الغدير في الكتاب والسنّة والأدب - ج ٣

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب - ج ٣

المؤلف:

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي


المحقق: مركز الغدير للدّراسات الإسلاميّة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
المطبعة: باقري
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٧٦

وقول المطّلب بن عبد الله بن حنطب : إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يكن أذِن لأحد أن يمرَّ في المسجد ولا يجلس فيه وهو جُنبٌ ، إلاّ عليّ بن أبي طالب لأنَّ بيته كان في المسجد (١).

أخرجه الجصّاص بالإسناد ، فقال : فأخبر في هذا الحديث بحظر النبيِّ صلى الله عليه وسلم الاجتياز كما حظر عليهم القعود ، وما ذكر من خصوصيّة عليّ رضى الله عنه فهو صحيحٌ ، وقول الراوي : لأنّه كان بيته في المسجد ظنٌّ منه ؛ لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قد أمر في الحديث الأوّل بتوجيه البيوت الشارعة إلى غيره ، ولم يبح لهم المرور لأجل كون بيوتهم في المسجد ، وإنَّما كانت الخصوصيّة فيه لعليّ رضى الله عنه دون غيره ، كما خصّ جعفر بأنَّ له جناحين في الجنّة دون سائر الشهداء ، وكما خصّ حنظلة بغسل الملائكة له حين قُتل جُنباً ، وخصّ دحية الكلبي بأنَّ جبريل كان ينزل على صورته ، وخصّ الزبير بإباحة ملبس الحرير لَمّا شكا من أذى القمّل ، فثبت بذلك أنَّ سائر الناس ممنوعون من دخول المسجد مجتازين وغير مجتازين. انتهى.

فزبدة المخض من هذه كلّها : أنَّ إبقاء ذلك الباب والإذن لأهله بما أذِن الله لرسوله ـ ممّا خصّ به ـ مبتنٍ على نزول آية التطهير النافية عنهم كلَّ نوع من الرجاسة.

ويشهد لذلك حديث مناشدة يوم الشورى ، وفيه قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : «أفيكم أحد يطهِّره كتاب الله غيري حتى سدَّ النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبواب المهاجرين جميعاً وفتح بابي إليه حتى قام إليه عمّاه حمزة والعبّاس ، وقالا : يا رسول الله سددت أبوابنا وفتحت باب عليّ ، فقال النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما أنا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم ، بل الله فتح بابه وسدَّ أبوابكم؟». فقالوا : لا.

__________________

(١) أخرجه الجصّاص في أحكام القرآن : ٢ / ٢٤٨ [٢ / ٤٠٢] ، والقاضي إسماعيل المالكي في أحكام القرآن كما في القول المسدّد لابن حجر : ص ١٩ [ص ٢٤] وقال : مرسل قويّ ، ويوجد في تفسير الزمخشري : ١ / ٣٦٦ [الكشّاف : ١ / ٥١٤] ، وفتح الباري : ٧ / ١٢ [٧ / ١٥] ، ونُزُل الأبرار : ص ٣٧ [ص ٧٤]. (المؤلف)

٣٠١

ولم يكن أبو بكر من أهل هذه الآية حتى يُفتح له بابٌ أو خوخةٌ ، فالفضل مخصوصٌ بمن طهَّره الكتاب الكريم.

ومنها : أنَّ مقتضى هذه الأحاديث أنَّه لم يبقَ بعد قصّة سدِّ الأبواب بابٌ يُفتح إلى المسجد سوى باب الرسول العظيم وابن عمِّه ، وحديث خوخة أبي بكر يصرِّح بأنَّه كانت هناك أبوابٌ شارعة ، وسيوافيك البعد الشاسع (١) بين القصّتين.

وما ذكروه من الجمع بحمل الباب في قصّة أمير المؤمنين عليه‌السلام على الحقيقة وفي قصّة أبي بكر على التجوّز بإطلاقه على الخوخة ، وقولهم : كأنَّهم (٢) لمّا أُمروا بسدِّ الأبواب سدّوها ، وأحدثوا خوَخاً يستقربون الدخول إلى المسجد منها ، فأُمروا بعد ذلك بسدِّها ، تبرُّعيّ (٣) لا شاهد له ، بل يكذِّبه أنَّ ذلك ما كان يتسنّى لهم نصب عين النبيِّ ، وقد أمرهم بسدِّ الأبواب لئلاّ يدخلوا المسجد منها ، ولا يكون لهم ممرٌّ به ، فكيف يمكنهم إحداث ما هو بمنزلة الباب في الغاية المبغوضة للشارع؟ ولذلك لم يترك لعمّيه حمزة والعبّاس ممرّا يدخلان منه وحدهما ويخرجان منه ، ولم يترك لمن أراد كوّةً يشرف بها على المسجد ، فالحكم الواحد لا يختلف باختلاف أسماء الموضوع مع وحدة الغاية ، وإرادة الخوخة من الباب لا تبيح المحظور ولا تغيِّر الموضوع.

ومنها : ما مرّ (ص ٢٠٤) من قول عمر بن الخطّاب في أيّام خلافته : لقد أُعطي عليُّ بن أبي طالب ثلاث خصال لَأن تكون لي خصلةٌ منها أحبّ إليَّ من أن أُعطى حُمر النعم. الحديث.

ومثله قول عبد الله بن عمر في صحيحته التي أسلفناها بلفظه (ص ٢٠٣). فتراهما يعدّان هذه الفضائل الثلاث خاصّة لأمير المؤمنين لم يحظ بهنّ غيره ، لا سيّما

__________________

(١) يأتي أنّ الأوّل في أوّل الأمر ، والآخر في مرضه حين بقي من عمره ثلاثة أيّام أو أقل. (المؤلف)

(٢) تجد هذه العبارة في فتح الباري : ٧ / ١٢ [٧ / ١٥] ، عمدة القاري : ٧ / ٥٩٢ [١٦ / ١٧٦] ، نُزُل الأبرار : ص ٣٧ [ص ٧٤]. (المؤلف)

(٣) خبر لقوله السابق : وما ذكروه. والجمع التبرّعي هو الجمع الاستحساني الذي لا دليل عليه.

٣٠٢

أنّ ابن عمر يرى في أوّل حديثه أنّ خير الناس بعد رسول الله : أبو بكر ثمَّ أبوه ، لكنَّه مع ذلك لا يشرك أبا بكر مع أمير المؤمنين عليه‌السلام في حديث الباب ولا الخوخة.

فلو كان لحديث أبي بكر مقيلٌ من الصحّة في عصر الصحابة المشافهين لصاحب الرسالة صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والسامعين حديثه لَما تأتّى منهما هذا السياق.

