وَهَدَلَا هَدِيلَهُمَا (١) ، فَرَدَّ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام عَلَيْهِمَا (٢) كَلَامَهُمَا سَاعَةً ، ثُمَّ نَهَضَا ، فَلَمَّا طَارَا (٣) عَلَى الْحَائِطِ ، هَدَلَ (٤) الذَّكَرُ عَلَى الْأُنْثى سَاعَةً ، ثُمَّ نَهَضَا ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا هذَا (٥) الطَّيْرُ (٦)؟
قَالَ : « يَا ابْنَ مُسْلِمٍ ، كُلُّ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللهُ ـ مِنْ طَيْرٍ أَوْ بَهِيمَةٍ أَوْ شَيْءٍ فِيهِ رُوحٌ ـ فَهُوَ أَسْمَعُ لَنَا وأَطْوَعُ مِنِ ابْنِ (٧) آدَمَ ، إِنَّ هذَا الْوَرَشَانَ ظَنَّ بِامْرَأَتِهِ (٨) ، فَحَلَفَتْ لَهُ : مَا فَعَلْتُ ، فَقَالَتْ (٩) : تَرْضى بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ؟ فَرَضِيَا بِي ، فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّهُ لَهَا ظَالِمٌ ، فَصَدَّقَهَا ». (١٠)
١٢٧٩ / ٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ ، قَالَ :
لَمَّا حُمِلَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام إِلَى الشَّامِ إِلى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وصَارَ (١١) بِبَابِهِ ، قَالَ لِأَصْحَابِهِ ومَنْ كَانَ بِحَضْرَتِهِ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ (١٢) : إِذَا رَأَيْتُمُونِي قَدْ وبَّخْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، ثُمَّ رَأَيْتُمُونِي قَدْ سَكَتُّ ، فَلْيُقْبِلْ عَلَيْهِ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ فَلْيُوَبِّخْهُ ، ثُمَّ أَمَرَ أَنْ يُؤْذَنَ لَهُ.
__________________
(١) « الهَديلُ » : صوت الحمام. وخصّ بعضهم به وحشيّها كالدَباسيّ والقَماريّ ونحوها. يقال : هَدَلَ القُمريّيَهْدِلُ هَدِيلاً. وقال المازندراني : « ولعلّ هديلهما كان من بعد نزولهما من الحائط إلى مجلس أبي جعفر عليهالسلام بقرينة قوله : فلمّا طارا على الحائط ، مع احتمال أن يراد بهذا الحائط حائط آخر ». وأمّا المجلسيّ فإنّه بعد ما استظهر ما في البصائر من كون « فهدلا » بدلَ « على الحائط وهدلا » ، قال : « وقيل : وقع ، أي على الأرض ، وقوله : على الحائط ظرف مستقرّ نعت زوج ، أي كان على الحائط. وفي الثاني ظرف لغو متعلّق بطارا بتضمين معنى وقعا ». راجع : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٩١ ( هدل ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٢٣٧ ؛ مرآة العقول ، ج ٦ ، ص ٢٠.
(٢) في « بس » : ـ « عليهما ».
(٣) في البصائر : « صارا ».
(٤) في البصائر : « هدد ».
(٥) في البصائر : « ما حال ».
(٦) في « ب ، ف ، بر » والوافي : « الطائر ».
(٧) في « بر ، بف » : « بني ».
(٨) في البصائر : « أساءه ظنّ السوء » بدل « ظنّ بامرأته ».
(٩) في « ج » : « فقال ».
(١٠) بصائر الدرجات ، ص ٣٤٢ ، ح ٥ ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن عليّ ، عن عليّ بن محمّد الحنّاط ، عن عاصم ، عن محمّد بن مسلم الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٧٠ ، ح ١٣٩٥.
(١١) في « ج » : « فصار ».
(١٢) في « ض » : + « وغيرهم ».