الله قد جعلت يوم الجمعة أكرم الأيام كلها وأحبها إلي ثم ذكر شرحا جليلا بعد ذلك.
فصل فيما نذكر معناه من الكراس الثالث ـ في خلق آدم ثم يتضمن أن الأرض عرفها الله جل جلاله ولعله بلسان الحال أنه يخلق منها خلقا فمنهم من يطيعه ومنهم من يعصيه فاقشعرت الأرض واستعطفت الله وسألته لا يأخذ منها من يعصيه ويدخله النار وأن جبرائيل أتاها ليأخذ منها طينة آدم فسألته بعزة الله ألا يأخذ منها شيئا حتى تتضرع إلى الله تعالى وتضرعت وسألت فأمره الله تعالى بالانصراف عنها فأمر الله إسرافيل بذلك فاقشعرت وسألت وتضرعت فأمره الله بالانصراف عنها فأمر الله عزرائيل فاقشعرت وتضرعت فقال قد أمرني ربي بأمر أنا ماض له سرك ذلك أم ساءك فقبض منها كما أمر الله ثم صعد بها إلى مواقفه فقال الله له كما وليت قبضها لله من الأرض وهي كارهة لذلك تلي قبض أرواح كل من عليها وكل ما قضيت عليه الموت من اليوم إلى يوم القيامة فلما غابت شمس يوم الجمعة خلق الله النعاس فغشاه ذوات الأرض وجعل النوم سباتا وسمي الليلة لذلك ليلة السبت وقال (أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا) أخلق كل شيء خلقت السماوات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى في ستة أيام من شهر نيسان وهو أول شهر من شهور الدنيا وجعلت الليل والنهار وجعلت النهار نشورا ومعاشا وجعلت الليل لباسا ومسكنا ثم كان صباح يوم السبت فميز الله لغات الكلام فسبح جميع الخلائق لعزة الله فتم خلق الله وتم أمره في الليل والنهار ثم كان صباح يوم الأحد اليوم الثامن من الدنيا فأمر الله ملكا يعجن طينة آدم فخلط بعضها ببعض ثم خمرها أربعين سنة ثم جعلها لازبا ثم جعلها حمأ مسنونا أربعين سنة ثم قال للملائكة بعد عشرين ومائة سنة مذ خمر طينة آدم (إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ) فقالوا نعم فقال في الصحف ما هذا لفظه فخلق الله آدم على الصورة التي صورها في اللوح المحفوظ.