على أنَّ هذه الكلمة على فرض صدورها منه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صدرت أيّام مرضه ، فما الفرق بينها وبين حديث الكتف والدواة المرويِّ في الصحاح والمسانيد؟ فلما ذا يؤمن ابن تيميّة ببعض ويكفر ببعض؟

وشتّان بين حديث الكتف والدواة وبين فتح الخوخة لأبي بكر ، فإنَّ الأوّل كما هو المتسالم عليه وقع يوم الخميس ، وحديث ابن عبّاس : يوم الخميس وما يوم الخميس؟! لا يخفى على أيِّ أحد. فأجازوا حوله ما قيل فيه والنبيُّ يخاطبهم ويقول : «لا ينبغي عندي تنازعٌ ، دعوني فالذي أنا فيه خيرٌ ممّا تدعونني إليه». وأوصى في يومه ذلك بإخراج المشركين من جزيرة العرب ، وإجازة الوفد بنحو ما كان يجيزهم (١) ، فلم يقولوا في ذلك كلّه ما قيل في حديث الكتف والدواة.

وأمّا حديث سدِّ الخَوخات ففي اللمعات : لا معارضة بينه وبين حديث أبي بكر ، لأنَّ الأمر بسدِّ الأبواب وفتح باب عليٍّ كان في أوّل الأمر عند بناء المسجد ، والأمر بسدِّ الخَوخات إلاّ خَوخة أبي بكر كان في آخر الأمر في مرضه حين بقي من عمره ثلاثة أو أقل (٢).

وقال العيني في عمدة القاري (٣) (٧ / ٥٩٢) : إنّ حديث سدِّ الأبواب كان في آخر حياة النبيِّ ، في الوقت الذي أمرهم أن لا يؤمّهم إلاّ أبو بكر. والمتَّفق عليه من يوم

__________________

(١) طبقات ابن سعد : ص ٧٦٣ [٢ / ٢٤٢]. (المؤلف)

(٢) راجع هامش جامع الترمذي : ٢ / ٢١٤. (المؤلف)

(٣) عمدة القاري : ١٦ / ١٧٦.

٣٠٣

وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم الإثنين ، فعلى هذا يقع حديث الخَوخة يوم الجمعة أو السبت ، وبطبع الحال إنَّ مرضه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يشتدّ كلّما توغّل فيه ، فما بال حديث الخوخة لم يحظَ بقسطٍ ممّ أحظي به حديث الكتف والدواة عند المقدِّسين لمن قال قوله فيه؟ أنا أدري لِمَ ذلك ، والمنجِّم يدري ، والمغفَّل أيضاً يدري ، وابن عبّاس أدرى به حيث يقول : الرزيّة كلُّ الرزيّة ما حال بين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب ، من اختلافهم ولغطهم.

وممّا كذّبه ابن تيميّة (١) من الحديث ، قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أنت وليُّ كلِّ مؤمن بعدي». قال : فإنَّ هذا موضوع باتِّفاق أهل المعرفة بالحديث.

الجواب : كان حقّ المقام أن يقول الرجل : إنَّ هذا صحيح باتِّفاق أهل المعرفة ، غير أنّه راقه أن يموِّه على صحّته ويشوِّهه ببهرجته كما هو دأبه ، أفهل يحسب الرجل أنَّ من أخرج هذا الحديث من أئمّة فنِّه ليسوا من أهل المعرفة بالحديث؟ وفيهم إمام مذهبه أحمد بن حنبل (٢) ، أخرجه بإسناد صحيح ، رجاله كلّهم ثقات ، قال : حدّثنا عبد الرزاق ، حدّثنا جعفر بن سليمان ، حدّثني يزيد الرشك ، عن مطرف بن عبد الله ، عن عمران بن حصين ، قال : بعث رسول الله سريّة وأمّر عليها عليَّ بن أبي طالب ، فأحدث شيئاً في سفره ، فتعاقد أربعة من أصحاب محمد أن يذكروا أمره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال عمران : وكنّا إذا قدمنا من سفر بدأنا برسول الله فسلّمنا عليه ، قال : فدخلوا عليه فقام رجلٌ منهم ، فقال : يا رسول الله إنَّ عليّا فعل كذا وكذا فأعرض عنه. ثمَّ قام الثاني فقال : يا رسول الله إنَّ عليّا فعل كذا وكذا فأعرض عنه. ثمَّ قام الثالث فقال : يا رسول الله إنَّ عليّا فعل كذا وكذا. ثمّ قام الرّابع فقال : يا رسول الله إنَّ عليّا فعل كذا وكذا.

__________________

(١) منهاج السنّة : ٤ / ١٠٣.

(٢) مسند أحمد : ٥ / ٦٠٦ ح ١٩٤٢٦.

٣٠٤

قال : فأقبل رسول الله على الرابع وقد تغيّر وجهه وقال : «دعوا عليّا ، دعوا عليّا ، دعو عليّا ، إنّ عليّا منّي وأنا منه ، وهو وليُّ كلِّ مؤمن بعدي».

وأخرجه الحافظ أبو يعلى الموصلي (١) ، عن عبيد الله بن عمر القواريري ، والحسن بن عمر الجرمي ، والمعلّى بن مهدي ، كلّهم عن جعفر بن سليمان.

وأخرجه (٢) ابن أبي شيبة ، وابن جرير الطبري وصحّحه ، وأبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (٦ / ٢٩٤) ، ومحبّ الدين الطبري في الرياض النضرة (٢ / ١٧١) ، والبغوي في المصابيح (٢ / ٢٧٥) ولم يذكر صدره ، وابن كثير في تاريخه (٧ / ٣٤٤) ، والسيوطي ، والمتّقي في الكنز (٦ / ١٥٤ ، ٣٠٠) وصحّحه ، والبَدَخشي في نُزُل الأبرار (ص ٢٢).

صورة أخرى :

«ما تريدون من عليٍّ؟! ما تريدون من عليٍّ؟! ما تريدون من عليٍّ؟! إنَّ عليّا منّي وأنا منه ، وهو وليُّ كلِّ مؤمن بعدي».

أخرجه بهذا اللفظ (٣) : الترمذي في جامعه (٢ / ٢٢٢) بإسناد صحيح رجاله كلّهم ثقات ، وكذلك النسائي في الخصائص (ص ٢٣) ، الحاكم النيسابوري في المستدرك (٣ / ١١١) (٤) وصحّحه وأقرّه الذهبي ، أبو حاتم السجستاني ، محبّ الدين في

__________________

(١) مسند أبي يعلى : ١ / ٢٩٣ ح ٣٥٥.

