قال : ومن يمين الملك؟
قال : أما سمعت قوله تعالى : (وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) (١) ، هو الذي يرددها.
فسأل اليمين عن شأنه وتحريكه للقلم.
فقال : جوابي ما سمعت من اليمين الذي في عالم الشهادة وهو الحوالة إلى القدرة ، فلما سار إلى عالم القدرة فرأى فيه من العجائب ما استحقر غيرها ، فأقيل عند ذلك عليها فسألها عن تحريك اليمين.
فقالت : أنا صفة فاسأل القادر إذ العهدة على الموصوفات لا على الصفات.
وعند هذا كاد أن يزيغ وينطق بالجرأة على السؤال ، فثبت بالقول الثابت ونودى من سرادقات الحضرة (لايُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)(٢) ، فغشيته الحضرة فخر صعقا ، فلما أفاق قال : سبحانك ما أعظم شأنك تبت اليك وتوكلت عليك وآمنت بأنك الملك الجبار الواحد القهار ، فلا أخاف غيرك ولا أرجو سواك ولا أعوذ الا بعفوك من عقابك وبرضاك من سخطك وبك منك؟
فأقول : اشرح لى صدري لاعرفك ، واحلل عقدة الصمت من لساني لاثنى عليك.
__________________
(١) الآية ٦٧ من سورة الزمر.
(٢) الآية ٢٣ من سورة الأنبياء.