ابْنُهُ ، فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَيْهِ وسَلَّمْنَا (١) قَالَ لِأَبِي : « يَا عَلِيُّ ، مَا خَلَّفَكَ عَنَّا (٢) إِلى هذَا الْوَقْتِ؟ » فَقَالَ : يَا سَيِّدِي ، اسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَلْقَاكَ عَلى هذِهِ الْحَالِ (٣) ، فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ جَاءَنَا غُلَامُهُ ، فَنَاوَلَ أَبِي صُرَّةً (٤) ، فَقَالَ : هذِهِ خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ : مِائَتَانِ لِلْكِسْوَةِ ، ومِائَتَانِ لِلدَّيْنِ (٥) ، ومِائَةٌ لِلنَّفَقَةِ ؛ وأَعْطَانِي صُرَّةً ، فَقَالَ (٦) : هذِهِ ثَلَاثُمِائَةِ دِرْهَمٍ ، اجْعَلْ (٧) مِائَةً فِي ثَمَنِ حِمَارٍ ، ومِائَةً لِلْكِسْوَةِ ، ومِائَةً لِلنَّفَقَةِ ، ولَاتَخْرُجْ إِلَى الْجَبَلِ ، وصِرْ إِلى سُورَاءَ (٨) ، فَصَارَ إِلى سُورَاءَ ، وتَزَوَّجَ بِامْرَأَةٍ (٩) ، فَدَخْلُهُ (١٠) الْيَوْمَ أَلْفُ (١١) دِينَارٍ ، ومَعَ هذَا يَقُولُ بِالْوَقْفِ (١٢) فَقَالَ (١٣) مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (١٤) : فَقُلْتُ لَهُ : ويْحَكَ ، أَتُرِيدُ أَمْراً (١٥) أَبْيَنَ مِنْ هذَا؟ قَالَ : فَقَالَ : هذَا أَمْرٌ (١٦) قَدْ جَرَيْنَا عَلَيْهِ. (١٧)
__________________
(١) في « ف » : « وسلّمناه ».
(٢) « خلّفك عنّا » ، أي أخّرك عنّا. راجع : لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٨٧ ( خلف ).
(٣) في « ف » : « الحالة ».
(٤) « الصُرَّةُ » : ما تُعْقَدُ فيه الدراهم. المفردات للراغب ، ص ٤٨١ ( صرر ).
(٥) في « ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي : « لكذا ». وفي « ف » وحاشية « ض » والإرشاد : « للدقيق ».
(٦) في الإرشاد : « وقال ».
(٧) في الإرشاد : « فاجعل ».
(٨) في اللغة : سورى ، مثال بُشْرى أو طُوبى : موضع بالعراق من أرض بابل ، وهو بلد السُرْيانيّين ، وموضع منأعمال بغداد. وقد يُمَدُّ. وقال المجلسي : « بلد بقرب الحلّة أو مكانها ، كما سمعت من مشايخي ». راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٩٠ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٧٩ ( سور ).
(٩) في الإرشاد : « امرأة منها ».
(١٠) « الدَخْل » : ما دخل عليك من ضيعتك ، أي عقارك. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٢٠ ( دخل ).
(١١) في « ب ، ج » ومرآة العقول : « ألفاً ».
(١٢) في مرآة العقول : « بالوقف ، أي بالقول بأنّ الكاظم عليهالسلام لم يمت وأنّه القائم ، وعدم القول بإمامة الأئمّة بعده عليهالسلام ».
(١٣) في الإرشاد : « قال ».
(١٤) في الإرشاد : + « الكردي ».
(١٥) في حاشية « ض » : + « هو ».
(١٦) في الإرشاد : « فقال : صدقت ولكنّا على أمر » بدل « فقال : هذا أمر ».
(١٧) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٢٦ ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٤٨ ، ح ١٤٥٨.