(٢) المصنّف : ١٢ / ٨٠ ح ١٢١٧٠ ، الرياض النضرة : ٣ / ١١٦ ، مصابيح السنّة : ٤ / ١٧٢ ح ٤٧٦٦ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٨١ حوادث سنة ٤٠ ه‍ ، جامع الأحاديث : ٤ / ٣٥٢ ح ١٢١٠١ ، كنز العمّال : ١١ / ٦٠٨ ح ٣٢٩٤٠ ، نُزُل الأبرار : ص ٥٦.

(٣) سنن الترمذي : ٥ / ٥٩٠ ح ٣٧١٢ ، خصائص أمير المؤمنين : ص ١٠٩ ح ٨٩ ، وفي السنن الكبرى : ٥ / ١٣٢ ح ٨٤٧٤ ، المستدرك على الصحيحين : ٣ / ١١٩ ح ٤٥٧٩ ، وكذا في تلخيصه ، الرياض النضرة : ٣ / ١١٥ ، كنز العمّال : ١١ / ٥٩٩ ح ٣٢٨٨٣ ، نُزُل الأبرار : ص ٥٥.

(٤) لفظة : ما تريدون من عليّ ، في لفظ الحاكم غير مكرّرة. (المؤلف)

٣٠٥

الرياض (٢ / ٧١) ، ابن حجر في الإصابة (٢ / ٥٠٩) وقال : إسنادٌ قويٌّ ، السيوطي في الجمع كما في ترتيبه (٦ / ١٥٢) ، البَدَخشي في نُزُل الأبرار (ص ٢٢).

إسناد آخر :

أخرج (١) أبو داود الطيالسي ، عن شعبة ، عن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عبّاس : أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعليٍّ : «أنت وليُّ كلِّ مؤمن بعدي». تاريخ ابن كثير (٧ / ٣٤٥) ، والإسناد كما مرَّ غير مرّة صحيح ، رجاله كلّهم ثقات.

فإن كان هؤلاء الحفّاظ والأعلام خارجين عن أهل المعرفة بالحديث فعلى إسلام ابن تيميّة السلام ، وإن كانوا غير داخلين في الاتِّفاق فعلى معرفته العفاء. وإن كان لم يُحِط خُبراً بإخراجهم الحديث حين قال ما قال ، فَزِهْ بطول باعه في الحديث. وإن لم يكن لا ذاك ولا هذا فمرحباً بصدقه وأمانته على ودائع النبوّة.

هذه نبذة يسيرة من مخاريق ابن تيميّة ، ولو ذهبنا إلى استيفاء ما في منهاج بدعته من الضلالات ، والأكاذيب ، والتحكّمات ، والتقوّلات ، فعلينا أن نعيد استنساخ مجلّداته الأربع ونردفها بمجلّدات في ردِّها ، ولم أجد بياناً يعرب عن حقيقة الرجل ويمثِّلها للملإ العلميِّ ، غير أنّي أقتصر على كلمة الحافظ ابن حجر في كتابه الفتاوى الحديثية (٢) (ص ٨٦) قال : ابن تيميّة عبدٌ خذله الله وأضلّه وأعماه وأصمّه وأذلّه ، وبذلك صرّح الأئمّة الذين بيّنوا فساد أحواله وكذب أقواله ، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتَّفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبي الحسن السبكي وولده التاج والشيخ الإمام العزّ بن جماعة ، وأهل عصرهم وغيرهم من الشافعيّة والمالكيّة والحنفيّة ، ولم يقصر اعتراضه على متأخِّري الصوفيّة ، بل اعترض على مثل عمر بن الخطّاب وعليِّ بن أبي طالب رضي الله عنهما.

__________________

(١) مسند أبي داود الطيالسي ص ٣٦٠ ح ٢٧٥٢ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٨١ حوادث سنة ٤٠ ه‍.

(٢) الفتاوى الحديثية : ص ١١٤.

٣٠٦

والحاصل : أن لا يُقام لكلامه وزنٌ بل يُرمى في كلِّ وعرٍ وحزَن ، ويُعتقد فيه أنَّه مبتدعٌ ضالٌّ مضلٌّ غالٍ ، عامله الله بعدله ، وأجارنا من مثل طريقته وعقيدته وفعله ، آمين. إلى أن قال : إنَّه قائلٌ بالجهة ، وله في إثباتها جزءٌ ، ويلزم أهل هذا المذهب الجسميّة والمحاذاة والاستقرار ، أي فلعلّه في بعض الأحيان كان يصرِّح بتلك اللوازم فنُسبت إليه ، سيّما ومن نسب إليه ذلك من أئمّة الإسلام المتَّفق على جلالته وإمامته وديانته ، وإنَّه الثقة العدل المرتضى المحقِّق المدقِّق ، فلا يقول شيئاً إلاّ عن تثبّت وتحقّق ومزيد احتياطٍ وتحرٍّ ، سيّما إن نسب إلى مسلم ما يقتضي كفره وردّته وضلاله وإهدار دمه.

(وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ* يَسْمَعُ آياتِ اللهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) (١)

٧ ـ

البداية والنهاية (٢)

لا تنسَ ما لهذا الكتاب من التولّع في الفرية والتهالك دون القذائف والشتائم والطعن من غير مبرّر ، وإنَّ رميّة (٣) كلّ هاتيك الطامّات الشيعة لا غيرهم ؛ وبذلك أخرج كتابه من بساطة التاريخ إلى هملجة التحامل ، والنعرات القومية (٤) ، والنزول على حكم العاطفة ، إلى غيرها مما يوجب تعكير الصفو وإقلاق السلام وتفريق الكلمة.

زد على ذلك محادّته لأهل البيت عليهم‌السلام ونصبه العداء لهم ، حتى إذا وقف على فضيلة

__________________

(١) الجاثية : ٧ ، ٨.

(٢) تأليف الحافظ عماد الدين أبي الفداء بن كثير الدمشقي : المتوفّى ٧٧٤. (المؤلف)

(٣) الرميّة : هي ما يكون هدفاً للرامي.

(٤) مراد المؤلف قدس‌سره من ذلك التعصّب للرأي الذي يجتمع عليه القوم أو الجماعة.

٣٠٧

صحيحة لأحدهم ، أو جرى ذكر أوحديّ منهم ، قذف الأولى بالطعن والتكذيب وعدم الصحّة ، وشنّ على الثاني غارة شعواء ، كلّ ذلك بعد نزعته الأمويّة الممقوتة. وإليك نماذج ممّا ذكر :

١ ـ قال : ذكر ابن إسحاق وغيره من أهل السير والمغازي : أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بينه ـ يعني عليّا ـ وبين نفسه ، وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة لا يصحُّ شيء منها لضعف أسانيدها وركّة بعض متونها ، قاله في (١) (٧ / ٢٢٣) ، وقال في (ص ٣٣٥) ـ بعد روايته من طريق الحاكم ـ : قلت : وفي صحّة هذا الحديث نظر.

