عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (١) ، قَالَ :
قَعَدْتُ لِأَبِي مُحَمَّدٍ عليهالسلام عَلى ظَهْرِ الطَّرِيقِ (٢) ، فَلَمَّا مَرَّ بِي شَكَوْتُ إِلَيْهِ الْحَاجَةَ ، وَحَلَفْتُ لَهُ (٣) أَنَّهُ لَيْسَ (٤) عِنْدِي دِرْهَمٌ فَمَا فَوْقَهُ (٥) ، ولَاغَدَاءٌ (٦) ، ولَاعَشَاءٌ (٧)
قَالَ : فَقَالَ : « تَحْلِفُ بِاللهِ كَاذِباً ؛ وقَدْ دَفَنْتَ مِائَتَيْ دِينَارٍ ، ولَيْسَ قَوْلِي هذَا دَفْعاً لَكَ عَنِ الْعَطِيَّةِ ، أَعْطِهِ يَا غُلَامُ مَا مَعَكَ » ، فَأَعْطَانِي (٨) غُلَامُهُ (٩) مِائَةَ دِينَارٍ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ ، فَقَالَ لِي : « إِنَّكَ تُحْرَمُهَا أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيْهَا » ـ يَعْنِي الدَّنَانِيرَ الَّتِي دَفَنْتُ ـ وصَدَقَ عليهالسلام ، وَكَانَ (١٠) كَمَا قَالَ ، دَفَنْتُ مِائَتَيْ دِينَارٍ ، وقُلْتُ : يَكُونُ ظَهْراً وكَهْفاً لَنَا ، فَاضْطُرِرْتُ (١١) ضَرُورَةً شَدِيدَةً إِلى شَيْءٍ أُنْفِقُهُ (١٢) ، وانْغَلَقَتْ عَلَيَّ أَبْوَابُ الرِّزْقِ ، فَنَبَّشْتُ عَنْهَا ، فَإِذَا ابْنٌ لِي (١٣) قَدْ عَرَفَ مَوْضِعَهَا ، فَأَخَذَهَا وهَرَبَ ، فَمَا قَدَرْتُ مِنْهَا عَلى شَيْءٍ. (١٤)
__________________
(١) في الإرشاد : « العبّاس » بدل « عبّاس بن عبد المطّلب ».
(٢) « ظَهْرُ الطريق » : وسطه ونفسه ، أو حاشيته. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١٦٥ ( ظهر ).
(٣) في الإرشاد : ـ « له ».
(٤) في « بس » : + « له ».
(٥) هكذا في « ب ، بر » والوافي والإرشاد : وهو الأنسب بالدرهم المذكّر. وفي المطبوع وأكثر النسخ : « فوقها ».
(٦) في الوافي : « غذاء ». و « الغَداء » : الطعام الذي يؤكل أوّل النهار. النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٤٦ ( غدا ).
(٧) في « ض ، بح » : « ولا عشاء ولا غداء ». و « العَشاءُ » : الطعام الذى يُؤكل عند العِشاء. النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٤٢ ( عشا ).
(٨) في « بح ، بر » : « وأعطاني ».
(٩) في « ب » : « غلام ».
(١٠) في « بر » والوافي : « فكان ».
(١١) في الإرشاد : « إنّك تحرم الدنانير التي دفنتها أحوج ما تكون إليها وصدق عليهالسلام ، وذلك أنّني أنفقت ما وصلني به واضطررت » بدل « إنّك تحرمها ـ إلى ـ فاضطررت ».
(١٢) في « ف » : « أنفقته ».
(١٣) في الإرشاد : « فنبشت عن الدنانير التي كنت دفنتها فلم أجدها ، فنظرت فإذا ابن عمّ لي » بدل « فنبشت ـ إلى ـ ابن لي ».
(١٤) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٣٢ ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٥٤ ، ح ١٤٦٩.