١٠٣ ـ بَابُ مَا أَمَرَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بِالنَّصِيحَةِ (١) لِأَئِمَّةِ
الْمُسْلِمِينَ واللُّزُومِ لِجَمَاعَتِهِمْ ، ومَنْ هُمْ (٢)
١٠٥٨ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم خَطَبَ النَّاسَ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ ، فَقَالَ : نَضَّرَ اللهُ (٣) عَبْداً سَمِعَ مَقَالَتِي ، فَوَعَاهَا (٤) وحَفِظَهَا (٥) ، وبَلَّغَهَا مَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا (٦) ؛ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرُ فَقِيهٍ ، ورُبَّ (٧) حَامِلِ فِقْهٍ إِلى (٨) مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ، ثَلَاثٌ لَايُغِلُّ عَلَيْهِنَّ (٩) قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ : إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلّهِ ، والنَّصِيحَةُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ، واللُّزُومُ لِجَمَاعَتِهِمْ ؛ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ مُحِيطَةٌ مِنْ ورَائِهِمْ (١٠) ، الْمُسْلِمُونَ (١١)
__________________
(١) في « ف » : « من النصيحة ».
(٢) في « ف » : « ومن معهم ». وفي « بر » : « ومن هم منهم ». وقوله : « مَن » استفهام خبر مقدّم ، و « هم » مبتدأ مؤخّر ، والجملة مجرورة محلاًّ عطفاً على « ما ».
(٣) نَضَر وجهُه ، أي حَسُن. ونَضَر اللهُ وجهَه ، أي جَعَلَه حَسَناً. وكذا نَضّر الله وجهَه ، وأنضَر الله وجهه. وإذا قلت : نضّر الله امرأً ، تعني نعَّمه. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٣٠ ( نضر ).
(٤) « فوعاها » ، أي حفظها وفَهِمها. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٠٧ ( وعا ).
(٥) في الأمالي للصدوق والخصال والأمالي للمفيد والوسائل ، ج ٢٩ : ـ « وحفظها ».
(٦) في مرآة العقول : « يسمعها » بدون لم.
(٧) في « بح » : ـ « ربّ ».
(٨) قوله : « إلى » متعلّق بمقدّر خبر « ربّ حامل ».
(٩) في « بف » وشرح المازندراني : ـ « عليهنّ ». وقوله : « لا يُغِلُّ » إمّا من الإغلال ، وهو الخيانة في كلّ شيء. أو هو يَغِلُ من الوُغول بمعنى الدخول في الشرّ ، أو من الغِلّ ، وهو الحِقْد والشحناء ، أي لا يدخله حقد يزيله عن الحقّ. و « عليهنّ » في موضع الحال ، تقديره : لا يغلّ كائناً عليهنّ قلبُ مؤمن. والمعنى : أنّ هذه الغلال الثلاث تُستَصْلَح بها القلوب فمن تمسّك بها طَهُرَ قلبه من الخيانة والدَغَل والشَرّ. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٨١ ( غلل ).
(١٠) أي محيطة بهم من جوانبهم وشاملة كلّهم ، لايشذّ عنها أحد منهم. وفي « ب ، ض » : « مَن » بفتح الميم. ويبعّدهعدم كون « أحاط » متعدّياً بنفسه.
(١١) في الأمالي للمفيد : « المؤمنون ».