الجواب : إنَّ القارئ إذا ما راجع ما مرّ في (ص ١١٢ ـ ١٢٥ و ١٧٤) ، ووقف هناك على طرق الحديث الكثيرة الصحيحة ، وثقة رجالها ، وإطباق الأئمّة والحفّاظ وأرباب السير على إخراجه وتصحيحه ، يعرف قيمة كلمة الرجل ومحلّه من الصدق ، ويعلم أن لا وجه للنظر فيه إلاّ بواعث ابن كثير ، واندفاعه إلى مناوأة أهل البيت ، الناشئ عن نزعته الأمويّة ، والمتربّي في عاصمة الأمويِّين ، المتأثِّر بنزعاتهم الأهوائيّة ، لا ينقطع عن الوقيعة في مناقب سيّد هذه الأمّة بعد نبيِّها المتسالم عليها ، فدعه وتركاضه مع الهوى.

٢ ـ ذكر حديث الطير المتواتر الصحيح ، الذي خضع لتواتره وصحّته أئمّة الحديث ، ثمَّ تخلّص منه بقوله (٢) (ص ٣٥٣) : وبالجملة ففي القلب من صحّة هذا الحديث نظرٌ وإن كثرت طرقه ، والله أعلم.

الجواب : هذا قلبٌ طبع الله عليه ، وإلاّ فما وجه ذلك النظر بعد تمام شرائط الصحّة فيه؟! وليس من البدع أن يكون أيُّ أحدٍ من الناس أحبَّ الخلق إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وليس لأحد حقّ النقد ولا الاعتراض عليه ، فكيف بمثل أمير المؤمنين عليه‌السلام

__________________

(١) البداية والنهاية : ٧ / ٢٥٠ حوادث سنة ٣٥ ه‍ ، ص ٣٧١ حوادث سنة ٤٠ ه‍.

(٢) البداية والنهاية : ص ٣٩٠ حوادث سنة ٤٠ ه‍.

٣٠٨

الذي لا تُنكر سابقته وفضائله ، وهو نفسه ، وابن عمِّه ، وأخوه من دون الناس ، وزُلفته إليه ، وقربه منه ، ومكانته واختصاصه به ، وتهالكه دون دينه الحنيف ، كلّها من الواضح الذي لا يجلّله أيُّ ستار. وسنوقفك على الحديث وطرقه المتكثّرة الصحيحة ، ونعرِّفك هناك أنَّ النظر في صحّته شارة الأمويّة ، وسمة رَيْن (١) القلب ، واتِّباع الهوى.

٣ ـ قال : وما يتوهّمه بعض العوام بل هو مشهورٌ بين كثير منهم : أنّ عليّا هو الساقي على الحوض فليس له أصلٌ ، ولم يجئ من طريق مرضيٍّ يُعتمد عليه ، والذي ثبت : أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يسقي الناس (٢) (٧ / ٣٥٥).

الجواب : لا يحسب القارئ أنّ هذا وهمٌ من رأي العوام فحسب ، وقد أفك الرجل في حكمه الباتّ ، وقد جاء الحديث بطريق مرضيٍّ يُعتمد عليه ، وأخرجه الحفّاظ الأثبات مخبتين إليه ، راجع الجزء الثاني من كتابنا (ص ٣٢١).

٤ ـ ذكر في (٣) (٧ / ٣٣٤) حديثاً صحيحاً بإسناد الإمام أحمد والترمذي في إسلام أمير المؤمنين ، وأنَّه أوّل من أسلم وصلّى ، ثمَّ أردفه بقوله : وهذا لا يصحُّ من أيِّ وجهٍ كان روي عنه. وقد ورد في أنَّه أوّل من أسلم من هذه الأمّة ، أحاديث كثيرة لا يصحّ منها شيءٌ .. إلخ.

الجواب : ألا مُسائل هذا الرجل لِمَ لا يصحُّ شيء منها من أيّ وجهٍ كان ، والطرق صحيحة ، والرجال ثقات ، والحفّاظ حكموا بصحّته ، وأرباب السير أطبقوا عليه ، وكان من المتسالم عليه بين الصحابة الأوّلين والتابعين لهم بإحسان؟

ونحن لو نقتصر على كلمتنا هذه يحسبها القارئ دعوى مجرّدة لدة دعوى ابن كثير ـ أعاذنا الله من مثلها ـ وتخفى عليه جليّة الحال ، فيهمّنا ذكر نزْر ممّا يدلُّ على

__________________

(١) الرَّيْن : الدنس يغشى القلب.

(٢) البداية والنهاية : ٧ / ٣٩٢ حوادث سنة ٤٠ ه‍.

(٣) البداية والنهاية : ص ٣٧٠.

٣٠٩

المدَّعى ، وإن لم يسعنا إيراد كثير منه روماً للاختصار.

النصوص النبويّة :

١ ـ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أوّلكم وارداً ـ وروداً ـ عليَّ الحوض أوّلكم إسلاماً ، عليُّ بن أبي طالب».

أخرجه (١) الحاكم في المستدرك (٣ / ١٣٦) وصحّحه ، والخطيب البغدادي في تاريخه (٢ / ٨١) ، ويوجد في الاستيعاب (٢ / ٤٥٧) ، شرح ابن أبي الحديد (٣ / ٢٥٨).

وفي لفظ : «أوّل هذه الأمّة وروداً على الحوض أوّلها إسلاماً ، عليُّ بن أبي طالب رضى الله عنه» ، السيرة الحلبيّة (١ / ٢٨٥) ، سيرة زيني دحلان (١ / ١٨٨) هامش الحلبيّة.

وفي لفظ : «أوّل الناس وروداً على الحوض أوّلهم إسلاماً ، عليُّ بن أبي طالب». مناقب الفقيه ابن المغازلي ، مناقب الخوارزمي.

٢ ـ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لفاطمة : «زوّجتكِ خير أمّتي ، أعلمهم علماً ، وأفضلهم حلماً ، وأوّلهم سلما». راجع ما مرَّ (ص ٩٥).

٣ ـ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لفاطمة : «إنَّه لأوّل أصحابي إسلاماً ـ أو : أقدم أمّتي سلماً ـ».

