متى يشعر بقدمه إلى قدمه وحتى متى يلتسع عافية بسقمه وإلى كم يتعلل بالأماني ويعتمد على التواني وهي من مراكب المعاطب ومن سألك المهالك اغتنم أيها الهالك وقت القدرة على الممالك.
فصل فيما نذكره من صحائف إدريس (ع) وجدت هذه الصحف بنسخة عتيقة يوشك أن يكون تاريخها من مائتين من السنين بخزانة كتب مشهد مولانا أمير المؤمنين (علي بن أبي طالب (ع)) وقد ذهب أولها وآخرها فكان الموجود منها نحو سبعة كراريس وقوائمه بقالب ربع الورقة الكبيرة نذكر (الملأ والخلو) وقد سقط منه وإنما نذكر منه ما ذكر من أول أيام الأسبوع فذكر أن أول يوم خلق الله جل جلاله يوم الأحد ثم كان صباح يوم الإثنين فجمع الله البحار حول الأرض وجعلها أربعة بحار الفرات والنيل وسيحان وجيحان ثم كان مساء ليلة الثلاثاء فجاء الليل بظلمته ووحشته ثم كان صباح يوم الثلاثاء فخلق الله الشمس والقمر وسرج ذلك سراجا طويلا وقال ثم كان مساء ليلة الأربعاء فخلق الله ألف ألف صنف من الملائكة منهم على خلق الغمام ومنهم على خلق النار متفاوتين في الخلق والأجناس ثم كان صباح يوم الأربعاء فخلق الله من الماء أصناف البهائم والطير وجعل لهن رزقا في الأرض وخلق النار العظام وأجناس الهوام ثم كان مساء ليلة الخميس فميز الله سباع الدواب وسباع الطير ثم كان صباح يوم الخميس فخلق الله ثمان جنان وجعل باب كل واحدة منهن إلى بعض ثم كان مساء ليلة الجمعة فخلق الله النور الزاهر وفتح الله مائة باب في كل باب جزء من الرحمة ووكل بكل باب ألفا من ملائكة الرحمة وجعل رئيسهم كلهم ميكائيل فجعل آخرها بابا لجميع الخلائق يتراحمون به بينهم ثم كان صباح يوم الجمعة فتح الله أبواب السماء بالغيث وأهب الرياح وأنشأ السحاب وأرسل ملائكة الرحمة للأرض أمر السحاب تمطر على الأرض وزهرت الأرض بنباتها وازدادت حسنا وبهجة وغشي الملائكة النور وسمى الله يوم الجمعة لذلك يوم أزهر ويوم المزيد وقال