الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :
سَأَلَ أَبُو بَصِيرٍ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام وأَنَا حَاضِرٌ ، فَقَالَ (١) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، كَمْ عُرِجَ بِرَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ فَقَالَ (٢) : « مَرَّتَيْنِ ، فَأَوْقَفَهُ جَبْرَئِيلُ مَوْقِفاً ، فَقَالَ لَهُ : مَكَانَكَ يَا مُحَمَّدُ ، فَلَقَدْ وَقَفْتَ مَوْقِفاً مَا وقَفَهُ مَلَكٌ قَطُّ ولَانَبِيٌّ ؛ إِنَّ رَبَّكَ يُصَلِّي (٣) ، فَقَالَ : يَا جَبْرَئِيلُ ، وكَيْفَ يُصَلِّي؟ قَالَ : يَقُولُ : سُبُّوحٌ ، قُدُّوسٌ (٤) ، أَنَا (٥) رَبُّ الْمَلَائِكَةِ والرُّوحِ ، سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي. فَقَالَ (٦) : اللهُمَّ عَفْوَكَ (٧) عَفْوَكَ ». قَالَ : « وَكَانَ كَمَا قَالَ اللهُ : ( قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ) (٨) ».
فَقَالَ لَهُ أَبُو بَصِيرٍ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا ( قابَ قَوْسَيْنِ ) (٩) ( أَوْ أَدْنى ) (١٠)؟
قَالَ (١١) : « مَا بَيْنَ سِيَتِهَا (١٢) إِلى رَأْسِهَا (١٣) ». فَقَالَ (١٤) : « كَانَ (١٥) بَيْنَهُمَا حِجَابٌ يَتَلَأْلَأُ
__________________
(١) في « ف » : + « له ».
(٢) في « بف » والوافي : « قال ».
(٣) في « ف » : + « عليك ».
(٤) « سبّوح قدّوس » ، يُرْوَيان بالضمّ والفتح. والفتح أقيس وليس بالكثير ، ولم يجيء منه إلاّقَدّوس وسَبّوحوذَرّوح. والضمّ أكثر استعمالاً ، وهو من أبنية المبالغة. والمراد بهما الطهارة والتنزيه عن العيوب. وقال المجلسي : « وهما هنا خبران لمبتدأ محذوف ، أي أنا سبّوح. أو قوله : « أنا » مبتدأ ، و « ربّ » منصوب باختصاص ». راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٣٢ ( سبح ) ؛ وج ٤ ، ص ٢٣ ( قدس ).
(٥) في « ف » : ـ « أنا ».
(٦) في البحار : + « النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ».
(٧) احتمل المازندراني والمجلسي كون « عفوك » مرفوعاً بتقدير الخبر ، أي عفوك محيط بالمذنبين.
(٨) النجم (٥٣) : ٩.
(٩) قال الجوهري : « تقول : بينهما قابُ قوس وقِيبُ قوس ، وقادُ قوس وقِيدُ قوس ، أي قدرُ قوسٍ. والقابُ : ما بين المَقْبِض والسِيَة. ولكلّ قوس قابان ». الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٠٧ ( قوب ).
(١٠) في « ب » : ـ « أو أدنى ».
(١١) في « ض » : « فقال ».
(١٢) في « ف » : « سئها ». وسِيَةُ القوس : ما عُطِف وانحنى من طرفيها. والجمع : سِياتٌ ، والهاء عوض من الواو. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٨٧ ( سيا ).
(١٣) في مرآة العقول : « ويمكن أن يقرأ : رِآسها بكسر الراء ، ثمّ الهمزة ، ثمّ الألف ، فيكون بمعنى المقبض ».
(١٤) في « ب » وحاشية « بف » وشرح المازندراني والوافي والبحار : « قال ». وفي « ف » : + « كما قال ».
(١٥) في « ب » وحاشية « بف » والبحار : « فكان كما قال ».