حديث صحيحٌ. راجع (ص ٩٥)

٤ ـ أخذ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد عليٍّ ، فقال : «إنَّ هذا أوّل من آمن بي ، وهذا أوّل من يصافحني يوم القيامة ، وهذا الصدِّيق الأكبر». راجع الجزء الثاني (ص ٣١٣ ، ٣١٤)

٥ ـ عن أبي أيّوب ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لقد صلّت الملائكة عليَ

__________________

(١) المستدرك على الصحيحين : ٣ / ١٤٧ ح ٤٦٦٢ ، الاستيعاب : القسم الثالث / ١٠٩١ رقم ١٨٥٥ ، شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٢٩ خطبة ٢٣٨ ، السيرة الحلبية : ١ / ٢٦٨ ، السيرة النبويّة : ١ / ٩١ ، مناقب عليّ بن أبي طالب لابن المغازلي : ص ١٦ ح ٢٢ ، المناقب للخوارزمي : ص ٥٢ ح ١٥.

٣١٠

وعلى عليٍّ سبع سنين ، لأنَّا كنّا نصلّي وليس معنا أحدٌ يصلّي غيرنا» (١).

مناقب الفقيه ابن المغازلي بإسنادين ، أُسد الغابة (٤ / ١٨) ، مناقب الخوارزمي وفيه : ولِمَ ذلك يا رسول الله؟ قال : «لم يكن معي [من أسلم] من الرجال غيره». كتاب الفردوس للديلمي ، شرح ابن أبي الحديد عن رسالة الإسكافي (٣ / ٢٥٨) ، فرائد السمطين الباب ال (٤٧).

٦ ـ ابن عبّاس ، قال : قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : «إنَّ أوّل من صلّى معي عليّ».

فرائد السمطين (٢) الباب ال (٤٧) بأربع طرق.

٧ ـ معاذ بن جبل ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا عليُّ ، أخصمك بالنبوّة ولا نبوّة بعدي ، وتخصم الناس بسبع ولا يحاجّك فيها أحدٌ من قريش : أنت أوّلهم إيماناً بالله ، وأوفاهم بعهد الله ، وأقوَمهم بأمر الله ...» الحديث. حلية الأولياء (١ / ٦٦).

٨ ـ أبو سعيد الخدريّ ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعليٍّ ـ وضرب بين كتفيه ـ : «يا عليُّ ، لك سبع خصال لا يُحاجّك فيهنَّ أحدٌ يوم القيامة : أنت أوّل المؤمنين بالله إيماناً ، وأوفاهم بعهد الله ، وأقوم هم بأمر الله ...» الحديث. حلية الأولياء (١ / ٦٦).

٩ ـ من حديث أبي بكر الهذليّ وداود بن أبي هند الشعبي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال لعليٍّ عليه‌السلام : «هذا أوّل من آمن بي وصدّقني وصلّى معي». شرح ابن أبي الحديد (٣) (٣ / ٢٥٦).

١٠ ـ إنَّ أبا بكر وعمر خطبا فاطمة فردّهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال

__________________

(١) مناقب عليّ بن أبي طالب : ص ١٤ ح ١٧ و ١٩ ، أُسد الغابة : ٤ / ٩٤ رقم ٣٧٨٣ ، المناقب : ص ٥٣ ح ١٧ ، الفردوس بمأثور الخطاب : ٣ / ٤٣٣ ح ٥٣٣١ ، شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٣٠ خطبة ٢٣٨ ، فرائد السمطين : ١ / ٢٤٢ ح ١٨٧.

(٢) فرائد السمطين : ١ / ٢٤٥ ح ١٩٠.

(٣) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٢٥.

٣١١

«لم أؤمر بذلك» ، فخطبها عليٌّ فزوّجه إيّاها ، وقال لها : «زوّجتكِ أقدم الأمّة إسلاماً».

روى هذا الحديث جماعة من الصحابة ، منهم : أسماء بنت عميس ، وأمّ أيمن ، وابن عبّاس ، وجابر بن عبد الله. شرح ابن أبي الحديد (١) (٣ / ٢٥٧).

كلمات أمير المؤمنين عليه‌السلام :

١ ـ قال عليه‌السلام : «أنا عبد الله ، وأخو رسول الله ، وأنا الصدّيق الأكبر ، لا يقولها بعدي إلاّ كاذبٌ مُفترٍ ؛ ولقد صلّيت مع رسول الله قبل الناس بسبع سنين ، وأنا أوّل من صلّى معه». إسناده من طريق ابن أبي شيبة (٢) ، والنسائي (٣) ، وابن ماجة (٤) ، والحاكم (٥) ، والطبري (٦) ، صحيح رجاله ثقات ، راجع الجزء الثاني من كتابنا (ص ٣١٤).

٢ ـ قال عليه‌السلام : «أنا أوّل رجل أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم». أخرجه أبو داود بإسناده الصحيح ، كما في شرح ابن أبي الحديد (٧) (٣ / ٢٥٨).

٣ ـ قال عليه‌السلام : «أنا أوّل من أسلم مع النبيّ صلى الله عليه وسلم». أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه (٤ / ٢٣٣).

٤ ـ قال عليه‌السلام : «أنا أوّل من صلّى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم». أخرجه أحمد ، والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (٨) ، وقال : رجاله رجال الصحيح غير حبّة العرني وقد وُثّق ،

__________________

(١) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٢٨ خطبة ٢٣٨.

(٢) المصنّف : ١٢ / ٦٥ ح ١٢١٣٣.

(٣) خصائص أمير المؤمنين : ص ٢٥ ح ٧ ، وفي السنن الكبرى : ٥ / ١٠٧ ح ٨٣٩٥.

(٤) سنن ابن ماجة : ١ / ٤٤ ح ١٢٠.

(٥) المستدرك على الصحيحين : ٣ / ١٢١ ح ٤٥٨٤.

(٦) في تاريخه : ٢ / ٢١٣ [٢ / ٣١٠]. (المؤلف)

(٧) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٢٨ خطبة ٢٣٨.

(٨) مجمع الزوائد : ٩ / ١٠٣.

٣١٢

وأخرجه أبو عمر في الاستيعاب (١) (٢ / ٤٥٨) ، وابن قتيبة في المعارف (٢) (ص ٧٤) من طريق أبي داود ، عن شعبة ، عن سلمة بن كهيل ، عن حبّة عنه عليه‌السلام. والإسناد صحيح رجاله ثقات.

٥ ـ قال عليه‌السلام : «أسلمت قبل أن يسلم الناس بسبع سنين». الرياض النضرة (٣) (٢ / ١٥٨).

٦ ـ قال عليه‌السلام : «عبدت الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع سنين ، قبل أن يعبده أحد من هذه الأمّة». مستدرك الحاكم (٤) (٣ / ١١٢).

