يلزم أن يكون قبلها ما ليس فيها وكيف كان يجوز ذلك أصلا ولو كان هذا جائزا لكان في سورة براءة لافتتاحها (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) كما كنا ذكرناه من قبل هذا وقد ذكر من اختلاف القراءات والمعاني المتضادات ما يقضي به على نفسه من تحقيق أن القرآن محفوظ من عند صاحب النبوة وقد كان ينبغي حيث اختار ذلك واعتمد عليه أن يعين على ما أجمع الصحابة عن رسول الله (ص) ليتم له ما استدل به وبلغ إليه
فصل في ما نذكره من المجلد الثالث في تفسير البلخي لأن الجزء الثاني ما حصل عندنا فقال في الوجهة الثانية من القائمة الخامسة وبعضه من الوجهة الأولة من القائمة السادسة من الكراس الرابع ما هذا لفظه النسخة عندنا قوله (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) والباء زائدة نحو زيادتها في قوله (تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ) وإنما هي تنبت الدهن قال أبو الغول ـ
ولعل ملأت على نصب جلده |
|
بمساءة إن الصديق بعاتب |
يريد ملأت جلده مساءة والتهلكة والهلاك واحدة قتادة (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) الآية قال أعطاهم الله رزقا وأموالا فكانوا مسافرين ويغتربون ولا ينفقون من أموالهم فأمرهم الله أن ينفقوا في سبيل الله وأن يحسنوا فيما رزقهم الله عبيدة السلماني (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) فنهوا عن ذلك ابن عباس (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) الآية قال إن لم يجد الرجل الاستقصاء فليجتهد في سبيل الله الآية ولا تقولون لا أجد شيئا قد هلكت ثم ذكر البلخي عن جماعة أن التهلكة النجل أو يقاتل ويعلم أنه لا ينفع بقتاله أو هو ما أهلكهم عند الله جل جلاله.
يقول علي بن موسى بن طاوس اعلم أن قول البلخي إن الباء زائدة في قوله تعالى (بِأَيْدِيكُمْ) فهو قول يقال فيه إنه لو كانت الباء زائدة لكان الإلقاء إلى التهلكة بالأيدي فحسب ولما قال تعالى (لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ) كان مفهومه لا تلقوا بأنفسكم وهو الظاهر من الآية فلا ينبغي أن يتحكم بأنها زائدة أقول وأما المثال الذي ذكره في قوله جل جلاله (تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ) فيقال له لو قيل لك إنها لو كانت زائدة لكان المراد كما زعمت أنها تنبت الدهن ومن