عدل عن ذكر قتل مولانا لعمرو بن عبد ود عند قدوم الأحزاب وما كان بذلك من النصر وذل الكفر وإعزاز الدين ـ وقول النبي (ص) لضربة علي لعمرو بن ود أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة وقد روى ذلك منهم موفق بن أحمد المكي أخطب خطباء خوارزم في كتاب المناقب وروى أبو هلال العسكري في كتاب الأوائل حديث قتل مولانا علي (ع) لعمرو بن عبد ود وغيرهما وهو من الآيات المشهورة والمعجزات المذكورة وأما حديث اضطراب قلوب المنافقين وشكوكهم في الله وفي سيد المرسلين (ص) فأرى الزمخشري لم يذكر غير واحد والقرآن قد تضمن لفظ ذكر الجمع وما يدل على كثرة من شك منهم واضطرب قلبه وينبغي أن تكون الإشارات بفساد النيات إلى من عرف منهم الجبن والذل والهرب عند المعضلات والحروب والحوادث السالفات والحادثات فإنهم أهل هذه الصفات.
فصل فيما نذكره من الوجهة الثانية من القائمة السابعة من الكراس السادس من الكشاف من الجزء السابع أيضا من حديث قريظة وبني النضير بلفظ ما نذكره منه ـ وروي أن جبرئيل أتى رسول الله (ص) صبيحة الليلة التي انهزم فيها الأحزاب ورجع المسلمون إلى المدينة ووضعوا سلاحهم فقال يا رسول الله لم تضع السلاح إن الله يأمرك بالمسير إلى بني قريظة وأنا عائد إليهم فإن الله داقهم دق البيض على الصفا إنهم لك طعمة فأذن في الناس أن من كان سامعا مطيعا فلا يصلي العصر إلا في بني قريظة فما صلى كثير من الناس العصر إلا بعد العشاء الآخرة لقول رسول الله فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة حتى جهدهم الحصار فقال لهم رسول الله تنزلون على حكمي فأبوا فقال على حكم سعد بن معاذ فرضوا به فقال سعد حكمت فيهم أن يقتل مقاتلوهم ويسبى ذراريهم ونساؤهم فكبر النبي وقال لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرقعة ثم استنزلهم وخندق في سوق المدينة خندقا وقدمهم فضرب أعناقهم وهم بين ثمانمائة إلى تسعمائة وقيل كانوا ستمائة مقاتل وسبعمائة أسير.