النسخ على ضرب من التوسع والتجوز.
ووافقهما في ذلك الفيلسوف النحرير السيد السند محمد باقر الداماد في نبراس الضياء.
ثانيها : ما ذكره الصدوق في كتاب التوحيد قال : ليس البداء كما يظنه جهال الناس بأنه بداء ندامة ، ولكن يجب علينا أن نقر لله عزوجل بأن له البداء ، ومعناه أن له ان يبدأ بشيء من خلقه فيخلقه قبل كل شيء ثم يعدم ذلك الشيء ، ويبدأ بخلق غيره ويأمره بأمره ثم ينهى عن مثله ، أو ينهى عن شيء ثم يأمر بمثل ما نهى عنه (١).
ثالثها : ما ذكره بعض المحققين في شرحه على الكافي (٢) وتبعه المحدث الكاشاني (ره) في الوافى (٣) ، وهو أن القوى المنطبعة الفلكية لم تحط بتفاصيل ما سيقع من الأمور دفعة واحدة لعدم تناهى تلك الأمور ، بل انما ينتقش فيها الحوادث شيئا فشيئا وجملة فجملة مع أسبابها وعللها على نهج مستمر ونظام مستقر ، فمهما حصل لها العلم بأسباب حدوث أمر ما في هذا العالم حكمت بوقوعه فيه فينتقش فيها ذلك الحكم ، وربما تأخر بعض الاسباب الا موجب لوقوع الحوادث على خلاف ما يوجبه بقية الاسباب لو لا ذلك السبب ولم يحصل لها العلم بذلك بعد لعدم اطلاعها على سبب ذلك السبب ، لو لا ذلك السبب ولم
__________________
(١) التوحيد ص ٣٣٥ باب ٥٤ البداء.
(٢) راجع شرح اصول الكافي للمولى محمد صالح المازندراني ج ٤ ص ٢٤٥.
(٣) الوافي ج ١ ص ٥٠٧ باب البداء ، وعنهما البحار ج ٤ ص ١٢٨ باب ٣ البداء والنسخ ، وج ٥٤ ص ٣٦٤ باب ٤ القلم واللوح المحفوظ والكتاب المبين والامام المبين وام الكتاب.