أقول : وهكذا وجدنا ترتيب السور في الرواية كما ذكرنا ثم قال خالد بن صفوان راوي الحديث ما معناه فخرج السامعون متحيرين نادمين كيف أحوجوه إلى سماع هذه الحجج الباهرة ولم يذكر أنهم رجعوا عن عقائدهم الفاسدة الداثرة وما جاءوا بشيء لدفع ما احتج به زيد ثم فنعوذ بالله من الضلال وحب المنشأ والتقليد الذي يوقع في مثل هذا الهلاك والوبال
فصل فيما نذكره من كتاب قصص القرآن بأسباب نزول آيات القرآن تأليف القيصم بن محمد القيصم النيسابوري نذكر من آخر سطر منه من وجهة أوله بلفظه فصل في ذكر الملكين الحافظين ـ دخل عثمان بن عفان على رسول الله فقال أخبرني عن العبد كم معه من ملك قال ملك على يمينك على حسناتك وواحد على الشمال فإذا عملت حسنة كتبت عشرا وإذا عملت سيئه قال الذي على الشمال للذي على اليمين اكتب قال لعله يستغفر الله ويتوب فإذا قال ثلاثا قال نعم أكتب أراحنا الله منه فلبئس الصديق ما أقل مراقبته لله عزوجل وأقل استحياءه منا يقول الله عزوجل ـ (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) وملكان بين يديك ومن خلفك وملك قابض على ناصيتك فإذا تواضعت لله عزوجل رفعك وإذا تجبرت على الله وضعك الله وفضحك وملكان على شفتيك ليس يحفظون عليك إلا الصلوات على محمد وملك قائم على فيك لا يدع أن تدب الحية في فيك وملك على عينيك فهؤلاء عشرة أملاك على كل آدمي يعد أن ملائكة الليل على ملائكة النهار لأن ملائكة الليل سوى ملائكة النهار فهؤلاء عشرون ملكا على كل آدمي وإبليس بالنهار وولده بالليل قال الله تعالى (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ) الآية وقال عزوجل (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ) الآية. اعلم أن الله عزوجل وكل بكل إنسان ملكين يكتبان عليه الخير والشر ووردت الأخبار بأنه يأتيه ملكان بالنهار وملكان بالليل وذلك قول الله ـ (لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ) لأنهم يتعاقبون ليلا ونهارا وإن ملكي النهار يأتيانه إذا انفجر الصبح فيكتبان ما يعمله إلى غروب الشمس وفي رواية أنهما يأتيان المؤمن عند حضور صلاة الفجر ـ