الاختلاف وما لا يجوز وفي إعرابه ومقداره وتأليف سوره وآيه هذا لا يتوهم على رجل من عامة المسلمين فكيف برسول رب العالمين قلت أنا والله لقد صدقت يا بلخي من توهم أو قال عنه (ص) أنه عرف يموت في تلك المرضة وعلم اختلاف أمته بعده ثلاثا وسبعين فرقة وأنه يرجع بعده بعضهم يضرب رقاب بعض ولم يعين لهم على من يقوم مقامه ولا قال لهم اختاروا أنتم حتى تركهم في ضلال إلى يوم الدين هذا لا يعتقد فيه إلا جاهل برب العالمين وجاهل بسيد المرسلين فإن القائم مقامه يحفظ الكتاب ويقوم بعده لحفظ شرائع المسلمين ولعمري إن دعواهم أنه أهل تأليف القرآن الشريف حتى جمعه بعده سواه بعد سنين قوله باطل لا يخفى على العارفين وهو إن صح أن غيره جمعه بعد أعوام يدل على أن الذي جمعه رسول الله (ص) التفت الناس إليه وجمع خلاف ما جمعه عليه هذا إذا صح ما قال الجبائي.
أقول ثم طعن البلخي في الوجهة الثانية من القائمة السادسة من الكراس الثاني على جماعة من القراء منهم حمزة والكلبي وأبو صالح وكثير ما روى في التفسير ثم قال البلخي في الوجهة من القائمة الثالثة من الثالث ما هذا لفظه واختلف أهل العلم في أول آية منها فقال أهل الكوفة وأهل مكة إنها (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) وأبى ذلك أهل المدينة وأهل البصرة واحتجوا بأنها لو كانت آية من نفس السورة لوجب أن تكون قبلها مثلها ليكون إحداهما افتتاحا للسورة حسب الواجب في سائر السور والأخرى أول آية منها وما قالوه عندنا هو الصواب والله أعلم.
يقول علي بن موسى بن طاوس قد تعجبت ممن استدل على أن القرآن محفوظ من عند رسول الله (ص) وأنه هو الذي جمعه ثم ذكر هاهنا اختلاف أهل مكة والمدينة وأهل الكوفة وأهل البصرة واختار أن (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ليست من السورة وأعجب من ذلك احتجاجه بأنها لو كانت من نفس السورة كان قد ذكر قبلها افتتاح فيا لله ويا للعجب إذا كان القرآن مصونا من الزيادة والنقصان كما يقتضيه العقل والشرع كيف