والإرادات إلى أن يكون بشرا نادرا وفطنا ماهرا أو سلطانا قاهرا ويسجد له الملائكة أجمعون ويكون منه إبراهيم خليلا وموسى كليما وعيسى روحا ومحمد حبيبا وسائر الأنبياء والأوصياء والأولياء فسبحان الله من يجود على الضعيف حتى يجعله أقوى الأقوياء وعلى البعيد حتى يصير من الخواص القرباء وعلى من يوطأ بالأقدام وهو كالفراش للأنعام حتى يبلغ إلى ما بلغ التراب إليه من النظام والتمام والإكرام والإنعام إن في ذلك والله لآيات باهرات لذوي الأفهام ثم خلق حواء من جسد ليكون أبلغ في الأنس لأن النفس تسكن إلى النفس ووصل بينهما بمناسبة الأرواح والألباب ورفعهما عن حكم التراب.
فصل فيما نذكره مصحف شريف خاتم وقفناه على ولدي علي قالبه ربع الورقة جديد من وجهة ثانية من السطر التاسع وتمامها في أول السطر العاشر ـ (وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ). أقول وفي هذا الإيضاح من السعود لأهل الفلاح ما تضيق الأعمار عن شرح أنواره وكشف أسراره فبان في العجائب السماوية والأرضية وترتيب أفلاكها وتقديرها ومسيرها وتدبيرها وإمساكها في جهاتها واختلاف الألسن والألوان على مرور الدهور وتقلباتها مما يحار العقول في وصفه وترجع الأفكار عن جرأة كشفه.
فصل فيما نذكره من مصحف معظم مكمل أربعة أجزاء وقفناه على ابنتي الحافظة لكتاب الله المجيد (شرف الأشراف) حفظته وعمرها اثنتا عشرة سنة من الربع الثالث من وجهة ثانية قد تكررت فيها الآية قصرت على أوله ـ (وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).
أقول إن كيفية ورود النوم على الإنسان من غير مرض ولا آفة بل بالتلذذ له وهو أخو الموت المتلف لكل ما في الإنسان من مواهب الرحمة