دون الإشارة إلیٰ ذلك ، إلّا في حالات نادرة وحسبما تقتضي الضرورة .

١١
 &

٥ ـ اعتمدنا في عملنا الطبعة الثانیة ـ الطبعة المتداولة ـ من کتاب الغدیر لاشتمالها علیٰ إضافات استدرك بها المؤلف علی الطبعة الأولیٰ ، کما أننا رجعنا إلی الطبعة الأولیٰ في الحالات التي یُظَنُّ فیها بوجود کلمات أو عبارات ساقطة أو أخطاء في الطبعة الثانیة .

٦ ـ اشتملت هذه الطبعة علی ملاحظات قیّمة وتعلیقات مهمّة واستدراکات علی المؤلف للمحقّق الخبیر سماحة السیّد عبد العزیز الطباطبائي الذي واکب العمل وأشرف علیٰ سیره منذ خطواته الأولیٰ ، فکان لجهود سماحته الدور المشکور في التقاط المؤیِّدات وإضافتها مؤشَّرة في مواقعها من الکتاب . وقد میّزنا تعلیقات سماحته واستدراکاته بکلمة ( الطباطبائي ) .

٧ ـ حصرنا إضافاتنا علیٰ هوامش المؤلف بین معقوفین سواء کانت هذه الإضافة تخریجة أو تعلیقة لنا .

٨ ـ أبقینا أرقام الأجزاء والصحائف التي أحال بها المؤلف علی حالها ، ویمکن للقارئ الرجوع فیها إلیٰ رقم التسلسل للطبعات السابقة المذکور في حاشیة الکتاب ، أمّا إحالاتنا فذکرنا فیها رقم التسلسل للطبعة الجدیدة .

٩ ـ أشرنا إلیٰ طبعات المصادر في الهامش في الحالات التي یکون النصّ غیر موجود في الطبعة المعتمدة لدینا .

١٠ ـ الرسائل والتقاریظ الواردة إلی المؤلف بعد صدور‌الطبعة الأولیٰ والطبعة الثانیة للکتاب موزّعةً علیٰ أجزائه ، قمنا بجمعها لتطبع ضمن الجزء المستقل الذي یحمل رقم صفر ، والذي سیحتوي علی مقدمة وافیة لکتاب الغدیر وحیاة المؤلف قدس‌سره إن شاء الله .

وفي الختام فإنّنا ندعو أرباب العلم والثقافة من مختلف الاتجاهات والقناعات

١٢
 &

الإسلامیة إلیٰ دراسة هذا السَّفر القیّم والتأمّل بما فیه تأمّلاً موضوعیّاً ، راجین أن یکون هذا المشروع الثقافي مصدراً لتصحیح الکثیر من الشبهات والقناعات التي کوّنتها ظروف الإساءة إلی الحقیقة ؛ لیکون هذا الجهد العلمي أساساً للتلاقي والتقریب بین المسلمین .

ولا بدّ لنا من أن نسجّل کلمة الشکر والتقدیر للاهتمام والرعایة الأبویة والمتابعة التي أولاها سماحة آیة الله السید محمود الهاشمي المشرف العام علیٰ مرکز الغدیر لهذا الکتاب ، والتي ساهمت في إیصاله إلی المستوی الذي أخرج به .

ونسجّل شکرنا أیضاً لسماحة الشیخ خالد أبا ذر ، الذي کان لإشرافه المباشر وتدخّله في توجیه العمل الأثر الطیّب في إنجاز المشروع .

کما ننوّه بالجهود التي بذلها العاملون في تحقیق هذا الکتاب وإخراج مادّته العلمیة بصیغتها الفنیّة ، ومواصلة العمل وفق الخطة المرسومة لهذا المشروع العلمي .

والله نسأل أن یتقبّل جهد المؤلف بقبولٍ حسن ویمنّ علیه بواسع الرحمة والمغفرة .

مرکز الغدیر للدراسات الاسلامیة

١٣
 &

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب ـ العلّامة الأميني

١٤
 &

البلاغ المبين بلسان النبي الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

« عنوان صحيفة المؤمن : حبّ عليّ بن أبي طالب » (١)

« من سرّه أن يحيىٰ حياتي ويموت مماتي ويسكن جنّة عدن غرسها ربّي ، فليوال علياً من بعدي ، وليوال وليّه ، وليقتد بالأئمة من بعدي ، فإنَّهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، رُزقوا فهماً وعلماً ، وويل للمكذّبين بفضلهم من أمّتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي » (٢)

___________________________________

(١) أخرجه الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخه : ٤ / ٤١٠. ( المؤلف )

(٢) أخرجه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء : ١ / ٨٠. ( المؤلف )

١٥
 &

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب ـ العلّامة الأميني

١٦
 &

الإهداء

لم أجد أحداً أولىٰ بإهداء كتابي هذا إليه من صاحبه ، حامل عبء الولاية الكبرى .. أمير المؤمنين صلوات الله عليه .

يا صاحب الولاية وسيّد الأُمَّة وأبا الأئمّة ، ( يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّـهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ )

أُهديك كتابي هذا ، وهو بضاعتي المزجاة ، وصحائف ولائي الخالص ، فتفضّل عليَّ بالقبول ، وأحسن إليَّ إنَّ الله يحبّ المحسنين.



عبد الحسين أحمد الأميني

١٧
 &

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب ـ العلّامة الأميني

١٨
 &



بِسْمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِیِم

الحمد لوليّه ، والصلاة علىٰ نبيّه ، وآله الأئمة ، وأولياء الأُمّة

( هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ )

حديث النبأ العظيم في غدير خُمّ حديث الدعوة الإلٰهيّة ، حديث الولاية الكبرىٰ ، حديث إكمال الدين ، وإتمام النعمة ، ورضا الربّ علىٰ ما نزل به كتاب الله المبين ، وتواترت به السنّة النبويّة ، وتواصلت حلقات أسانيده منذ عهد الصحابة والتابعين إلى اليوم الحاضر ، وما حوله من حقائق ناصعة تتعلّق بالمتن أو الإسناد ، وإرحاض ما هنالك من جلبة وتركاض ، حتىٰ يتجلّىٰ للقارئ الحقّ الصراح بأجلىٰ مظاهره .

وجُلّ قصدنا من إرداف ذلك بتراجم شعراء الغدير وشعرهم فيه علىٰ ترتيب القرون الهجريّة إثبات شهرة الحديث وتواتره في كلّ جيل ، وأنَّه من أظهر ما تلوكه الأشداق نظماً ونثراً ، وتأتي هذه كلها في ستّة عشر جزءاً .

وإنّا نعدّ ذلك كله خدمةً للدين ، وإعلاءً لكلمة الحقّ ، وإحياءً للأُمّة الإسلامية ، وإشادةً بالذكر العلويّ الخالد ، وولاءً لصاحب الولاية ، وأستمدُّ من المولىٰ سبحانه أن يمدّني بإنجاز ما أعده ، وتحقيق ما أضمره ، وله الحمد أوّلاً وآخراً .

الأميني

١٩
 &

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب ـ العلّامة الأميني

٢٠