إشارة إلى القرآن يعني أنه مؤلف من هذه الحروف التي أنتم تعرفونها وتقدرون عليها ثم سأل نفسه وقال إن قيل لو كان المراد هذا لكان قد اقتصر الله على ذكر الحروف في سورة واحدة أو أقل مما ذكره فقال عادة العرب التكرار عند إيثار إفهام الذي يخاطبونه.
يقول علي بن موسى بن طاوس أما ما ذكره في الرد على الأقاويل فبعضه قريب موافق للعقول وبعضه مخالف للعقول فإن قوله إن الله ما استأثره علينا ثم نعود إلى القرار فإن الله استأثر بعلم يوم القيامة وعلم الغيب وهلا جعل هذا من جملة علم الغيب الذي استأثر به أو من القسم الذي قال الله تعالى فيه ـ (ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ) وأما قوله (فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً) فالآية فيها استثناء فهلا ذكر الاستثناء بقوله تعالى ـ (إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) وغير ذلك من الجواب الذي يطول وأما قوله إنه أراد تنبيه العرب على موضع عجزهم عن الإتيان فهذا لو كان لكانت الصحابة قد عرفته قبله ونقلوه نقلا ظاهرا ومتواترا وكيف يعلم هو ما يكون قد خفي على الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ولم يكشف لهم سيد المرسلين (ص).
فصل فيما نذكره من مجلد قالب الربع في تفسير القرآن لم يذكر اسم مصنفه قال في قول الله في تفسير سورة البقرة في السطر الرابع عشر قوله (الم) أي أنا الله أعلم وقال في أول قائمة من تفسير سورة الأعراف في ثالث سطر في قوله (المص) أي أنا الله أفعل.
أقول وهذا غريب مما وقفناه وسمعناه من مقالات المفسرين في تفسير الحروف المقطعة في أول سورة القرآن ولم يذكر حجة ولا شبهة على أن المعنى (الم) أي أنا الله أعلم ولا أن تفسير (المص) أي أنا الله أفعل وليس في ظاهرها ما يقارب ذلك.
فصل فيما نذكره من جزء رابع من معاني القرآن تأليف محمد بن جعفر المروزي من أول سطر منه من الوجهة الثانية إن رسول الله قال لوفد عبد القيس ما فعل قس بن ساعدة قالوا مات يا رسول الله قال (ص) لقد رأيت