وقبل الشروع في بيان أدلة الأقوال ينبغي التنبيه على أمرين :
الأول : أن محل الكلام ومورد النقض والإبرام ليس هو التركب والبساطة بحسب اللحاظ والتصور : فان بساطته بهذا النحو مورد اتفاق الجميع : إذ لم يدع أحد أن تصور القائم ـ مثلا ـ عبارة عن تصور مفاهيم الشيء والقيام والنسبة ، ولا ريب في انه إذا سمع العاقل لفظ القائم لا يتصور ولا ينتقل ذهنه إلا إلى معنى واحد بل محل الكلام إن مفهوم المشتق بحسب التحليل العقلي ، هل هو شيء واحد ، أم مركب من شيئين أو ثلاثة أشياء.
الثاني : أن من يدّعي اخذ الذات في مفهوم المشتق إنما يدّعي اخذ المفهوم فيه ، والمراد به على ما ستعرف ، هو المعنى المبهم من جميع الجهات غير جهة قيام المبدأ به ، لا اخذ الذوات الخاصة حسب اختلاف الموارد كي يلزم كون المشتق من قبيل متكثر المعنى ، إذ لا ريب في أن المشتق الذي يستعمل في موارد مختلفة كالقائم ، إنما يكون له معنى واحد.
__________________
٨٤) رسالة ، وله كتاب الأنموذج يحتوي على خلاصة من كل علم ، وقد تعرض للتفسير وكانت له مناظرات مع علماء زمانه (الكنى والألقاب ج ٢ ص ٢٠٦) وقد تعرض للفرق بين المشتق ومبدئه في تعليقته على شرح التجريد للقوشجي ص ٨٥.
(٢) راجع أجود التقريرات ج ١ ص ٦٤ فإنه بعد أن حرر محل النزاع قال في ص ٦٥ فاعلم أن التحقيق وفاقا لأهله بساطة مفاهيم المشتقات وخروج الذات والنسبة عن مداليلها بالكلية فلا تدل إلا على المبدأ الملحوظ اتحاده مع الذات فقط ، وفي الطبعة الجديدة ج ١ ص ٩٧ ـ ٩٨.