٧ ـ عن حكيم مولى زاذان قال : سمعت عليّا يقول : «صلّيت قبل الناس سبع سنين ، وكنّا نسجد ولا نركع ، وأوّل صلاة ركعنا فيها صلاة العصر». شرح ابن أبي الحديد (٥) (٣ / ٢٥٨).

٨ ـ قال عليه‌السلام : «عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمّة خمس سنين». الاستيعاب (٦) (٢ / ٤٤٨) ، الرياض النضرة (٧) (٢ / ١٥٨) ، السيرة الحلبيّة (٨) (١ / ٢٨٨).

٩ ـ قال عليه‌السلام : «آمنت قبل الناس سبع سنين». خصائص النسائي (٩) (ص ٣).

١٠ ـ قال عليه‌السلام : «ما أعرف أحداً من هذه الأمّة عبَدَ الله بعد نبيّنا غيري ، عبدت

__________________

(١) الاستيعاب : القسم الثالث / ١٠٩٥ رقم ١٨٥٥.

(٢) المعارف : ص ١٦٩.

(٣) الرياض النضرة : ٣ / ١٠٠.

(٤) المستدرك على الصحيحين : ٣ / ١٢١ ح ٤٥٨٥.

(٥) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٢٩ خطبة ٢٣٨.

(٦) الاستيعاب : القسم الثالث ٣ / ١٠٩٥ رقم ١٨٥٥.

(٧) الرياض النضرة : ٣ / ١٠٠.

(٨) السيرة الحلبية : ١ / ٢٧١.

(٩) خصائص أمير المؤمنين : ص ٢٩ ح ٦ ، طبعة دار الكتاب العربي ـ بيروت.

٣١٣

الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمّة تسع سنين». خصائص النسائي (١) (ص ٣).

١١ ـ من خطبة له عليه‌السلام يوم صفِّين : «وابن عمِّ نبيِّكم معكم بين أظهركم ، يدعوكم إلى طاعة ربِّكم ، ويعمل بسنّة نبيِّكم ـ صلّى الله عليه ـ ، فلا سواء من صلّى قبل كلِّ ذَكَر ، لم يسبقني بصلاتي مع رسول الله». كتاب نصر (٢) (ص ٣٥٥) ، شرح ابن أبي الحديد (٣) (١ / ٥٠٣).

١٢ ـ قال عليه‌السلام : «اللهمَّ لا أعرف عبداً من هذه الأمّة عَبَدَك قبلي غير نبيِّك ـ قاله ثلاث مرّات ـ ثمَّ قال : لقد صلّيت قبل أن يصلّي الناس ـ وفي لفظ ـ : قبل أن يصلّي أحدٌ». أخرجه أحمد (٤) ، أبو يعلى ، البزّار ، الطبراني (٥)) ، الهيثمي في المجمع (٩ / ١٠٢) وقال : إسناده حسنٌ ، شيخ الإسلام الحمّوئي في الفرائد (٦) الباب ال (٤٨)

١٣ ـ من كتاب له عليه‌السلام كتبه إلى معاوية : «إنَّ أولى الناس بأمر هذه الأمّة قديماً وحديثاً أقربها من رسول الله ، وأعلمها بالكتاب ، وأفقهها في الدين ، وأوّلها إسلاماً ، وأفضلها جهادا». كتاب صفِّين لابن مزاحم (٧) (ص ١٦٨) طبع مصر.

١٤ ـ في حديث عنه عليه‌السلام : «لا والله إن كنت أوّل من صدّق به فلا أكون أوّل من كذب عليه». المحاسن والمساوئ (٨) (١ / ٣٦) ، تاريخ القرماني (٩) هامش الكامل لابن الأثير (١ / ٢١٨).

__________________

(١) خصائص أمير المؤمنين : ص ٢٧ ح ٨ ، وفي السنن الكبرى : ٥ / ١٠٧ ح ٨٣٩٦.

(٢) وقعة صفّين : ص ٣١٤.

(٣) شرح نهج البلاغة : ٥ / ٢٤٨ خطبة ٦٥.

(٤) مسند أحمد : ١ / ١٦٠ ح ٧٧٨.

(٥) المعجم الأوسط : ٢ / ٤٤٤ ح ١٧٦٧.

(٦) فرائد السمطين : ١ / ٢٤٧ ح ١٩١.

(٧) وقعة صفّين : ص ١٥٠.

(٨) المحاسن والمساوئ : ص ٥٠.

(٩) أخبار الدول : ١ / ٣٠٨.

٣١٤

١٥ ـ قال عليه‌السلام : «بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين ، وأسلمت يوم الثلاثاء». مجمع الزوائد (٩ / ١٠٢) ، تاريخ القرماني (١) (١ / ٢١٥) ، الصواعق (٢) (ص ٧٢) ، تاريخ الخلفاء للسيوطي (٣) (ص ١١٢) ، إسعاف الراغبين (ص ١٤٨).

١٦ ـ من كتاب كتبه عليه‌السلام إلى معاوية : «إنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم لمّا دعا إلى الإيمان بالله والتوحيد ، كنّا أهل البيت أوّل من آمن به ، وصدّق بما جاء به ، فلبثنا أحوالاً مجرَّمة ـ أي كاملة ـ وما يعبد الله في رَبع ساكن من العرب غيرنا». كتاب صفِّين لابن مزاحم (٤) (ص ١٠٠).

١٧ ـ قال عليه‌السلام يوم صفِّين مخاطباً أصحاب معاوية : «وَيْحَكم أنا أوّل من دعا إلى كتاب الله ، وأوّل من أجاب إليه». كتاب نصر (٥) (ص ٥٦١).

١٨ ـ قالت معاذة بنت عبد الله العدويّة : سمعت عليَّ بن أبي طالب على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «أنا الصدّيق الأكبر ، آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر ، وأسلمت قبل أن يسلم أبو بكر». راجع الجزء الثاني (ص ٣١٤).

١٩ ـ قال عليه‌السلام في خطبة خطبها في معسكر صفِّين : «أتعلمون أنّ الله فضّل في كتابه السابق على المسبوق ، وأنَّه لم يسبقني إلى الله ورسوله أحد من الأمّة؟». قالوا : نعم. راجع الجزء الأوّل (ص ١٩٥).

٢٠ ـ قال عليه‌السلام : «صلّيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين ، قبل أن يصلّي معه أحدٌ من الناس». أخرجه أحمد بإسنادين.

__________________

(١) أخبار الدول : ١ / ٣٠٥.

(٢) الصواعق المحرقة : ص ١٢٠.

(٣) تاريخ الخلفاء : ص ١٥٦.

