قَالَ (١) : « نَعَمْ بِإِذْنِ اللهِ ».
ثُمَّ قَالَ لِيَ (٢) : « ادْنُ مِنِّي يَا أَبَا مُحَمَّدٍ » فَدَنَوْتُ مِنْهُ ، فَمَسَحَ عَلى وجْهِي وعَلى عَيْنَيَّ ، فَأَبْصَرْتُ الشَّمْسَ والسَّمَاءَ والْأَرْضَ والْبُيُوتَ وكُلَّ شَيْءٍ (٣) فِي الْبَلَدِ (٤) ، ثُمَّ قَالَ لِي : « أَتُحِبُّ أَنْ تَكُونَ هكَذَا ولَكَ مَا لِلنَّاسِ وعَلَيْكَ مَا عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، أَوْ تَعُودَ كَمَا كُنْتَ ولَكَ الْجَنَّةُ خَالِصاً؟ »
قُلْتُ : أَعُودُ كَمَا كُنْتُ ، فَمَسَحَ عَلى عَيْنَيَّ ، فَعُدْتُ كَمَا كُنْتُ.
قَالَ (٥) : فَحَدَّثْتُ ابْنَ (٦) أَبِي عُمَيْرٍ بِهذَا ، فَقَالَ : أَشْهَدُ أَنَّ هذَا حَقٌّ كَمَا أَنَّ النَّهَارَ حَقٌّ. (٧)
١٢٧٨ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (٨) ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَهُ يَوْماً إِذْ وقَعَ زَوْجُ (٩) ورَشَانَ (١٠) عَلَى الْحَائِطِ
__________________
(١) في « ج ، ف ، بر ، بف » والوافي والبصائر : « فقال ». وفي « ب ، ج ، ض ، ف ، بس ، بف » : + « لي ».
(٢) في الوافي والبصائر : ـ « لي ».
(٣) في « بف » : + « كان ».
(٤) في حاشية « ج ، ض ، بح ، بس » والبصائر : « الدار ».
(٥) الضمير المستتر في « قال » راجع إلى عليّ بن الحكم ، كما صرّح به في بصائر الدرجات ، ص ٢٦٩ ، ح ١. فيكون السند معلّقاً على السند المذكور في صدر الخبر. وفي « ب ، ض ، بس » : ـ « قال ».
(٦) في « ف » : « بابن ».
(٧) بصائر الدرجات ، ص ٢٦٩ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد ؛ رجال الكشّي ، ص ١٧٤ ، ح ٢٩٨ ، بسنده عن عليّ بن الحكم ، إلى قوله : « فعُدت كما كنت » الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٧٠ ، ح ١٣٩٤.
(٨) لم نجد رواية محمّد بن عليّ ـ وهو أبو سمينة الصيرفي ـ عن عاصم بن حميد في موضع ، بل روى محمّد بن عليّ بتوسّط ابن أبي نجران وصفوان بن يحيى ـ وكلاهما من رواة عاصم بن حميد ـ عن عاصم [ بن حميد ] في المحاسن ، ص ٩١ ، ح ٤٣ ، وص ١٠٥ ، ح ٨ ، كما روى عنه بواسطتين في الكافي ، ح ٩٤٦٧. فلا يبعد صحّة ما ورد في بصائر الدرجات ، ص ٣٤٢ ، ح ٥ من توسّط عليّ بن محمّد الحنّاط بينهما.
(٩) « الزوج » هنا مقابل الفرد ، مركّب من الذكر والانثى.
(١٠) « الوَرَشان » : طائر شبه الحمامة ، جمعه ورْشان ، وهو ساقُ حُرّ ، أي الذكر من القَماريّ ، سمّي بصوته. راجع : لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٣٧٢ ( ورش ) ؛ وج ١٠ ، ص ١٧٠ ( سوق ).