شَكَكْتُ عِنْدَ مُضِيِّ أَبِي مُحَمَّدٍ (١) عليهالسلام ، و (٢) اجْتَمَعَ عِنْدَ أَبِي مَالٌ جَلِيلٌ ، فَحَمَلَهُ (٣) ، وَرَكِبَ (٤) السَّفِينَةَ ، وخَرَجْتُ مَعَهُ مُشَيِّعاً (٥) ، فَوُعِكَ وعْكاً (٦) شَدِيداً ، فَقَالَ (٧) : يَا بُنَيَّ ، رُدَّنِي (٨) ، فَهُوَ الْمَوْتُ ، وقَالَ (٩) لِيَ (١٠) : اتَّقِ اللهَ فِي هذَا الْمَالِ ؛ وأَوْصى إِلَيَّ ، فَمَاتَ (١١)
فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : لَمْ يَكُنْ أَبِي لِيُوصِيَ بِشَيْءٍ غَيْرِ صَحِيحٍ ، أَحْمِلُ هذَا الْمَالَ إِلَى الْعِرَاقِ ، وأَكْتَرِي دَاراً عَلَى الشَّطِّ ، ولَا أُخْبِرُ أَحَداً بِشَيْءٍ (١٢) ، وإِنْ (١٣) وضَحَ (١٤) لِي شَيْءٌ (١٥) كَوُضُوحِهِ (١٦) أَيَّامَ أَبِي مُحَمَّدٍ عليهالسلام أَنْفَذْتُهُ ، وإِلاَّ قَصَفْتُ بِهِ (١٧)
فَقَدِمْتُ الْعِرَاقَ ، واكْتَرَيْتُ دَاراً عَلَى الشَّطِّ ، وبَقِيتُ أَيَّاماً ، فَإِذَا أَنَا بِرُقْعَةٍ مَعَ رَسُولٍ (١٨) ، فِيهَا : « يَا مُحَمَّدُ ، مَعَكَ كَذَا وكَذَا فِي جَوْفِ كَذَا وكَذَا (١٩) » حَتّى قَصَّ عَلَيَّ
__________________
(١) في الإرشاد : + « الحسن بن عليّ ».
(٢) في الغيبة : « وكان ».
(٣) في « بر » : « فحملته ».
(٤) في « ض ، بر ، بس » وحاشية « بح » والإرشاد : « وركبت ».
(٥) في الإرشاد والغيبة : + « له ».
(٦) « الوعْك » : الحُمّى ، وقيل : ألَمُها. النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٠٧ ( وعك ).
(٧) في « ض ، ف » : + « لي ».
(٨) في الغيبة : « رُدّني ، رُدّني ».
(٩) في « ف » : « فقال ».
(١٠) في « ب » : ـ « لي ». وفي الغيبة : ـ « قال لي ».
(١١) في الإرشاد والغيبة : « ومات ». وفي الإرشاد : + « بعد ثلاثة أيّام ».
(١٢) في الغيبة : ـ « بشيء ».
(١٣) في « ب ، بح ، بر ، بف » والإرشاد والغيبة : « فإن ».
(١٤) في « ض » : « اوضح ».
(١٥) في الإرشاد : ـ « شيء ».
(١٦) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والغيبة والوافي. وفي المطبوع : + « في ».
(١٧) في الغيبة : « تصدّقت به ». وفي الإرشاد : « أنفقته في ملاذّي وشهواتي » بدل « قصفت به ». و « القصف » : اللهو واللَّعِب. يقال : إنّها مولّدة. الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤١٦ ( قصف ). والمراد : أنّي لا أدفعه بل أستعين به على ملاذّ الحياة ، أو أتمتّع به طويلاً ، أو أصرفه في الضروريات.
(١٨) في الغيبة : « برسول معه رقعة ».
(١٩) في الإرشاد : ـ « في جَوْفِ كذا وكذا ».