الوجود أو نفي
المعبودية بحقّ ، أو غير ذلك ممّا شرحناه في أنّ المنفي
بهذه الجملة ما هو. وعلى أي حال ، أنّهم يفهمون منها أنّ ذلك المنفي ثابت لما بعد
إلاّ ، لا أنّ ما بعد « إلاّ » يكون مسكوتا عنه ، وهذا الذي يفهمه أهل اللسان
إنّما يفهمونه من مجرّد هذه الجملة في حدّ ذاتها ، من دون استناد إلى قرينة مقالية
أو مقامية ، ولأجل ذلك يحكمون باسلامه بمجرّد صدور هذه الجملة منه. وهكذا الحال في
أبواب الأقارير فإنّهم يحكمون على من قال ليس له عليّ عشرة إلاّ درهم بأنّه قد
أقرّ له بدرهم ، وما ذلك إلاّ من جهة ما ذكرناه من كون اللفظ بنفسه ظاهرا في ذلك ،
وهو أعني الانسباق من اللفظ دليل الحقيقة ، وحينئذ فلا وجه لما أفيد في الكفاية من
الجواب عن هذا الاستدلال بقوله : إنّه لا موقع للاستدلال ـ إلى قوله ـ لإمكان دعوى
أنّ دلالتها على التوحيد كان بقرينة الحال أو المقال .
قوله
قدسسره في الكفاية : وربما يعدّ ممّا دلّ على الحصر
كلمة ( بل ) الاضرابية. والتحقيق : أنّ الاضراب على أنحاء : منها ما كان ... الخ .
الظاهر أنّ هذه
الأنحاء التي ذكرها قدسسره كلّها في « بل » المسبوقة بالايجاب ، والظاهر أنّ التي
تكون للحصر هي المسبوقة بالنفي أو النهي ، فإنّها صريحة في النفي والاثبات كلفظة
إلاّ الاستثنائية المسبوقة بالنفي : قال ابن مالك :
وبل كلكن بعد
مصحوبيها
|
|
كلم أكن في مربع
بل تيها
|
وانقل بها
للثاني حكم الأوّل
|
|
في الخبر المثبت
والأمر الجلي
|
__________________