قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب [ ج ٣ ]

154/576
*

أبا طالبٍ عِصمةَ المستجير

وغيثَ الُمحول ونورَ الظُّلَمْ

لقد هدَّ فقدُك أهلَ الحفاظِ

فصلّى عليكَ وليُّ النعمْ

ولقّاك ربّك رضوانَهُ

فقد كنت للطهْرِ من خير عمْ (١)

فمن أراد الوقوف على الحقيقة في ترجمة شيخ الأبطح أبي طالب فعليه بكتاب العلاّمة البرزنجيّ الشافعيّ وتلخيصه الموسوم بأسنى المطالب لمفتي الشافعيّة السيّد أحمد زيني دحلان (٢).

٨ ـ قال : لسنا من كذب الرافضة في تأويلهم (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) (٣) وأنَّ المراد بذلك عليٌّ رضى الله عنه بل هذا لا يصحُّ ، بل الآية على عمومها وظاهرها لكلِّ من فعل ذلك (٤ / ١٤٦).

الجواب : إن الواقف على هذه الأضحوكة يعرف موقع الرجل من التدجيل ، لحسبانه أنَّ في مجرَّد عزو هذا التأويل إلى الرافضة فحسب ، وقذفهم بالكذب ، وإتباع ذلك بعدم الصحّة حطّا في كرامة الحديث الوارد في الآية الشريفة ، وهو يعلم أنَّ أمّة كبيرة من أئمّة التفسير والحديث يروون ذلك ، ويثبتونه مسنداً في مدوّناتهم. وإن كان لا يدري فتلك مصيبةٌ.

وهذا الحافظ أبو محمد العاصمي أفرد ذلك كتاباً في مجلّدين أسماه زين الفتى في تفسير سورة هل أتى ، وهو كتابٌ ضخمٌ فخمٌ ممتعٌ ، ينمّ عن فضل مؤلّفه وسعة إحاطته بالحديث ، وتعالي مقدرته في الكلام والتنقيب ، مع أنَّ في غضونه سقطات تلائم مذهبه وخطّة قومه.

__________________

(١) تذكرة السبط : ص ٦ [ص ٩]. (المؤلف)

(٢) سيوافيك البحث عن إيمان أبي طالب عليه‌السلام مفصّلاً في الجزء السابع والثامن من كتابنا هذا. (المؤلف)

(٣) الإنسان : ٨.