(٤) وقعة صفّين : ص ٨٩.

(٥) وقعة صفّين : ص ٤٩٠.

٣١٥

٢١ ـ قال عليه‌السلام يوم الشورى في حديث أسلفناه : «أمنكم أحد وحّد الله قبلي؟». قالوا : لا. [قال :] «أمِنكم أحدٌ صلّى القبلتين غيري؟» قالوا : لا. راجع (١ / ١٥٩ ـ ١٦٣) ، وهذه الفقرة من الحديث عدّها ابن أبي الحديد ممّا استفاضت به الروايات.

٢٢ ـ مرَّ في الجزء الثاني (ص ٢٥) في أبيات له عليه‌السلام كتبها إلى معاوية :

سبقتكمُ إلى الإسلام طرّا

غلاماً ما بلغت أوان حلمي

٢٣ ـ ذكر ابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول (ص ١١) له عليه‌السلام :

أنا أخو المصطفى لا شكَّ في نسبي

به ربيت (١) وسبطاه هما ولدي

صدّقتُهُ وجميعُ الناسِ في بُهُمٍ

من الضلالةِ والإشراك والنكدِ

قال : قال جابر : سمعت عليّا ينشد بهذا ورسول الله يسمع ، فتبسّم رسول الله وقال : «صدقت يا عليّ».

كلمة الإمام السبط الحسن عليه‌السلام :

٢٤ ـ من خطبة للإمام الحسن عليه‌السلام في مجلس معاوية ، قوله : «أنشدُكُم الله أيّها الرهط : أتعلمون أنَّ الذي شتمتموه منذ اليوم صلّى القبلتين كلتيهما؟ وأنت يا معاوية بهما كافرٌ ، تراها ضلالة ، وتعبد اللات والعزّى غواية. وأنشُدُكم الله : هل تعلمون أنَّه بايع البيعتين كلتيهما ؛ بيعة الفتح وبيعة الرضوان؟ وأنت يا معاوية بإحداهما كافر ، وبالأخرى ناكث. وأنشُدُكم الله : هل تعلمون أنَّه أوّل الناس إيماناً؟ وأنّك يا معاوية وأباك من المؤلّفة قلوبهم». شرح ابن أبي الحديد (٢) (٢ / ١٠١).

__________________

(١) كذا في المصدر ، وفي فرائد السمطين : ١ / ٢٢٦ ح ١٧٦ باب ٤٤ ، ومناقب الخوارزمي : ص ١٥٧ ح ١٨٦ : رُبّيت معْه.

(٢) شرح نهج البلاغة : ٦ / ٢٨٨ خطبة ٨٣.

٣١٦

٢٥ ـ وفي خطبة له عليه‌السلام مرّت (١ / ١٩٨): «فلمّا بعث الله محمداً للنبوّة ، واختاره للرسالة ، وأنزل عليه كتابه ، ثمَّ أمره بالدعاء إلى الله ، فكان أبي أوّل من استجاب لله ولرسوله ، وأوّل من آمن وصدّق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وقد قال الله في كتابه المنزل على نبيِّه المرسل : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (١) ، فجدّي الذي على بيِّنةٍ من ربِّه ، وأبي الذي يتلوه وهو شاهدٌ منه».

رأي الصحابة والتابعين في أوّل من أسلم :

١ ـ أنس بن مالك ، قال : نُبِّئ ـ بُعث ـ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين ، وأسلم عليٌّ يوم الثلاثاء ـ وفي لفظ له ـ : بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين وصلّى عليٌّ يوم الثلاثاء.

أخرجه (٢) : الترمذي في جامعه (٢ / ٢١٤) ، الطبراني ، الحاكم في المستدرك (٣ / ١١٢) ، ابن عبد البرّ في الاستيعاب (٣ / ٣٢) ، ابن الأثير في جامع الأصول كما في تلخيصه تيسير الوصول (٣ / ٢٧١) ، الحمّوئي في فرائد السمطين الباب ال (٤٧) ، وأوعز إليه العراقي في التقريب (١ / ٨٥) ، ويوجد في شرح ابن أبي الحديد (٣ / ٢٥٨) ، تذكرة السبط (ص ٦٣) ، السراج المنير شرح الجامع الصغير (٢ / ٤٢٤) ، شرح المواهب (١ / ٢٤١).

٢ ـ بُريدة الأسلميّ ، قال : أُوحيَ إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم الإثنين ، وصلّى عليٌّ يوم الثلاثاء. أخرجه الحاكم في المستدرك (٣) (٣ / ١١٢) وصحّحه هو وأقرّه الذهبي.

__________________

(١) هود : ١٧.

(٢) سنن الترمذي : ٥ / ٥٩٨ ح ٣٧٢٨ ، المستدرك على الصحيحين : ٣ / ١٢١ ح ٤٥٨٧ ، الاستيعاب : القسم الثالث / ١٠٩٥ رقم ١٨٥٥ ، جامع الأصول : ٩ / ٤٦٧ ح ٦٤٧٢ ، تيسير الوصول : ٣ / ٣١٥ ح ١ ، فرائد السمطين : ١ / ٢٤٤ ح ١٨٩ ، شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٢٩ خطبة ٢٣٨ ، تذكرة الخواص : ص ١٠٨ ، السراج المنير : ٢ / ٤٥٨.

(٣) المستدرك على الصحيحين : ٣ / ١٢١ ح ٤٥٨٦ ، وكذا في تلخيصه.

٣١٧

٣ ـ زيد بن أرقم قال : أوّل من أسلم مع رسول الله عليّ بن أبي طالب.

تاريخ الطبري بإسنادين صحيحين رجالهما ثقات ، مسند أحمد (٤ / ٣٦٨) ، مستدرك الحاكم (٣ / ١٣٦) وصحّحه هو وأقرّه الذهبي ، الكامل لابن الأثير (٢ / ٢٢) (١).

٤ ـ زيد بن أرقم ، قال : أوّل من صلّى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عليٌّ.

أخرجه أحمد (٢) والطبراني (٣) كما في مجمع الهيثمي (٩ / ١٠٣) وقال : رجال أحمد رجال الصحيحين ، أبو عمر في الاستيعاب (٤) (٢ / ٤٥٩).

٥ ـ زيد بن أرقم ، قال : أوّل من آمن بالله بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليُّ بن أبي طالب. الاستيعاب (٢ / ٤٥٩).

٦ ـ عبد الله بن عبّاس ، قال : أوّل من صلّى عليٌّ.

جامع الترمذي (٢ / ٢١٥) ، تاريخ الطبري (٢ / ٢٤١) بإسناد صحيح ، الكامل لابن الأثير (٢ / ٢٢) ، شرح ابن أبي الحديد (٣ / ٢٥٦) (٥).

