وَرائِي) حقيقة غير مجاز لأن بني العم يتخلفون وراء الميت أي بعده فكأنهم وراءه فكيف زعم أبو عبيدة أن معناه قدامه
فصل فيما نذكره من الجزء السابع من كتاب معمر بن المثنى من الوجهة الأولة من القائمة الثانية منه بلفظه ـ (وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ) أي جمعنا والحجة فيه يقال ليلة الجمع وليلة المزدلفة وذكروا عن الحسن (وَأَزْلَفْنا) أهلكنا.
أقول إن الظاهر ما حكاه صاحب الصحاح فقال إن معنى أزلفه أي قربه والمزلفة والزلفى القربة والمنزلة ومنه قوله تعالى ـ (وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى) وهو اسم المصدر كأنه قال بالذي يقربكم عندنا ازدلافا هذا لفظ الجوهري في الصحاح.
أقول وأما احتجاج معمر بن المثنى بأنه يقال ليلة الجمع وليلة المزدلفة لفظان بمعنى واحد وإلا إذا جاز أن يكون كل واحد لمعنى غير الآخر فلا حجة له فيه وقد قال الجوهري في صحاحه وازدلفوا أي تقدموا وإذا كان بمعنى تقدموا فهذه صفة المزدلفة لأن الحاج يتقدمون إليها من عرفات قبل أن يصلوا صلاة العشاء المغرب وصلاة العشاء الآخرة وقال الجوهري الزلفى الطائفة من أول الليل ولأن عرفات آخر منازل الحج وأبعدها من الكعبة فأول منازل يقرب بعد عرفات من مكة والكعبة المزدلفة فجاز أن يسمى بذلك لأنه أول منازل القريب وأما ما حكاه عن البصري وأزلفنا أهلكنا فلم يذكر حجة له على ذلك ولا ذكره صاحب الصحاح فيما رأيناه من صحاحنا ولعل المراد ب (أَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ) أي قربناهم من البحر لهلاكهم فصاروا فيه وأقرب قريب إليه وسيأتي في الجزء التاسع عن أبي عبيدة موافقة لما ذكرناه في قول الله تعالى ـ (أَزِفَتِ الْآزِفَةُ) قال دنت القيامة.
فصل فيما نذكره من الجزء الثامن من كتاب معمر بن المثنى من القائمة الخامسة من أول وجهة منها بلفظه ـ (فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ) الأسباب والسبب الحبل والمسبب ما تسبب به من رحم أو دين ـ قال النبي كل سبب أو نسب