ثم في آخر الرسالة فسر كلام الامام الصادق (ع) ، ففسر صحة الخلقة بكمال الخلق للانسان بكمال الحواس وثبات العقل والتمييز واطلاق اللسان بالنطق ، وفسر تخلية السرب بأنه الذي ليس عليه رقيب يمنعه العمل مما أمر الله تعالى به ، وفسر المهلة في الوقت بالعمل الذي يمتنع به الإنسان من حد ما يجب عليه المعرفة إلى أجل الوقت وذلك من وقت تمييزه وبلوغ الحلم إلى أن يأتيه أجله ، وفسر الزاد بالجدة والبلغة التي يستعين بها العبد على ما أمر الله تعالى به مثل الراحلة للحج ، وفسر السبب المهيج بالنية التي هي داعية الإنسان إلى جميع الأفعال وحاستها القلب.
وروى عن الامام الصادق (ع) أيضا انه سئل : هل أجبر الله العباد على المعاصي؟
فقال الصادق (ع) هو أعدل من ذلك.
فقيل له : فهل فوض اليهم؟ فقال (ع) هو أعز وأقهر من ذلك.
وروي عنه (ع) أنه قال في القدر : على ثلاثة اوجه :
رجل يزعم أن الامر مفوض إليه! فقد وهن الله تعالى في سلطانه فهو هالك.
ورجل يزعم أن الله جل وعز اجبر العباد على المعاصي وكلفهم ما لا يطيقون! فقد ظلم الله تعالى في حكمه فهو هالك.
ورجل يزعم أن الله كلف العباد ما يطيقون ولم يكلفهم ما لا يطيقون فإذا أحسن حمد الله وإذا أساء استغفر الله فهذا مسلم بالغ.