٧ ـ عبد الله بن عبّاس ، قال : لعليٍّ أربع خصال ليست لأحد : هو أوّل عربيٍّ وأعجميٍّ صلّى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ...

مستدرك الحاكم (٦) (٣ / ١١١) ، الاستيعاب (٧) (٢ / ٤٥٧).

__________________

(١) تاريخ الأمم والملوك : ٢ / ٣١٠ ، مسند أحمد : ٥ / ٤٩٥ ح ١٨٧٩٥ ، المستدرك على الصحيحين : ٣ / ١٤٧ ح ٤٦٦٣ وكذا في تلخيصه ، الكامل في التاريخ : ١ / ٤٨٤.

(٢) مسند أحمد : ٥ / ٤٩٥ ح ١٨٧٩٨.

(٣) المعجم الكبير : ٥ / ١٧٦ ح ٥٠٠٢.

(٤) الاستيعاب : القسم الثالث / ١٠٩٥ رقم ١٨٥٥.

(٥) سنن الترمذي : ٥ / ٦٠٠ ح ٣٧٣٤ ، تاريخ الأمم والملوك : ٢ / ٣١٠ ، الكامل في التاريخ : ١ / ٤٨٤ ، شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٢٤ خطبة ٢٣٨.

(٦) المستدرك على الصحيحين : ٣ / ١٢٠ ح ٤٥٨٢.

(٧) الاستيعاب : القسم الثالث / ١٠٩٠ رقم ١٨٥٥.

٣١٨

٨ ـ عبد الله بن عبّاس ، قال مجاهد : إنّه قال : أوّل من ركع مع النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليُّ ابن أبي طالب ، فنزلت فيه هذه الآية : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) (١). تذكرة السبط (٢) (ص ٨).

٩ ـ عبد الله بن عبّاس ، قال في خطبة له : إن ابن آكلة الأكباد قد وجد من طغام أهل الشام أعواناً على عليِّ بن أبي طالب ، ابن عمّ رسول الله وصهره ، وأوّل ذَكَرٍ صلّى معه.

كتاب صفِّين لابن مزاحم (ص ٣٦٠) ، شرح ابن أبي الحديد (١ / ٥٠٤) ، جمهرة الخطب (١ / ١٧٥) (٣).

١٠ ـ عبد الله بن عبّاس ، قال : فرض الله تعالى الاستغفار لعليّ في القرآن على كلّ مسلم ، بقوله تعالى : (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ) (٤). فكلُّ من أسلم بعد عليٍّ فهو يستغفر لعليٍّ. شرح ابن أبي الحديد (٥) (٣ / ٢٥٦).

١١ ـ عبد الله بن عبّاس ، قال : أوّل من أسلم عليُّ بن أبي طالب.

الاستيعاب (٦) (٢ / ٤٥٨) ، مجمع الزوائد (٩ / ١٠٢).

١٢ ـ عبد الله بن عبّاس ، قال : كان عليٌّ أوّل من آمن من الناس بعد خديجة.

الاستيعاب (٧) (٢ / ٤٥٧) وقال : قال أبو عمر رحمه‌الله : هذا إسنادٌ لا مطعن فيه

__________________

(١) البقرة : ٤٣.

(٢) تذكرة الخواص : ص ١٣.

(٣) وقعة صفّين : ص ٣١٨ ، شرح نهج البلاغة : ٥ / ٢٥١ خطبة ٦٥ ، جمهرة خطب العرب : ١ / ٣٥١ رقم ٢٣٨.

(٤) الحشر : ١٠.

(٥) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٢٤ خطبة ٢٣٨.

(٦) الاستيعاب : القسم الثالث / ١٠٩٤ رقم ١٨٥٥.

(٧) الاستيعاب : ص ١٠٩١.

٣١٩

لأحد ، لصحّته وثقة نَقَلَته. وصحّحه الزرقاني في شرح المواهب (١ / ٢٤٢).

١٣ ـ كان ابن عبّاس بمكّة يحدِّث على شفير زمزم ونحن عنده ، فلمّا قضى حديثه قام إليه رجلٌ ، فقال : يا ابن عبّاس ، إنّي امرؤٌ من أهل الشام من أهل حمص ، إنَّهم يتبرَّون من عليّ بن أبي طالب ـ رضوان الله عليه ـ ويلعنونه. فقال : بل لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعدَّ لهم عذاباً مهيناً ، ألِبُعد قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنَّه لم يكن أوّل ذكران العالمين إيماناً بالله ورسوله؟ وأوّل من صلّى وركع وعمل بأعمال البرّ؟ قال الشامي : إنَّهم والله ما يُن كرون قرابته وسابقته ، غير أنَّهم يزعمون أنّه قتل الناس.

المحاسن والمساوئ للبيهقي (١) (١ / ٣٠).

١٤ ـ عفيف ، قال : جئت في الجاهليّة إلى مكّة وأنا أريد أن ابتاع لأهلي من ثيابها وعطرها ، فأتيت العبّاس بن عبد المطّلب وكان رجلاً تاجراً. فأنا عنده جالسٌ حيث أنظر إلى الكعبة ، وقد حلّقت الشمس في السماء فارتفعت وذهبت ، إذ جاء شابٌّ فرمى ببصره إلى السماء ، ثمَّ قام مستقبل الكعبة ، ثمَّ لم ألبث إلاّ يسيراً حتى جاء غلامٌ فقام على يمينه ، ثمَّ لم يلبث إلاّ يسيراً حتى جاءت امرأةٌ فقامت خلفهما ، فركع الشابُّ ، فركع الغلام والمرأة ، فرفع الشابُّ فرفع الغلام والمرأة ، فسجد الشابُّ فسجد الغلام والمرأة.

فقلت : يا عبّاس أمر عظيم. قال العبّاس : أمرٌ عظيمٌ ، أتدري من هذا الشابُّ؟ قلت : لا. قال : هذا محمد بن عبد الله ابن أخي ، أتدري من هذا الغلام؟ هذا عليٌّ ابن أخي ، أتدري من هذه المرأة؟ هذه خديجة بنت خويلد زوجته ، وإنَّ ابن أخي هذا أخبرني أنَّ ربّه ربّ السماء والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه ، ولا والله ما على الأرض كلّها أحدٌ على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة.

خصائص النسائي (ص ٣) ، تاريخ الطبري (٢ / ٢١٢) ، الرياض النضرة (٢ / ١٥٨) ،

__________________

(١) المحاسن والمساوئ : ص ٤٣.

٣٢٠