الإسلام قد نقلوا دون موت للخضر فعرفنا من ذكر موت الخضر ومن حضر وفاته ومن كفنه ومن صلى عليه ومن دفنه فقد اعترفت بوجود الخضر وزعمت أن وجوده يقتضي معرفة الناس به ولقاءهم له وما وجدنا لوفاته وتوابع الوفاة خبرا ولا حضرا وأنه لا مانع أن يبقى بعد نبينا نبي بعث قبله كما بقي عيسى وإدريس ونقول زيادة على ما قدمناه هل جوز الجبائي أن يكون الخضر قد سقط حكم مدعاه من نبوته بأن شريعة نبينا محمد (ص) ناسخة كل شريعة قبلها وبقي الخضر داخلا في شريعتنا كما كان هارون وغيره من الأنبياء داخلين في شريعة من كانوا داخلين في شريعته أما سمع الجبائي يشرب من ماء الحياة وتواتر الخبر بها فكيف حكم بفساده وإحالته ولكن تعصبه على بني هاشم وعلى المهدي (ع) ويكفي للمهدي (ع) مثالا بقاء إدريس وعيسى (ع) والمعمرين وأن الله قادر لذلك وأن المهدي من جملة معجزات محمد (ص) وآبائه.
فصل فيما نذكره من الجزء الثاني عشر من المجلدة السادسة من تفسير الجبائي من الوجهة الأولة من القائمة الثامنة من الكراس الرابع منه بلفظه وأما قول الله تعالى ـ (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى) فإنما عنى به أن أمر أهل دينك وأهل بيتك بالصلاة التي تعبدكم الله بها واصطبر على أدائها والقيام بها.
يقول علي بن موسى بن طاوس ألا تعجب من رجل مسلم يصنف كتابا يعرف أنه يقف عليه من يطلع إليه على مرور الأوقات يعمه مثل هذه التعصبات والمحالات بالله تعالى هل ترى في الآية وأمر أهل دينك في ظاهرها أو معناها أو حولها أوما يجد هذا تعصبا قبيحا لا يليق بذوي الألباب المصدقين بيوم الحساب أتراه لو اقتصر على أنه يأمر أهله (ع) بالصلاة أسوة بسائر من بعث إليه ما الذي كان ينخرم وينفذ على الجبائي حتى يبلغ به الحال إلى أن يزيد في القرآن ما لا يدل اللفظ ولا المعنى عليه فهل كانت يد محمد وحقه عليه دون عثمان بن عفان